Home»National»البعد التاريخي المحتمل لتسمية مسفركي

البعد التاريخي المحتمل لتسمية مسفركي

2
Shares
PinterestGoogle+
 

هذه اللفظة الغريبة ,التي اجتهدت في تفسيرها ,معتمدا أدلة لغوية وطوبوغرافية وتاريخية ,قد تكون هي مفتاح اللغز الذي يمكن من دخول مرحلة قديمة جدا من تاريخ المجال الجغرافي ,حيث القبيلة ؛وليس بالضرورة تاريخ القبيلة .
ودون أن أتخلى عن التفسير المقدم,سابقا, للكلمة سأسعى إلى استثمار تاريخي جديد لها:
GUAUTIERيقول غوتيي:
:(صحيح,إن عددا من القبائل التي يصنفها ابن خلدون ضمن زناتة ,كانت معروفة MAKHRUSIENSن طرف القدماء. مغراوة الشليف يمكن أن تكون هي ال: .ptoléméeالتي يذكرها باطلايموس :
بنو إسليتن ملوية ,الذين يرتبط اسمهم بالمكان المشهور المسمى إسلي [ واد إسلي] يمكن أن يكونوا ماتبقى من المسووسيليين أو المسوزيليين
MASSOESYLI
القبيلة النوميدية المعروفة جيدا؛ إذا قبلنا بأن[مس] بادئة أو أداة تصدير أمازيغية ,و[تن ] علامة الجمع.)12
نحتفظ من نص هذا المؤرخ الكبير ,الضليع في تاريخ إفريقيا الشمالية, بالكلمات الآتية: بنو إسليتن , المسووسيليين , مس.
ونراجع مع فوانو جوانب من تاريخ الممالك القديمة بشمال إفريقيا,يقول:
( تأسست في شمال إفريقيا ممالك أهلية واسعة,وكان للسكان المستقرين بشرق ملوية
في ماسيزيليا هاته,والتي سيطلق عليها لاحقا اسم موريطانيا القيصرية,زعماء من نوع خاص في الأوقات العادية.وكانت مملكة الماسيزيليين غنية برجالها ومنتوج أرضها,فتطورت بها زراعة الحبوب وتربية الماشية,ولم تكن تضم إلا عددا ضئيلا من المدن مثل سيكا التي عوضت ,مع غيرها من المدن ,الملاجئ القديمة التي بنيت على المرتفعات بأحجار خشنة. ) 13
وفي معرض حديثه عن انخرا ط الممالك النوميدية هاته في الحروب البونيقية يقول: ( لم يعد بإمكان الممالك النوميدية ,المتورطة بمرتزقتها في صراع روما مع قرطاج,أن تبقى متفرجة وغير معنية إلى مالانهاية.
وكان منطقيا أن يبحث كل من المتحاربين عن استدراجها إلى صفه ,فتحالف الماسيليون مع جيرانهم من القرطاجنيين ,بينما رحب الماسيزيليون ,بقيادة ملكهم سيفاكس ,بإقبال الرومان عليهم.
نظم سيفاكس جيشا وجعله تحت إمرة قواد المائة من الرومان ,وزحف بعدها ضد الماسيليين الذين كان يقودهم ماسينيسا ابن ملكهم,الذي استطاع إلحاق هزيمة تامة به,فاضطر سيفاكس إلى ترك عاصمته سيكا والالتجاء إلى جبال موريتانيا [ في المغرب الحالي :212 ق.م]؛ومنها حاول عبثا استعادة ملكه فغدت كل نوميديا حتى ملوية تحت حكم كولا ملك الماسيليين.) 14
إن المسافة بين واد إسلي ,وهو يحد الزكارة شرقا, ومسفركي لا تزيد عن 25كلم ,في اتجاه الغرب ؛فإذا صح ما يذهب إليه غوتيي من كون بني إسليتن بقية من الماسوسيليين ,القبيلة النوميدية المشهورة,وأن لهم صلة بواد إسلي ,الزكراوي في جزء منه , فإن كلمة مسفركي قد ترتد إلى الزمن النوميدي .دون أن يعني هذا أن سكان جبل أولاد زكري ,حاليا,هم من أطلقوا هذا الاسم على الوادي.
إن سيفاكس ملك الماسوسيليين(نوميديا الغربية)وقد توفي بروما سنة 202 ق م, اضطر إلى مغادرة عاصمته سيكا والتجأ إلى جبال المغرب (موريتانيا في تلك الحقب,وكانت تحت حكم بوكوس) ومنها حاول استرجاع ملكه, الذي كان يمتد حتى نهر ملوية.
يمكن أن أفترض ,تأسيسا على هذه الوقائع التاريخية, أن أقدام سيفاكس وجنوده لا بد وأن تكون وطئت جبال الزكارة ؛إن لم تكن ,لقربها, هي ملجأه الجبلي المغربي بعد هزيمته.
إن صح هذا فسأكون قد قربت تسمية »وادي مسفركي » الغريبة عن الأمازيغية المعروفة ,وعن العربية, من إسم سيفاكس ؛ على غرار تقريب غوتيي بين بني إسليتن وواد إسلي .
اذا أخذنا بعين الاعتبار أن مرس تعني في الأمازيغية االزناتية مكان النزول ,أو مضارب الخيام: المرس ايريماين/المرس ايسالمن/ المرس ايزريشن….. فاننا -اذا أردنا أن نشير الى مكان نزول سيفاكس- على غرار الأمازيغ الأقدمين (افتراضا)الذين ركبو اسم مسفركي- سنجد أنفسنا أمام التركيب الآتي: المرس نسيفاكس .مع توالي الاستعمال تنزع الألسن الى التخفيف بالحذف والادغام والمد الموازن للنطق: لا لزوم للتعريف(أل) من مرس نحتفظ ب: مس.تحذف النون
والسين المكررة تخفيفا على اللسان .لا لزوم للمد(ي,أ) فيحذفان .يصبح التركيب: مسفكس ؛ومع توالي النحت والصقل
و احتمال تعدد اللهجات المستعملة للكلمة قد ننتهي الألسن الى :مسفركي الحالية.
أقول هذا وأستحضر مستغانم بالجزائر ومستكمر ببني بوزكو(المغرب):المرس نكمار أو اغمار/المرس نغانم.
ويبقى باب الاجتهاد مفتوحا الى أن تقول الأركيولوجيا كلمتها ذات يوم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.