Home»National»رفع شعار حرية الجسد دعوة صريحة لنشر الفاحشة

رفع شعار حرية الجسد دعوة صريحة لنشر الفاحشة

1
Shares
PinterestGoogle+
 

 رفع شعار حرية الجسد دعوة صريحة لنشر الفاحشة

محمد شركي

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو لأحد العلمانيين يدعو فيه لإشاعة الفاحشة في البلاد، وقد قال بالحرف وباللغة العامية التي يطالب بجعلها لغة التدريس في البلاد :  » الجسد هو ملك  كل إنسان ، والدولة يجب ألا تتدخل في شأن  شخص دخل  إلى فندق مع امرأة  بينه وبينها علاقة حب ، وليس بينهما علاقة زواج شرعي ، ويفعلان ما يريدان ، ليس من حق صاحب الفندق أن يطالبهما بعقد زواج لأن هذا غلط ، و لهذا يجب على وزير العدل ، وعلى الدولة تغيير هذا القانون « .

ويبدو أن هذا الكلام قد فعل فعله بالفعل في وزير العدل الذي صرح بدوره أنه لا دخل للمجتمع فيما يسمى بالعلاقة  الرضائية  بين راشدين دون عنف وفي مكان غيرعمومي .

ولا نستغرب مثل هذا الكلام من إنسان دأب على السعي لتقويض هوية البلاد الإسلامية ، وضرب قيمها الأخلاقية  في الصميم انتصارا لتوجهه العلماني الحداثي، فهو معروف بمعارضته للغة العربية لأنها لغة القرآن ، ويدعو لاستبدالها باللهجة العامية ، وباللغة الفرنسية  في التدريس ، كما يعارض تدريس مادة التربية الإسلامية ، ويطالب بمجتمع علماني،  وبحياة مدنية لا دخل للدين فيها . ولا شك أنه من الذين يعتبرون أنفسهم  مقياسا  يجب أن يقاس عليهم غيرهم ، بل يقيسون غيرهم كما يقيس  مقياس » ريختر  » الهزات الأرضية . ولا يستغرب من مثل هذا الرجل هذا التوجه، وقد تشرب الثقافة العلمانية في فرنسا إلى حد الهوس والاستلاب ، وذهب بعيدا في المطالبة بالحرية التي لا يجب أن تحكمها ضوابط . والمعروف عنه أنه اقترن بامرأة يهودية  ، ولا ندري أية مدونة أسرة اعتمدها في زواجه هذا، لأن المعروف عنه أنه لا يدخر جهدا في انتقاد ومعارضة مدونة الأسرة التي يراها مقيدة لحرية الجسد والجنس .  ولقد جمعت حياته  الشخصية  ومواقفه كل ما يخالف توجه الأمة ،الشيء الذي جعله ينادي  بالإجهاز على  كل قيمها الدينية والخلقية تحت شعار الحداثة  والحرية .

وتحت شعار  المطالبة بممارسة الحرية، يحاول العلمانيون تمرير أفكارهم المناقضة لثوابت الأمة ، وهي أفكارغريبة عنها ، وعلى رأس الثوابت المستهدفة القيم الإسلامية . ويعادي هؤلاء كل من له توجه إسلامي لأنهم يحملون مشروعا لادينيا يعتبر الإسلام أكبر معرقل لتنزيله على أرض الواقع  .

 ومعلوم أن الحرية كما يفهمها هؤلاء ،هي العيش خارج القيم الإسلامية ، لهذا يطالبون بأمور تعتبر شاذة ومحرمة ، وممنوعة في دين الإسلام . وتحت شعار حرية الجسد يبيحون الفواحش التي غيّروا أسماءها احتيالا للتطبيع معها ، وإشاعتها ،ونشرها في المجتمع على أوسع نطاق  ،فصار السفاح  « علاقة جنسية رضائية « ، وفاحشة قوم لوط  بين الذكور، و فاحشة السحاق بين الإناث علاقة جنسية « مثلية  » بحيث لا تثير النسبة للرضا وللمثل  في النفوس من الاشمئزاز ما تثيره  الفاحشة والزنا والسفاح وعمل قوم لوط .

ومعلوم أن جسد الإنسان في العقيدة الإسلامية هو ملك لخالقه وليس  ملكا لصاحبه يتصرف فيه وفق هواه ، ولا يجوز للمخلوق أن يتصرف كما يشاء  في جسد وهبه له خالقه  ليستعمله وفق إرادته سبحانه  وقد خلقه ليختبره في حياة زائلة ليحاسبه ويجازيه في حياة أخرى بنعيم أو جحيم أبديين . والقول بحرية الإنسان في جسده يصدر عن  قناعة  أشخاص يؤلهون المخلوق ، وتغيّبون إرادة الخالق ، كما أنهم يجعلون إرادة المخلوق فوق إرادته ، ويتصرفون وكأنه لا وجود له وأنه لم يشرع لهم شيئا  . وإذا كان العلمانيون في  البلاد العلمانية لا يجدون حرجا في نفي الخالق جملة وتفصيلا ، وفي إبعاد الدين عن الحياة  صراحة وعنوة ، فإن العلمانيين عندنا  يمارسون  نوعا من النفاق لأنهم لا يستطيعون التصريح بنفي الخالق  كما يفعل غيرهم في البلاد العلمانية ، لهذا يجدون مخرجا في القول بأن التدين ، والإقرار بوجود الخالق  يدخل ضمن الحريات التي تضمنها  العقيدة العلمانية ، ويزعمون أنهم متدينون أيضا ،ولكن على طريقتهم الخاصة والمخالفة لتدين عموم الأمة  ، ويقدمون فهوما مستحدثة للدين خاصة بهم  تحاول تطويعه لمسايرة علمانيتهم أو على وجه الدقة أهوائهم . والمقصود بالمطالبة بحرية الجسد عند هؤلاء هو استباحتها جنسيا ، وهو ما لم يبحه الإسلام إلا في إطار علاقة زواج شرعي  بين ذكر وأنثى ، ولا تكون بين طرفين من نفس الجنس  أو بين مثليين ، لهذا يعتبرون هذا الذي قرره الإسلام تقييدا لحرية الجسد ، ويلحون في المطالبة بها لتستباح الأجساد جنسيا بين الذكر والأنثى في علاقة جنسية  غير مشروعة سموها رضائية ، وبين الذكر والذكر ، والأنثى والأنثى في علاقة جنسية شاذة سموها مثلية .

ولا يريد العلمانيون الوقوف عند حد ممارستهم  هم لهذه الأنواع من الجنس المحرم بل يريدون إضفاء الشرعية عليه أولا لتبرير ممارستهم لها ، ثم لإشاعتها بعد ذلك في مجتمع تحكمه القيم الإسلامية تحقيقا لمشروعهم المدمر الذي يسعون من ورائه إلى تحويل مجتمع مسلم إلى مجتمع علماني تنفيذا لأجندة خارجية يعتبرون هم  طوابيرها الخامسة المأجورة لتنزيلها .

وعندما نجمّع كل الدعوات المناقضة لقيم مجتمعنا المسلم ، والتي  تسوق اليوم إعلاميا بشكل غير مسبوق  خصوصا  بعد ثورات الربيع العربي التي أجهضت في مهدها بعد أن عبرت الشعوب العربية الإسلامية  عن رغبتها  في تشبثها بهويتها الإسلامية ، نجد وراءها  تلك الطوابير الخامسة المأجورة والمشبوهة ، وهي تبذل كل ما في وسعها لتحقيق مشروعها الذي يتوخى نسف القيم الإسلامية  تدريجيا وبأسلوب ماكر وخبيث لفسح المجال للقيم العلمانية الوافدة تحت مختلف الشعارات المزيفة التي تعتمد مصطلحات ومفاهيم مضللة لتسويق الرذائل المستقبحة التي تأنف منها الفطرة البشرية السليمة التي فطر الله عز وجل الناس عليها .

وإذا ما حققت الدولة ووزير العدل وأرباب الفنادق حلم  هذا المطالب بحرية الجسد  ليستباح جنسيا ،ولم يطالب نزلاء الفنادق بما يثبت العلاقة الزوجية الشرعية بينهم ، وقد شرعت بعض الفنادق بالفعل في ذلك خصوصا في المدن الكبرى ، فإنها ستتحول إلى بيوت دعارة أو مواخير، فتسهل حينئذ على العلمانيين المطالبة بتعميم هذه الأخيرة على غرار ما هو كائن في المجتمعات العلمانية الغربية، ويكون ذلك أيضا تحت شعار ممارسة حرية الجسد . وقد تنتقل هذه الآفة المدمرة للقيم من الفنادق، ودور الدعارة لتعم كل البيوت ، وتذبح حينئذ القيم الإسلامية ذبحا ، وتضرب الأسرة المسلمة في الصميم  وهي نواة المجتمع الصلبة ، لينهار بناء هذا المجتمع الإسلامي تحقيقا لإرادة ، ولأجندة خارجية  أوكل تنفيذها لجراثيم داخلية ناقلة للوباء الخبيث والمدمر للقيم الإسلامية السامية .

وأخيرا نقول لهذه الجراثيم اعلموا أنه مقابل كل مكر تمكرونه ليل نهار بهذا المجتمع المسلم، يوجد مكر الله عز وجل الأقوى ، وهو سبحانه خير الماكرين ، ولقد مضت سنته في أول الماكرين  ،وما هي منكم ببعيد.

ومن المستغرب ألا تنهض الجهات الوصية  على الدين  وزارة ـومجلسا علميا أعلى ،ومجالس علمية محلية  بمواجهة هذه الدعوات  الشاذة والضالة والمضلة . ولئن لم يتدخل هؤلاء لتصحيح هذا الوضع الآن، فمتى سيتدخلون ؟ وما الجدوى من وجودهم والدين يحارب بأخبث وأمكر الطرق والأساليب ، وهم حراسة الملة والدين  ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.