Home»National»أهي الخبرة والمهارة، أم التجني على المغاربة ودينهم؟

أهي الخبرة والمهارة، أم التجني على المغاربة ودينهم؟

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمن الرحيم

أهي الخبرة والمهارة، أم التجني على المغاربة ودينهم؟

صَدَّر صاحب المقال المعنون ب » خبير نفسي يرصد غياب القيم الدينية عن سلوك وأخلاق المغاربة » الصادر بإحدى الجرائد الإلكترونية بتاريخ 12 يناير 2018، مقالته بتعريف الخبير على أنه هو ذلك الفرد الذي تتطابق الشهادات التي حصَّلها مع مهاراته العملية، ثم ينتقل إلى إسقاط هذا التعريف على تَديُّن المغاربة ودينهم مستعملا صيغة « أي دين كان » كأن الأمر يتعلق ببلد متعدد الديانات غير المغرب الذي ينص دستوره في الفصل الأول من الباب الأول على: « تستند الأمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي ». وهذا أمر لا أريد أن أخوض فيه لكون الأخ أحمد الجبلي قد تكلف مشكورا بالرد عليه في مقال تحت عنوان « هل المغرب فعلا، غابة يأكل فيها القوي الضعيف » بموقع وجدة سيتي بتاريخ 13/08/2018، قام من خلاله بدحض جميع الدسائس والافتراءات التي يريد تمريرها من خلال هذا المقال، وإنما أريد أن أتطرق إلى المقال من زاوية الخبرة التي وصف بها نفسه، والتساؤل عما إذا كان الأمر يتعلق فعلا بكلام خبير أم هي السفسطة والتجني. ذلك أنه يقول بالحرف: « لا أعرف عائلة مغربية واحدة، وكيفما كان انتماؤها الدّيني، تعكس أيَّ أثر للقيم الروحانية »، ثم يضيف « كما أرى في المجتمع انعكاسا لآثار غياب الأمان والسلم والاحترام مثل الغابة، القوي يأكل الضعيف ». ثم يقول « لا أعرف عائلة مغربية تغيب فيها الضغينة والعناد والحقد والنزاعات حتى بين الإخوة والأزواج ».

فهل يُعقل أن يصدر مثل هذا الكلام ممن يعتبر نفسه خبيرا في الوقت الذي ينطلق فيه من دائرته الخاصة ليُصدر أحكاما عامة دون إجراء دراسة شاملة لمختلف شرائح المجتمع أو على الأقل الاستناد إلى دراسات موضوعية إن وجدت لديه – ومن أين له ذلك – ، وإلا فأين التطابق مع شهادة الخبرة إن كانت لديه فعلا شهادة مع الواقع العملي الذي يُفنِّد هذه النتائج الغبية، اللهم إذا كان يقصد بكلامه مجتمعه الخاص الذي يتحرك فيه، وفي هذه الحالة لا يمكن إلا أن نصدقه لكونه يتكلم عن مجتمع خَبِره فعلا، وهذا أمر جد محتمل خاصة إذا كان أفراد مجتمعه هذا يتحركون من نفس المنطلقات ونفس الخلفيات.

يتساءل بعد ذلك عن « أسباب فشل أي « دين كان » على تغيير المغربي وتحويله إلى إنسان مسالم وروحاني يعكس القيم الروحانية والمدنية »، ويجيب انطلاقا من خبرته !!! بالاعتبارات التالية.

  • وجود شخصية غير متوازنة لدى المغاربة بسبب التربية العنيفة والسلبية والمدمِّرة للطفل.
  • غياب النضج العاطفي لديهم بسبب تدمير شخصية الطفل.
  • صعوبة التأثير في المغاربة بسبب الدرع الحديدي الذي نتج عن تدمير شخصية الطفل.
  • فقد الثقة بسبب العنف والحكرة.
  • البحث عن التعويضات لكون المغربي يرى نفسه ضحية للتربية وضحية المجتمع وضحية الدّين.
  • ارتباط شعور المغربي بالانتقام وعدم استعداده لأي تحول جذري لأنه فقد قدراته النفسية التي دُمِّرت في صغره.

يا له من إنجاز عظيم لهذا الخبير الذي تجنى على المغاربة بوصفهم بما ليس فيهم، ولو كلف نفسه عناء تجسيد التعريف الذي أعطاه بنفسه للخبير لكان حريا به أن يستحي من مثل هذه الافتراءات إن كان يعرف للحياء معنى، ولا أعتقد أنه كذلك ما دام قد عمم تلك الأحكام التي أصدرها في حق المغاربة الذين يعرفهم والذين لا شك أنه منهم على الذين لا يعرفهم وهم المغاربة الأصل.

في الأخير أقول الحمد لله على وجود خبراء مغاربة من غير شاكلة هذا « الخبير النموذج »، وإلا فسلام على كل قيم الخير والتآزر والتآخي والتضحية و… التي لا يمكن لصاحبنا أن يراها بسب غشاوة الغل والحقد على قيم أهل هذا البلد الأمين ودينهم الحنيف الذي لن يكون سوى الإسلام مهما مكر الماكرون،  » وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ  » صدق الله العظيم

الحسن جرودي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبدالحق
    17/01/2018 at 00:55

    جزاك الله الاخ حسن ، وقد أحسنت في الرد على هذا الشخص الذي انطلق من مسلمات لديه وحاول تمريرها لغيره ،بدون الاستدلال عليها باي دليل وأنى له ذلك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *