Home»National»من الخسة والدناءة اتخاذ سهو خطيب في صلاة العيد مطية للتعبير عن السخط من حرارة الجو أو من أداء مسؤول

من الخسة والدناءة اتخاذ سهو خطيب في صلاة العيد مطية للتعبير عن السخط من حرارة الجو أو من أداء مسؤول

1
Shares
PinterestGoogle+
 

من الخسة والدناءة اتخاذ سهو خطيب في صلاة العيد مطية للتعبير عن  السخط من حرارة الجو أو من أداء مسؤول

محمد شركي

يبدو أن تسليط بعض المواقع الإعلامية  الضوء على خطب الأعياد  في السنوات الأخيرة بغرض انتقادها صار دأبا  لديها ،وهو سنة سيئة يحمل وزرها ووزر من عمل بها من سنها أول مرة . ومعلوم أن الشأن الديني عند المغاربة  كان  دائما موضوع تقديس وإجلال واحترام ، ولم تكن أماكن العبادة  سواء بيوت الله عز وجل أو المصليات تشهد مثل ما صار يحدث فيها من  سوء أدب يأخذ شكلا من أشكال الاحتجاج التي تكون في الأماكن العمومية . ولا شك أن نقل أجواء الاحتجاجات التي تكون في تلك الأماكن العمومية إلى بيوت الله والمصليات وهي أماكن سكينة وخشوع يقتضيهما التأدب من الخالق جل وعلا ، يعتبر سابقة مع سبق إصرار لنزع صفة القداسة عن أماكن العبادة ،وهو إصرار وراءه نوايا مبيتة تعبر عن غياب الوازع الديني بل أكثر من ذلك تعبر عن تنامي تيار يحاول النيل من الدين عن طريق استباحة حرمته  من خلال ابتداع بدعة الاحتجاج في أماكن العبادة حيث لا مبرر للاحتجاج . ولقد سبق لبعض المواقع في السابق  انتقاد بعض خطب الأعياد ، وكان الدافع وراء ذلك محاولة  بعض الجهات أو تحديدا بعض الأفراد تصفية الحساب مع جهات مسؤولة عن الشأن الديني واتهامها باستغلال المنابر الدينية لاستهداف من تريد استهدافه على حد ادعائها الذي لا يقوم على بينة أو حجة أو دليل . ويوم أمس تناقلت بعض المواقع وبأسلوب التهويل الإعلامي البخس نبأ ضجة حدثت في أحد مصليات المملكة على إثر سهو وقع من الإمام الذي كان يؤم الناس . ولقد حاولت بعض تلك المنابر النفخ في عملية السهو والحديث عنها وكأنها ذنب عظيم ،علما بأن السهو في الصلاة وارد وقد قرر فقه الصلاة  كيفية تداركه  عند حدوثه ، وقد لا تخلو صلاة من الصلوات الخمس من سهو في مساجد البلاد أو في مصلياتها بمناسبة أعياد الفطر والأضحى دون أن يثير ذلك الضجة الإعلامية التي حدثت يوم أمس بأحد المصليات حيث  تحدثت بعض المواقع أن الأمر بلغ حد رفع الأصوات بالتنديد بالإمام الذي سها ، و المطالبة برحيله ، بل ورمي بعضهم له بالأحذية والنعال ، واضطراره  للرحيل وترك إلقاء خطبة العيد لغيره . ومباشرة بعد نقل  هذا الخبر  توالت أخبار أخرى مفادها أن السر وراء غضب المصلين هو تأخر العامل عن الالتحاق بالمصلى وانتظارهم  الصلاة تحت  وهج الشمس والحرارة المفرطة . ومعلوم أن صلاة العيد لها توقيت تعلنه الوزارة المسؤولة على الشأن الديني  عبر  إعلانات وملصقات توضع  على أبواب أو جدران المساجد . ولقد جرت العادة أن يتوافد المصلون على المصليات باكرا للتسبيح والتكبير قبل أن يحين وقت الصلاة . وتبين من بعض الأخبار أن السر في الاحتجاج أبعد  من انتظار المصلين  الصلاة  تحت وهج الشمس ، و أن الأمر يتعلق الأمر بالاحتجاج على  أداء العامل الذي  انتهت مهمته ، وكأن المحتجين استغلوا اجتماع الناس لصلاة العيد من أجل تصفية الحساب مع هذا المسؤول ، واتخذوا من سهو الإمام مطية لبلوغ هدفهم ، وذلك منتهى الخسة والدناءة ،ذلك أن الاحتجاج على هذا المسؤول إن كان مبررا ،من المفروض أن يكون في مكان آخر بعيدا عن المصلى  ودون ركوب سهو الإمام . وذكر بعض المنابر أن المسؤول رحل قبل الاستماع إلى خطبة العيد ،وهو أمر يؤكد أن القضية لا تتعلق بسهو في الصلاة بل بتصفية حساب اتخذ  أصحابه من السهو ذريعة للاحتجاج . وإذا ما أضيف هذا الحادث إلى حادث مسجد الحسيمة أثناء خطبة الجمعة يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن أماكن العبادة أصبحت مستهدفة من طرف جهات أو أفراد  يتعمدون إقحام تلك الأماكن في قضايا لا علاقة لها بالعبادة . ومعلوم أن الذين يقفون وراء هذا الاستهداف هم من الذين لهم حساسية ضد الدين والتدين ، وينتهزون الفرص لتأليب رواد أماكن العبادة  عليها والإخلال بمراعاة حرمتها وقدسيتها مع الجرأة  بوقاحة على  الأئمة والخطباء والوعاظ . ويبدو أن تيار التضجر من التدين  وممارسة العبادة بدأ يتنامى  بشكل ملحوظ ،وبدأت مؤشراته تظهر سنة بعد أخرى حيث صارت عادة التبكير إلى المساجد يوم الجمعة في تراجع كبير، ذلك أن الخطباء قد يعلون المنابر وفي المساجد بضعة صفوف ، ولا يبدأ توافد المصلين  إلا بعد انطلاق الخطب ، كما أن سنة استقبال الأئمة تعرف خللا حيث يلجأ الكثير من الناس إلى إسناد ظهورهم إلى الجدران يمين وشمال المنابر تكاسلا ،الشيء الذي يوحي بما يمكن أن يفسر بأنه تضايق من الخطب  ومن حضورها ومن العبادة عموما  . ومن الظواهر التي بدأت تظهر في شهر الصيام تأخر الناس عن الالتحاق بالمساجد قبل آذان صلاة العشاء تجنبا لسماع الوعظ . وقد لا يتردد بعض السفهاء عن التصفيق والاحتجاج على الوعاظ بذريعة إطالتهم في الوعظ والحقيقة أن هؤلاء لا يرغبون أصلا في سماع الوعظ بل  يستثقلونه ويستثقلون  حتى انتظار الصلاة في المساجد  التي تعد رباطا . ولقد أصبح الوعاظ يعانون من  الصراع مع الزمن لتقديم مواعظهم بكثير من الاختصار الشديد ،الشيء الذي يعرضهم للانتقاد أيضا من  بعض السفهاء الذين ينطبق عليهم المثل الذي ضربه الله عز وجل في القرآن الكريم للذي يلهث سواء حمل عليه أم لم يحمل  عليه ، ذلك أن أداء المواعظ كما  يجب يعتبر عند هؤلاء  السفهاء تطويلا ، واختصارها يعتبر  تقصيرا . ومن هؤلاء السفهاء من يستثقل الصلاة أيضا ويتضجر منها ، ولا يستحيي من التصريح بتضجره وإعلانه دون خجل . وأمام تنامي ظواهر سوء الأدب مع بيوت الله عز وجل يتعين  على  الوزارة الوصية على الشأن الديني وبالتنسيق على الجهات المسؤولة  عن الأمن أن تتخذ إجراءات صارمة في حق كل من تسول له نفسه النيل من قدسية أماكن العبادة بشكل أو بآخر، لأن ذلك فيه مساس بدين الله عز وجل وبمشاعر الأمة الدينية . وعلى علماء الأمة التصدي بقوة  لظاهرة سوء الأدب مع الدين من خلال استباحة أماكن العبادة  المخصصة لذكر الله عز وجل باللغط وما لا يليق بها من رفع العقيرة بالاحتجاجات أو المطالب التي لها أماكنها الخاصة بها . ولا بد من  إحياء الفتاوى الشرعية التي تصون  قدسية أماكن العبادة ، وكذا مراجعة الفصول القانونية المتعلقة  بصيانتها من كل ما من شأنه أن ينال منها . وعلى الأمة أن  تراجع غيرتها على الدين ، وأن تحرص على حماية أماكن العبادة من خلال مواجهة كل من تسول له نفسه  التجاسر أو الاعتداء عليها  بتصريح أو بتلميح. ولا شك أن صمت الأمة يشجع المتجاسرين على المزيد من التجاسر والتطبيع معه، الشيء الذي سيؤدي إلى ضعف وغياب الغيرة على الدين والتراخي  فيه ،  وضعفه أوغيابه لا قدر الله ، وتلك هي الحالقة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.