Home»National»هل من التفاتة للأحياء الهامشية بمدينة الناظور ؟

هل من التفاتة للأحياء الهامشية بمدينة الناظور ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ورد في إحدى الجرائد الإليكترونية خبر مفاده،- بعد مشادات  كلامية ساخنة ونقاش حاد بين أعضاء مجلس  جهة الشرق ، وافق أعضاء المجلس على إحداث ملعب لكرة القدم في مدينة الناظور- انتهى ملخص الخبر.

انجاز هذا المرفق الرياضي  يعد في حد ذاته مكسبا وفتحا عظيما على هذه المدينة الجميلة  التي تقع في مكان جغرافي استراتيجي وحساس مما يجعلها ترقى إلى  مصاف المدن المغربية ذات البعد الاستراتيجي ويؤهلها  لحمل المشعل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والسياحي فهي حسب ما اطلعت عليه من منابر متعددة

تعد من أغنى المدن المغربية ماليا وبنكيا ، وقد صنفت سنة 2007 كأغنى مدينة مغربية من حيث الدخل الذي تدره عليه راسميل الجالية المنتمية للإقليم والمتواجدة بأوروبا خاصة ألمانيا و هولندا و بلجيكا وإسبانيا،كما أنها تعد مدينة صناعية تتوفر على منطقة حرة في بني نصار. كما أن المدينة تمتاز بميناء ومطار دوليان يساهمان في تنمية اقتصادها.

يتوفر الإقليم على شريط ساحلي مهم وعلى عدة موانئ لصيد السمك  الذي يعد من الركائز الهامة للاقتصاد الناظوري ،وهناك مميزات أخرى يحظى بها إقليم الناظور لا يسع المجال لذكرها جميعا في هذا القول المختصر

فمن خلال هذه المعطيات الموجزة أعلاه يتضح دور المدينة الاستراتيجي ذي البعد الاقتصادي الذي يعتبر المحرك الأساسي للديناميكية البشرية على اختلاف تنوع أنشطتها الاجتماعية والاقتصادية والتربوية

ورغم ما تزخر  به المدينة من غنى مالي واقتصادي وما تتوفر عليه من يد عاملة نشيطة إلا أنها تفتقر إلى كثير من مقومات المدينة الحديثة ،صحيح أن ما تحقق بهذه المدينة لا يمكن إنكاره ،وهو يدخل ضمن الديناميكية الجديدة التي عرفها المغرب ككل  ،وهذا يمكن ملاحظته من خلال ما تحقق  من انجازات على مستوى واجهة المدينة والذي لا يخفى على الزائر لهذه المدينة ويمكن تلخيص بعض منه في مداخل  ومخارج المدينة ،وكذلك الوجهة المؤدية إلى بني نصار مرورا بالكورنيش ثم المدينة الجديدة المتمثلة فيما يسمى بمارشيكا وغيرها

 هذا كله يعد مكسبا للمدينة ولا يمكن تبخيسه بأي حال من الأحوال ولكن المدينة تعرف كذلك الجانب الخفي أو الهامشي الذي لا ينكشف إلا لأصحابه والذين يعانون منه في صمت  ،فأصبح واقعا مفروضا عليهم كأنه قدر لا يمكن التخلص منه  وكثير منهم ولدوا في هذا الوضع وترعرعوا دون أن تلتفت إليهم السلطات المختصة

وتهتم بالمحيط الذي يحيون فيه واقعهم اليومي ، فهؤلاء المواطنون يعيشون في أحياء  تفتقر إلى البنية التحتية وكأنها توجد في البوادي النائية و يكفي أن تتساقط قطرات من المطر حتى تستحيل الحركة في شوارعها إن صح تسميتها كذلك ناهيك عن الغبار والأتربة المنبعثة من الأزقة حين مرور السيارات أو هبوب بعض الرياح ،شوارع  بلا أرصفة ولا طريق معبدة فهي غير صالحة للاستعمال لا للراكبين ولا للراجلين

أطفال هذه الأحياء محرومون من الرصيف الذي توصيهم به المدرسة في كثير من الأحيان فهي حينما تعلمهم المشي على الرصيف فهذا يعد عبثا بالنسبة إليهم  لأنهم لم يعيشوا حياة الرصيف ،وكثير من الآباء حرموا أبناءهم نعمة الدراجة الهوائية التي يحلم بها كل طفل في حياته لأنهم يفتقدون إلى  الطريق المعبد والرصيف  ،فكما على ساكنة هذه الأحياء واجبات أداء الضرائب ،فلهم كذلك حقوق المواطنة الكاملة ،والحق في الاستفادة من غنى المدينة فهي كما جاء في كثير من المنابر الصحفية الوطنية تعد ثاني أغنى مدينة مغربية فالساكنة أولى بخيراتها ،والملاحظ على رواد هذه الأحياء أنهم من الفئة النشيطة في المجتمع كما يعتبرون الشريان الحقيقي لاقتصاد ورفاهية المدينة ،فمنهم الأستاذ والمهندس والطبيب والصيدلي وكثير من الموظفين السامين وكثير من التجار  وكذلك إخواننا في الخارج ،وهذا ظاهر في نوعية البنايات التي شيدت فوق أرضية هذه الأزقة و التناقض الصارخ بين جماليتها وقبح الطريق ،فالبنايات  ما شاء الله – تدل على رفاهية أصحابها فهي شاهقة وجميلة ومتينة، فيها كل مواصفات البناء السليم إلا الطريق والغريب كذلك تجد وسط هذه الأوحال والأتربة أماكن يفترض فيها أن تكون نموذجا لحياة المواطن العادية كما في جميع المدن الحديثة   ،كالمدارس والمساجد وبعض الصيدليات وبعض العيادات وغيرها من المرافق العامة والحساسة في المدينة

والسؤال الذي يفرض نفسه هو  ما مدى تأثير وديناميكية المجتمع المدني في هذه المدينة و ما هي مسؤولية المنتخبين  وما دور السلطة إذا لم يكن السهر على خدمة  مدينتهم وجعلها ترقى إلى مصاف المدن المغربية التي تضمن لسكانها حياة عادية تشبه باقي المدن الحديثة

Moulila Benyounes

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Nadori
    22/02/2017 at 01:35

    مقال فيه الكثير من الحقائق ولكن أصحاب القرار غارقين في البحث عن موارد لأنفسهم و حتى نزع الملكية قصد تطوير البنية التحتية لا أحد يفكر فيها مع أنها ضرورية لشق الطرقات و تعبيدها. و هناك مجموعة من المسؤولين دخلوا في سمسرة علنية لشراء الأراضي الواقعة في الأماكن الغير المبنية (لأنها في مجال الطريق الذي طال انتظاره). سيجدوننا في انتظارهم… فاعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *