من هؤلاء ؟

من هؤلاء الذين اجتمع عليهم شياطين السياسة بكل أبالستها من علمانيين و إعلاميين ؟ من هؤلاء الذين لعب المخزن آخر أوراقه ليطيح بهم وسخر في سبيل ذلك الرباعية الرابحة: مال وسلطة وفقر وجهل؟ من هؤلاء الذين حاربهم حتى بنو جلدتهم ممن يحسبون على التيارات والحركات الاسلامية ؟

لابد انهم من طينة اخرى والمختبر الذي انتجهم حرص أن ينبتهم من غرس واحد اشتد عوده وامتدت فروعه فاستحال على الأعداء اجتثاته من أصله فعزفوا على وتر الا نشقاق وراهنوا على التفرقة لكن الحزب و بواسله ألجموا الأفواه وأخرسوا الألسنة ضاربين أروع الأمثلة في حب الوطن ونكران الذات من أجله ورغم أن آخر ما يخرج من قلب العارف بالله هو حب الرئاسة فقد سهل على سي بن كيران ذلك وسلمها لأخيه سعد الدين بسلاسة ودون هرج أو مرج وهي سابقة تاريخية لم ينعم بحلاوتها إلا هؤلاء .

تكالب من رخص من الإعلاميين وتحالف من فاحت رائحته النتنة من الأحزاب وتحامل من قبلته المال والسلطة لم يزدهم إلا تماسكا ووحدة ورغم كل هذا سنفتقدك اسي بن كيران وأنت تشدد عليهم الخناق في جولات مراطونية لتشكيل الحكومة شدت الأنفاس،سنفتقدك وانت تتحفنا بسمفونية (المعيور ) تحت قبة البرلمان

عزاؤنا الوحيد أن السي العثماني طبيب نفسي سيتكفل بعلاج عقد البعض في عيادته لتشكيل الحكومة

يحيى التوزاني