Home»National»يا من تستهدفون المرأة المسلمة خلّوها وطبيعتها التي خلقها ربها عليها فلستم أرحم بها منه ولا أغير منه عليها سبحانه وتعالى

يا من تستهدفون المرأة المسلمة خلّوها وطبيعتها التي خلقها ربها عليها فلستم أرحم بها منه ولا أغير منه عليها سبحانه وتعالى

0
Shares
PinterestGoogle+
 

يا من تستهدفون المرأة المسلمة خلّوها وطبيعتها التي خلقها ربها عليها فلستم أرحم بها منه ولا أغير منه عليها  سبحانه وتعالى

محمد شركي

مع حلول الثامن من  شهر مارس آذر  كل عام ، و الذي يعتبر عيد المرأة  على الصعيد العالمي ، يتوقع أن ترتفع عندنا عقيرة المطالبين بحقوق المرأة المغربية المسلمة ، وتزداد وتيرة  الحملات المنسقة الهادفة إلى التغيير من طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها  ،خصوصا في ظرف ما بعد  حراكات وثورات الربيع العربي  وما حدث من إجهازعليها ، وهي التي كشفت عن تشبث الشعوب العربية بدينها وبقيمه السامية  ، وهي قيم  صارت مستهدفة بشكل غير مسبوق سعيا وراء إحلال قيم أخرى  وافدة ومستوردة  محلها ، والتي صارت تسوّق في شكل وصلات إشهارية يوميا عبر وسائل الإعلام المختلفة  ،  وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليتم تطويع المجتمعات المسلمة كي تطبع معها وتقبل عليها كبديل يحل محل قيمها الإسلامية .

والمتأمل ل مختلف الدعوات المرفوعة في مجتمعنا المغربي المسلم ،  والمطالبة بحقوق المرأة من قبل جهات وأفراد محسوبين على توجهات وتيارات إيديولوجية معروفة بحساسيتها المفرطة من كل ما يمت بصلة إلى الإسلام، يلاحظ أن الأمر في الحقيقة  لا يتعلق بدعوات تطالب بحقوق المرأة بقدر ما هو دعوات لتغيير طبيعتها ، ولاستبدال هويتها الإسلامية بهوية  بديلة حسب وصفات إيديولوجية خاصة بتلك الجهات الرافضة لوجود الإسلام كفاعل في حياة المغاربة المسلمين .

ومعلوم أن الإسلام وعبر الناطق الرسمي باسمه ،وهو كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قد قدم نفسه للبشرية على اختلاف أجناسها، وأعراقها، وألوانها، وألسنتها ،وثقافاتها كدين ،وكمنهاج حياة يتمتع الإنسان فيه بالتكريم  الذي جعلته مستخلفا في الأرض، وقد سخر له ما فيها ،مصداقا لقول الله عز وجل : (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات ، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) . ولا تصح  ولا تستقيم مع هذا التصريح الإلهي الذي لا يقبل تأويلا أية دعوة يزعم أصحابها أن المرأة في دين الإسلام  مهدرة الكرامة أو مهضومة الحقوق، ذلك أنه لا يوجد ما يدل على أن تكريم  الإنسان في الإسلام يخص  جنس الرجال دونها جنس  النساء . وإذا لوحظ  في مجتمع يدين بدين الإسلام ما يدل على المساس بكرامة المرأة وحقوقها ، فالقضية  ههنا لا تعني الإسلام في شيء ،لأن ذلك  إن حدث إنما يحدث خارج إطاره ، ولا يمكن أن يحسب عليه ، ولا يكفي أن يدعي من يمس بكرامتها الانتماء لهذا الدين ليتحمل هذا الأخير وزر فعله ، ذلك أن الانتماء لهذا الدين إنما هو التزام بما جاء فيه  من توجيهات ، وكل خروج عن ذلك إنما يلزم الخارج عنه ، ولا يعنيه في شيء ، ولا يتحمل مسؤوليته .

وانطلاقا من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،تتضح الصورة التي أرادها الخالق سبحانه وتعالى لطبيعة المرأة ، وهي صورة متكاملة الأبعاد ،ذلك أن أول امرأة وجدت إلى جانب أول رجل في الجنة ، تمتعت معه بنعيمها ،واشتركا معا في خطيئة الأكل من  ثمرالشجرة المنهي عنها ، وكان هبوطهما إلى الأرض معا  سويا . ولقد جاء الخطاب القرآني واضحا في نسبة ما حدث لهما إليهما معا ، فقول الله تعالى : ((  وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين ))  بيّن طبيعة العلاقة بينهما، وهي علاقة زواج  دون سواها  ، وسوّى بينهما في الأمر  » اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها  »  و في النهي   » ولا تقربا هذه الشجرة  » . وقول الله تعالى : (( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك  فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى  إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيه ولا تضحى  فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم  هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى  فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة  وعصى آدم ربه فغوى )) ، هو خطاب صيغة أسلوبه  تدل على أنه موجه لآدم عليه السلام  دون أن يعني ذلك أن حواء غير معنية به ، فقد سوّى الله عز وجل  بينهما في عداوة إبليس لهما  فقال : (( عدو لك ولزوجك )) ، وسوّى بينهما أيضا  في التمتع بنعيم الجنة أكلا، وشربا ،ولباسا ،وراحة ، ولا يمكن أن يفهم من قوله تعالى  : (( إن لك ألا ….))  بضمير الغائب المذكر أنه يخص بذلك آدم دون حواء ، ذلك أنه لا يستقيم عقلا ولا منطقا أن توجد معه في الجنة ، فيكون حالها فيها مخالفا لحاله بحيث يشبع ويلبس هو، وتجوع  وتعرى هي . ، وقوله تعالى : (( فأكلا منها )) بصيغة المثنى قرينة على أن الأكل مما كان في الجنة ، كان مشتركا بينهما ، وقياسا على الأكل ،كان الشرب ،واللباس أيضا ، وكانت الراحة والنعيم . وصيغة المثنى في قوله تعالى : (( فأكلا منها)) جعلتهما شريكين في المعصية والغواية، وإن جاء في أسلوب الخطاب القرآني : (( وعصى آدم ربه فغوى )) لأنه لا يستقيم عقلا ولا منطقا أن يكون أكل آدم من الشجرة معصية ، ولا يكون كذلك بالنسبة لزوجه  .

 وأريد ههنا الإشارة إلى أن  الزعم بأن حواء  هي التي أغرت آدم بالمعصية  من طرف البعض  ، وأن الرد على ذلك من طرف البعض الآخر بأن الخطيئة خطيئة آدم وحده ،وليست خطيئتها هي ،إنما هو جدل بزنطي  لا طائل من ورائه بين من يعتبرون أنفسهم أنصار المرأة ،ومن يعتبرون أنفسهم خصوما لها ، وهم يحاولون إسقاط قناعاتهم  وأحوالهم على قضية محسومة من قبل وحي إلهي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه.

ويمضي كتاب الله عز وجل في بيان طبيعة المرأة التي ارتضاها لها خالقها  سبحانه  وتعالى ، ولا يوجد أرحم بها منه ، ولا أغير عليها منه ، ولا أدرى بما ينفعها أو يضرها منه، حيث صانها ماديا ومعنويا من كل ما يمكن أن يبتذل طبيعتها ، فأعاد لها لباسها الذي كانت عليه وهي في الجنة ، ووصفه لها وصفا دقيقا لتهتدي إلى شكله الذي صممه لها بنفسه ليحقق غاية صيانتها المحققة بدورها لتكريمها التكريم الذي تشترك فيه مع الرجل ، وهي مساوية له فيه . والذين يحاولون تغيير طبيعة لباسها الذي كساها الله عز وجل إياه  بالكشف عن جسدها لا يختلفون عن فعل عدوها إبليس الذي قال عنه الله عز وجل : (( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة  ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما )) ،فتغيير طبيعة لباس المرأة الذي صممه الله عز وجل لها  فتنة شيطانية حذر منها الله عز وجل  بني آدم ذكورا وإناثا على حد سواء . و لا تختلف  فتنة تغيير طبيعة لباس المرأة  عن باقي الفتن الشيطانية التي تستهدف طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها من قبيل إغرائها بابتذال جسدها  جنسيا عن طريق ما يسمى بالعلاقة  الجنسية الرضائية أو العلاقة الجنسية المثلية  تحت شعار حرية  التصرف في الجسد ، وقد جعل الله تعالى طبيعتها  أن تمارس الجنس في إطار علاقة زوجية شرعية لا غير  كما جاء في قوله تعالى مخاطبا أول إنسان : (( اسكن أنت وزوجك  الجنة ))، ولم يقل أنت وعشيقتك  أو خليلتك التي تربطكما علاقة جنسية رضائية . ولا يختلف إغراء المرأة لتغيير طبيعتها الجنسية التي شرعها الله عز وجل  لها عن باقي الإغراءات ـ وما أكثرها اليوم ـ والتي تهدف إلى نقلها من هويتها الإسلامية إلى هوية أخرى تحت مختلف الشعارات المبهرجة التي تعج بها وسائل الإعلام والتواصل . وتغيير طبيعة المرأة عمل شيطاني بشهادة الوحي لقوله تعالى على لسان الشيطان عدو الإنسان : (( وإن يدعون إلا شيطانا  مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا  ولأضلنهم لآمرنهم  فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم  فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا  فقد خسر خسرانا مبينا )). فبموجب هذا النص القرآني  يعتبر تغيير طبيعة المرأة تغييرا لخلق الله عز وجل ، وهو عمل شيطاني من قبيل ما هو حاصل في عالم اليوم ، وفي المجتمعات  المحسوبة على الريادة  الحضارية  والرقي  من زرع الأعضاء التناسلية للإناث ليصرن ذكرانا والعكس . وعلى هذا التغيير الشيطاني  تقاس كل التغييرات المستهدفة لطبيعة المرأة، والتي ترفع شعارات المطالبة بها خصوصا مع حلول مناسبة الثامن من شهر مارس من كل سنة .

ولقد بات من الواضح أن الذين يستهدفون الإسلام  إما سرا ونفاقا أو علانية ، وهم من الطوابير الخامسة المندسة بيننا ، والتي تعمل لفائدة أجندات غربية  إنما يعملون من أجل طمس معالم الهوية الإسلامية لفسح المجال أمام بديل غربي عنها . وتعتبر المرأة قطب الرحى في عملية الإجهاز على القيم الإسلامية  لدى هؤلاء. وتأخذ عملية الإجهاز هذه أشكالا من التضليل والافتراء على الإسلام بخبث ومكر لاستدراج  المرأة المسلمة  كي تنصرف عنه ، ولإغرائها  لتقبل  في المقابل على غيره . ولا يختلف إغراؤها اليوم عن أول إغراء وقع لها وهي في الجنة حيث زين لها ولزوجها الأكل من الشجرة الممنوعة أو المحرمة طمعا في  خلد وملك زائفين . وكل بديل يقدم اليوم للمرأة المسلمة ، وهو مخالف لما أراده  الله عز وجل لها، وهو خالقها العالم بها وبما ينفعها ويضرها على أساس أنه مكسب لها إنما هو خسارة فادحة لها ، و يؤكد ذلك  قول الله عز وجل تعقيبا على اتباع الشيطان واتخاذه وليا : (( ومن يتخذ الشيطان وليا فقد خسر خسرانا مبينا )) . فما وراء المطالبة اليوم  بحرية الجسد، وبالعلاقة الجنسية الرضائية ، وبالعلاقة الجنسية المثلية ، وبتغيير قسمة الميراث ، وبالإجهاض، وبامتهان ما لا يوافق طبيعة المرأة  المسلمة من أعمال  … إلى غير ذلك من المطالب التي تصب في غرض تغيير طبيعتها سوى الخسارة  الفادحة التي لا يتمنها لها إلا عدو لدود شديد الخصومة هو إبليس اللعين الذي حذر منه الخالق سبحانه وتعالى، وهو أعلم بكيده للإنسان وبمكره به  حيث قال : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) .

 فهل ستقاطع المرأة المسلمة حزب هذا العدو اللدود الحاقد عليها الكاره لها  ، وتلتحق بحزب ربها الأرأف والأرحم بها أم أنها ستفضل المضي ، وخوض مغامرات شيطانية وخيمة العواقب والإصرار على ذلك وهي على بينة بما جاء في كتاب ربها جل وعلا  وسنة نبيه  صلى الله عليه وسلم  ؟

وأخيرا نقول : يا من تستهدفون المرأة المسلمة حلّوها وطبيعتها التي خلقها ربها عليها فلستم أرحم منه بها و أغير منه عليها سبحانه وتعالى .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.