Home»International»المغربي الذي أدخل الإسلام إلى جزر المالديف

المغربي الذي أدخل الإسلام إلى جزر المالديف

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
مما جاء في خطبة العلامة مصطفى بن حمزة التي ألقاها بمسجد « درب مباصو » بعد إعادة بنائه، يوم الجمعة 26 ماي 2017، أن تاجرا مغربيا مسلما هو الذي أدخل الإسلام لجزر المالديف، وذلك في معرض حديثه عن الأمة الإسلامية التي حافظت على وحدتها رغم كل ما احتضنته من عرقيات وعصبيات وإثنيات، فكان الإنسان المسلم يبدأ حياته هنا في المغرب فينهيها في بيت المقدس أو في أي مكان آخر في الأمة الإسلامية، وقد ضرب العلامة بن حمزة مثلا برجلين مغربيين، فالأول هو ابن بطوطة الذي خرج من طنجة في اتجاه الهند، ولما دخل الهند تولى فيها القضاء، رغم أن الرجل مالكي المذهب والهنود أحناف، وكأن الرجل انتقل من مدينة لأخرى داخل القطر الواحد، والرجل الثاني هو يوسف أبو البركات  البربري المغربي الذي سافر إلى جزر المالديف تاجرا سنة 548 هـ،  أي في عهد الموحدين، وقد ذكر قصته ابن بطوطة في كتابه « تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ».
كان يوسف أبو البركات داعية إلى الله حافظا لكتابه، ذا خلق جم، ومعشر حلو، شجاعا كريما، يقول عنه ابن بطوطة: « حدثني الثقات من أهلها (أي جزر المالديف) كالفقيه عيسى اليمني، والفقيه المعلم علي، والقاضي عبد الله وجماعة سواهم، أن أهل هذه الجزائر كانوا كفارًا، وكان يظهر لهم في كل شهر…ما يشبه المركب المملوء بالقناديل، يأتي ناحية البحر. وكانت عادتهم إذا رأوه، أخذوا جارية بكرًا فزينوها وأدخلوها إلى « بدخانة ». وهي بيت الأصنام، وكان مبنيًا على ضفة البحر، وله طاق ينظر إليه، ويتركونها هنالك ليلة، ثم يأتون عند الصباح فيجدونها مفتضة ميتة. ولا يزالون في كل شهر يقترعون بينهم، فمن أصابته القرعة أعطى بنته ».
إلى أن قدم عليهم مغربي يسمى أبو البركات البربري، وكان حافظاُ للقرآن العظيم، فنزل بدار عجوز منهم بجزيرة المهل، فدخل عليها يومًا، وقد جمعت أهلها، وهن يبكين كأنهن في مأتم. فاستفهمهن عن شأنهن، فلم يفهمنه. فأتى ترجمان فأخبره أن العجوز كانت القرعة عليها، وليس لها إلا بنت واحدة، يقتلها العفريت (ما ظنوه عفريتا).
فقال لها أبو البركات: أنا أتوجه عوضًا من بنتك بالليل. وكان سناطًا، لا لحية له، فاحتملوه تلك الليلة، وأدخلوه إلى « بدخانة »، وهو متوضئ. وأقام يتلو القرآن، ثم ظهر له شيء من الطاق، فداوم التلاوة، فلما كان منه بحيث يسمع القراءة غاص في البحر. وأصبح المغربي، وهو يتلو على حاله.
فجاءت العجوز وأهلها وأهل الجزيرة، ليستخرجوا البنت على عادتهم فيحرقوها، فوجدوا المغربي يتلو، فمضوا به إلى ملكهم، وكان يسمى شنورازة، وأعلموه بخبره، فعجب.
وعرض المغربي عليه الإسلام، ورغبه فيه. فقال له أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كفعلك، ونجوت من (العفريت) أسلمت. فأقام عندهم.
وشرح الله صدر الملك للإسلام فأسلم قبل تمام الشهر، وأسلم أهله وأولاده وأهل دولته. ثم حمل المغربي لما دخل الشهر إلى « بدخانة »، ولم يأت (العفريت) (أو ما ظنوه عفريتا)، فجعل يتلو حتى الصباح. وجاء السلطان والناس معه فوجدوه على حاله من التلاوة، فكسروا الأصنام، وهدموا « بدخانة »، وأسلم أهل الجزيرة، وبعثوا إلى سائر الجزر والتي كان عددها أزيد من ألف جزيرة فأسلم أهلها أجمعون.
وأقام أبو البركات المغربي عندهم، وتمذهبوا بمذهبه مذهب الإمام مالك رضي الله عنه مذهب أهل المغرب. وبنى مسجدًا عرف باسمه، و شكرا لله الذي بعث هذا المغربي الذي أنقذهم من الأصنام إلى الإسلام ومن الشرك إلى التوحيد، جعل السلطان أحمد شنورازة ثلث مجابي الجزر صدقة على عابري السبيل، إذ كان إسلامه وإسلام شعبه بسبب أحدهم.
وأشرف أبو البركات على بناء عشرات المساجد في شتى الجزر، وقام بنفسه يعلم الناس أحكام الإسلام،
وقد عاش ومات هناك وبيته الذي سكنه وقبره الذي دفن فيه موجودان في جزر المالديف ويزاران حتى اليوم. رحم الله يوسف أبا البركات المغربي المسلم، وتقبل الله منه هذا العمل الدعوي العظيم الذي برهن من خلاله أن المغاربة متعلقون بالإسلام منذ قرون وقد ظلوا ولازالوا يحملون مشعله إلى كل الأقطار والأمصار.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *