Home»National»التعبير عن المروق من الدين عن طريق مختلف أساليب النيل من كل من لهم علاقة به

التعبير عن المروق من الدين عن طريق مختلف أساليب النيل من كل من لهم علاقة به

0
Shares
PinterestGoogle+

التعبير عن المروق من الدين عن طريق مختلف أساليب النيل من كل من لهم  علاقة به

محمد شركي

لقد قص علينا القرآن الكريم حكايات المارقين من الدين عبر التاريخ البشري الطويل ، وهو آخر رسالة سماوية وجهها رب العزة جل جلاله للبشرية لإنقاذها من أوهام الضلالات، وما يترتب عنها من مهالك تهددهم في عاجل دنياهم وآجل أخراهم . ومعلوم أن الناس إنما خلقوا  أصلا على فطرة التدين ، وأن المروق من الدين  شيء طارىء  عليهم  لم يجبلوا عليه.

 والمروق من الدين هو الخروج منه ، و مخالفة الفطرة التي فطر الله  عز وجل الناس عليها ، ويكون هذا الخروج بإنكار أو جحود أو ضلال أو ابتداع . وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبيه المارقين من الدين بمروق السهم من الرمية، ويكون  ذلك إذا اخترقها وخرج منها بسرعة من غير مدخله. ولم يقتصر المروق من الدين على الأزمنة التي عاش فيها رسل الله الكرام صلواته وسلامه عليهم أجمعين، بل كان دأبه أن يكثر ويشتد بعدهم لتراخي الزمن عن رحيلهم عن الدنيا ، وظهور بعدهم  ما يخالف دعواتهم من ضلالات وبدع . ومع تراخي الزمن عن بعثة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كثر المروق من الدين في أمته ، ولعله قد بلغ مبلغا لم يكن مثله من قبل كما هو الحال عليه في هذا العصر .

  وأخطر مروق من الدين مروق الذين يقرءون القرآن  لا يجاوز حناجرهم كما جاء وصفهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويأخذ مروقهم من الدين أشكالا مختلفة، سنقتصر منها على استهداف من لهم علاقة بالدين نقدا ،وتجريحا، واتهاما ،وتشكيكا، وإدانة ، وتجريما … وأكثر الفئات تعرضا لهذه الأساليب من الاستهداف الدعاة الذين يتولون نشر قيم الدين والدفاع عنه . وعلى قدر أهمية  الدعاة يكون نصيبهم من هذا الاستهداف . وعلى قدر حجم المروق من الدين تكون شراسة استهدافهم .

ولا تخرج أساليب استهداف المارقين من الدين لدعاته عما حصل لرسل الله عز وجل صلواته وسلامه عليهم أجمعين ،ذلك أنهم هددوا بالقتل  بل منهم من قتل ، وعذبوا ، وأخرجوا من ديارهم ، ووصفوا بأقبح النعوت والأوصاف … ولقد نال خاتم  المرسلين  وسيدهم صلى الله عليه وسلم أذى كثير من المراقين من الدين ذلك أنه كذّب ، و سخر منه ، ورمي بالجنون والسحر ، وضرب ،وجرح ، وأخرج من داره ، وتعرض للتهديد بالقتل ، وطعن في عرضه …إلى غير ذلك من صنوف الأذى ، وكان نصيبه منه  كبيرا على قدر شأنه وعظمته ، ولن يصيب أحدا من الخلق ما أصابه أبدا من المارقين من الدين ، وقد أمره ربه جل وعلا أن يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل . ولقد نال  أذى المارقين من الدين صحابته الكرام  أيضا ،ولازال كما هو الشأن بالنسبة للصديق، والفاروق ،وذي النورين، ومعاوية، وأمهات المؤمنين عائشة، وحفصة ، وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين إذ لا زال الشيعة الروافض  وهم أكثر الخلق مروقا من الدين بضلالات  وبدع ابتدعوها يلعنونهم على منابرهم، ويشتمونهم ، وينالون منهم  كل نيل . ولقد نال التابعون من الدعاة والعلماء أيضا  نصيبهم من الأذى من المارقين من الدين وتعرضوا لمحن على قدر علمهم . ولا زال الأمر على هذا الحال في زماننا ،ذلك أنه كلما ظهر داعية إلى دين الله عز وجل يجدد أمره إلا وانبرى له المارقون من الدين يسفهونه ، وينالون منه وقصدهم من وراء ذلك النيل من الدين الذي مرقوا منه . ولقد جدد المارقون من الدين اليوم ـ  وهم خليط من الملحدين والعلمانيين  وأمثالهم الذين يضمرون الإلحاد وعلاماته ظاهرة بل فاضحة  في أفعالهم وأقولهم ـ النيل من الصحابة، والأئمة، والعلماء، والدعاة ، فكرروا  على سبيل المثال لا الحصر النيل من أبي هريرة  رضي الله عنه  بسبب ما رواه من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لنسفها ،فينسف بذلك جزء كبير من سنته عليه السلام  ، والنيل من الإمام البخاري لما جمعه من تلك الأحاديث لحجب السنة عن أتباع هذا الدين جملة وتفصيلا. ويتدرج بعد ذلك  نيلهم من كل من لهم علاقة بهذا الدين من علماء ،ودعاة، وخطباء، وأئمة مساجد ، ويكون نصيب كل واحد من هؤلاء على قدر باعه في الدعوة إلى الله عز وجل ، وعلى قدر ما يشكله من خطورة على هؤلاء  المارقين من الدين . ولهذا لا نستغرب أن تنسب مختلف الدنايا لكل من له صلة بالدين ، وتلفق له التهم تلفيقا ، وتذاع ،وتشاع في الناس للتشكيك في تدينه . ويستغل المارقون من الدين في هذا الزمان تطور وسائل التواصل لتكريس مروقهم من الدين عن طريق أساليب خبيثة ،وماكرة ،ودنيئة تنال من أهل الدين ، وتثار على سبيل المثال حول عفافهم  ضجات لنزع الوقار عنهم ، وتصويرهم للناس مجرد شهوانيين يستغلون الدين لإشباع غرائزهم ، وتنسج عنهم شهادات زور لتقديمهم للناس  أيضا على أنهم أصحاب أطماع دنيوية يقايضون بالدين عرض الدنيا الزائل .

 ومع تفشي ظاهرة المروق من الدين على أوسع نطاق في هذا الزمان، صار الناس يصدقون كل ما يقوله، وما ينشره المارقون من الدين عن من لهم  به علاقة ، ولم يعد الناس يبالون بقاعدة تبيّن الأنباء التي يروجها الفساق المارقون من الدين ، فيقعون بذلك في أعراض الدعاة والعلماء ، بل يتخطون هذا الحد من الوقاحة  للنيل حتى من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، ومن أئمة المسلمين وصلاّحهم السابقين رحمة الله عليهم .ولقد سار كل من هب ودب يطلق لسانه فيهم مع أنه  لا يميز كوعا من بوع في الدين ، بل لا حظ له منه سوى الإدعاء الكاذب الذي يفضحه واقع الحال من جهل بالدين ، و سوء الفعل ووقاحة المقال . ولقد بلغ الغرور بالمارقين من الدين شأوا بعيدا حتى صار بعضهم يقدم نفسه للناس  بديلا عن أهل الدراية والعلم به ، ويطلع عليهم  يوميا وإعلاميا بتأويلات للدين من بنات خزعبلاته  المتهافتة والمثيرة للسخرية حتى بلغ الأمر ببعضهم  حد التجاسر على المطالبة بتعطيل أحكام الشرع ، واستبدالها بأهوائهم مسايرة للشرائع الوضعية المستوردة التي توصف بالقوانين المتعارف عليها دوليا ، ومن أصابها بالنسبة إليهم فقد أصاب الصواب  وكبد الحقيقة ، ومن أنكرها، فقد اقترف جرما عظيما ، وسجل اسمه على لائحة المطلوبين السوداء .

ولا ندري إلى ما سيصل إليه مستقبلا استهداف من لهم علاقة بالدين من طرف المارقين منه ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *