Home»National»حذار من الشذوذ والشواذ

حذار من الشذوذ والشواذ

3
Shares
PinterestGoogle+

حذار من الشذوذ والشواذ

لقد أباح الغرب الزنا ولو كان زنا المحارم باشتراط رضا الطرفين، وقد كان يحرّمه في السابق، وإذا كان الغرب يمنع التعدد نظريا، فإنه لا يجد حرجا في تكثير الخليلات وحتى الخلان. فالإباحية متجذرة في المجتمع الغربي الذي ورثها عن الفلسفة الإباحية القديمة عند اليونان. يقول جوستاف لوبون: » إن السفاح بين الفتيان والفتيات قبل الزواج،و في أعراسه وفي المراقص العامة لا يزال عادة مرعية عند أقوام من أهل أوربا، يعيشون في هذا العصر، فهم يرون أن مما تعاب به الفتاة أن تتخلف عن هذا السفاح، كما يرون أن العفاف شيء مستهجن، حتى ليصعب على الفتاة التي لا تحمل سفاحا قبل الزواج أن تجد لها زوجا »([1])

فالغرب يهون من شأن الفاحشة،و لا يرى لها علاقة بالقيم والأخلاق،وذلك من خلال ترويج مقولة: » العلاقات الجنسية لا علاقة لها بالأخلاق،إنما هي مسألة بيولوجية بحثة ‍‍! »([2])

ولا أحد يستطيع أن ينسى نظريات سيجموند فرويد اليهودي التي أشعلت شرارة الثورة الجنسية وقد انتشرت انتشارا حتى أصبحت كلمة [حرية شخصية] هي الرد المتوقع من كل إنسان يرتكب منكرا إذا عوتب عليه، وهذا التهوين من شأن الفاحشة خفف من الشعور بالذنب عندهم كما أنه حول الشذوذ من الانحراف إلى خيار أو توجه مقبول، وحصل الشواذ على الاعتراف الرسمي بحقهم في الزواج ومساواتهم في الحقوق مع الزوجين الطبيعيين.

 يقول الدكتور أحمد نصري: » ولم يعد من الغريب أيضا أن نجد العلاقة الجنسية بينهم تسير سيرا ترفضه الحيوانات في عوالمها، فأصبح الرجل منهم يتزوج بنته أو أخته دون حرج، وآخر إبداعات الغرب زواج المثل الذي أباحته بعض الدول ونصّت عليه في قوانينها « ([3]) وفي نفس الصدد يضيف جاسم محمد المطوع:  » الشذوذ الجنسي أصبح حرية جنسية، أو ميل جنسي، ولا مشكلة فيه، بل عمدوا إلى تطويع الكنيسة البروتستانتية فأقامت في أمريكا وبعض البلاد الأوربية مراسم زواج للشواذ ! »([4])

فها هي المجتمعات الغربية المنحلة تجني ثمار انعتاقها وانغماسها في المحرمات، فقد أنبأنا سيد المرسلين بعاقبة المجاهرة بالفاحشة حين قال: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَومٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ والْأَوجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوا)([5])

والغرب اليوم لا يكتفي بإعلان الفاحشة والترويج لها وإنما يتبجح بها، ومن باب إحقاق الحق فإن الغرب لا يخلو من عقلاء اكتووا بنار هذه الآفة الخطيرة، فعبروا بكثير من الحسرة والأسى عما آلت إليه مجتمعاتهم من الخزي والعار، فقد نشرت (مس أنس روض) في جريدة لاستران ميل بتاريخ 14ماي1901 مقالة تقول فيها:  » ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة… نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مهدا للرذائل! »([6])

وبلغة الأرقام وفي أمريكا وحدها: » تغتصب امرأة كل ستة دقائق وأكثر من 50% من الأمهات المراهقات يلدن من غير علاقة زوجية، ونسبة العلاقات الجنسية خارج نطاق الزوجية يفوق كل تصور. »([7])

وعلى مستوى المؤسسات التعليمية يلاحظ أن: »عدد الطالبات الحوامل في مدارس نيويورك وحدها بلغ 2487 في عام 1969، ودلت الإحصائيات الحديثة أن ربع طالبات المدارس الثانوية حبلى. »([8])

لقد انتشرت الفاحشة حتى في المدارس الابتدائية نتيجة نظام تعليمي يشجع على الرذيلة ويساعد عليها، والأدهى من هذا كله أن الرجال عندهم تشبهوا بالنساء، حتى حق عليهم قول الشاعر:

تَسَاوَوا فَهَذا بَيْنَهُمْ مِثْلُ هَـذِهِ *** وسِيَّانَ مَعْنَى يَافِعُ وكَعابُ

ومَا عَجْبِي أَنَّ النِّسَاءَ تَرَجَّلَتْ *** ولَكِنْ تَأْنِيثُ الرِّجَالِ عُجَابُ ([9])

([1]) نقلا عن موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام – ص 81- د. عطية صقر – ج1- مكتبة وهبة – القاهرة – ط1-2003م – أنظر: بناء الأسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة – ص68

([2]) الإسلام كبديل عن الأفكار والعقائد المستوردة- محمد قطب – ص 46 – مكتبة السنة – القاهرة – ط1- 1413هـ – 1993م.

([3]) العلاقة بين أفراد الأسرة في الإسلام – ص 80- مجلة التذكرة- المجلد 1- العدد 3و4- دجمبر 2005م – اُنظر:الأسرة والحق الطبيعي – إشكالية المرأة في العالم العربي… – ص115- رشيد أبو ثور – مجلة المنعطف – عدد خاص 15-16 – سنة 2000م

([4]) التحديات الاجتماعية التي تواجه الأسرة – ص 230 – الأسرة العربية في وجه التحديات والمتغيرات المعاصرة – مؤتمر الأسرة الأول 5-6 أيار 2002م- دار ابن حزم- بيروت – لبنان- ط1- 2003م

([5]) سنن ابن ماجه – ج2- ص 370 – كتاب الفتن- باب العقوبات – الحديث: 4019 – تحقيق زهير الشاويش- المكتب الإسلامي – بيروت- ط3- 1988م

([6]) نقلا عن: ماذا عن المرأة – ص: 38 – نور الدين عتر – دار الفكر – ط 3 – سنة 1979م

([7])- الأسرة وأثرها في تحقيق الأمن الفردي والمجتمعي- ص 35

([8]) الأسرة السعيدة ونعم الإيجاد والإمداد والرشاد- ص 18- ذ. علي علمي شنتوفي- مجلة الأصيلة – عدد 5- مارس 2009م – اُنظر: الاختلاط في المدارس والجامعات- ص14- صلاح الدين مقبول أحمد – دار غراس للنشر والتوزيع – الكويت العدد56- ماي 2009م

([9]) ديوان مصطفى صادق الرافعي – ج2- ص39- مطبعة الجامعة – الاسكندرية -1322هـ ( اليافع: من شارف الاحتلام ، و هو دون المراهق . و الكعاب: من كعبت المرأة كُعوبا فهي كَعابٌ إذا نهد ثديُها. اُ نظر نفس المرجع في الهامش)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *