Home»National»السيد رئيس الحكومة وسقوط غرناطة !

السيد رئيس الحكومة وسقوط غرناطة !

5
Shares
PinterestGoogle+
 

     لقد أخبرتنا كتب التاريخ أن آخر ملوك غرناطة و هو أبو عبد الله محمد الثاني عشر (1460 – 1527)المشهور بأبي عبد الله الصغير ،عندما سلّم مفاتيح آخر دولة إسلامية للملكين الكاثوليكيين »إيزابيلا وفيرناندو » سنة 1492م ، ثمّ همّ مغادرا تلك المدينة رفقة عائلته وحاشيته، صعد ربوة تطلّ على غرناطة و حمرائها ثم زفر زفرة ألم وتحسّر على ضياع ملكه ، وانقراض دولة الإسلام بالأندلس على يديه . و لما رأته أمّه على ذلك هذه الحال، خاطبته بكلمات قاسيات تنفطر لها الجبال ، قالت تلك الجملة الشهيرة التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم ،حتى أصبحت ملاصقة لصورة أبي عبد الله الصغير  في الذاكرة العربية ، قالت له : (ابك كالنساء مُلكا لم تُدافع عنه كالرجال).. بكاء لن يجدي أبدا ، ما دام أنه جاء كنتيجة حتمية لإخلاف الموعد مع التاريخ الذي لا يرحم المتخلفين ، و لا المفوتين للفرص .
ألا يشبه حال رئيس الحكومة المكلف اليوم حال عبد الله الصغير هذا ؟ . فلماذا يبكي بنكيران أو يتباكى و يشتكي أو يتشاكى من التماسيح الضارية والعفاريت غير المرئية تارة ، و ممـا يسميه بالتحكم تارة أخرى ، و من التعطيل »البلوكاج » مرات أخرى ، و هو الذي هلل و طبل من قبل ،لمثل هذا التعطيل ،عندما تصدر آنذاك حزب الاتحاد الاشتراكي نتائج الانتخابات ؟ وقد كان أصدر حينها بيانا يقطر تشفيا وحقدا على قوى الكتلة الديموقراطية . و بالخصوص على الوزير الأول المكلف وقتها المناضل النقي  » عبد الرحمان اليوسفي » .. ثم ألم يكن بإمكان السيد بنكيران فعل أكثر مما كان ، خاصة وأنه جاء ممتطيا زخم الشارع الغاضب خلال الربيع المغربي ، الذي كان بإمكانه حينها توظيفه لفائدة المواطن المقهور و تقزيم وقص ريش الفساد المستشري في البلاد ؟.
لكنه مع الأسف ، انقلب على ربيع المغاربة ، وأحاله إلى خريف مقفر و مخيف ، مثلما تنكر للشارع الذي قذف به إلى الحكم بشكل فاجأ أكثر المتفائلين .تنكر لكل ذلك، مفضلا الارتكان إلى الفساد و مهادنة لصوص هذا الوطن ، فاصبح بقدرة قادر، من محارب للفقر إلى محارب للفقراء ، ومن مناضل ضد الفساد إلى راع وحام و مشرعن له .. فلما التباكي الآن على أعتاب التماسيح و العفاريت التي كان بالأمس القريب يشير إليها بالبنان إيماء لا تصريحا . والتي لا يزال إلى اليوم يسعى لاسترضائها و كسب ودّها و عطفها خوفا تارة و طمعا تارات أخرى . فمتى يعتبر المعتبرون من التاريخ ، و يكفوا عن تضييع الفرص التاريخية لتغيير حياة الناس نحو الأفضل ، ومتى يكفوا عن بيع الأوهام ، وتسويق الأكاذيب للناس، فسيأتي يوم لن يجدوا فيه من يصدقهم و لو كانوا صادقين ، إلى أن يفاجئهم التاريخ بحالهم و يفرض عليهم مآلهم قسرا، كما كان مآل أبو عبد الله آخر ملوك المسلمين ببلاد الأندلس..
فكم يا ترى عندنا من عبد الله الصغير ، في وطننا العربي الكبيــــــــــر ؟!  .
محمد المهدي – تاوريرت
19 فبراير  2017

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. عبد الكريم
    19/02/2017 at 22:22

    لكن كيف نفسر التام الشعب حول بنكيران في الانتخابات الاخيرة؟و حصول حزب العدالة و التنمية على المرتبة الاولى رغم علم الموظفين بالاقتطاعات و التفقير و فراغ الصناديق و و و

  2. مواطن
    20/02/2017 at 23:14

    ولكن شوف شكون لصوت عليه النساء و بوكرن و معشر اﻷميين و الذين يؤمنون باﻵخرة.

  3. عبد الكريم
    21/02/2017 at 14:51

    الى المعلق الثاني عن المقال.ليس النساء و بوكرن و الاميين الدين صوتوا على الحزب الحاكم بل المثقفونو الاساتذة و المهندسون و التقنيون والمقاولون و الفاعلون الجمعويون الدين يبحثون عن التغيير .ربما لانهم يريدون الاخرة كما قلت لكن المهم عبروا عن اصواتهم بكل حرية.أما الاخرون الذين باعوا ضمائرهم ب200 درهم بحي السلام بسبب الفقر فلا الومهم.وهناك من الجمعيات المذلولة من اخذت 8 ملايين سنتيم من المال العام مقابل جمع الاصوات لاحد الاحزاب.اين محاسبة تلك الجمعيات؟

  4. وجدي
    27/02/2017 at 19:33

    وهل تعتقد اسي ع الكريم ان الشعب المغربي هو مليون و 600 ألف مواطن فقط ؟؟ وهم الذين صوتوا على بنكيران / وهم عدد المؤيدين له وهي الكتلة الثابتة لحزب العدالة و التنمية .. لا تتفير يتبعون بنكيران في كل ما قال لأن العلاقة بينهم هي علاقة الشيخ بالمريد .
    وأرى أن أغلبية الشعب المغربي هم المقاطعون وهي الكتلة التي حصدت أكبر الأصوات . باراكا ما تطنزوا على الناس
    مودتي واحترامي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.