Home»Correspondants»سيحقق أمناء الأحزاب وعودهم الانتخابية عندما « تلد البغلة »

سيحقق أمناء الأحزاب وعودهم الانتخابية عندما « تلد البغلة »

0
Shares
PinterestGoogle+
 

يؤمن البسطاء من بلادي بالخوارق وبالمستحيل تحقيقه،ويضربون لذلك مثلا أن من علامات قيام الساعة أن يرى الناس حدثا مهما مستحيل وقوعه كحدث أن « تلد البغلة »…

في الوقت الحاضر تنزل أحزاب متعددة 30 حزبا إلى الساحة الانتخابية  مستغلين الأماكن العمومية لمخاطبة المتفرجين و المدعوين و الأنصار المناضلين، وبهذه المناسبة يقدمون برنامجهم الانتخابي (وعودهم) كما يقدمون المرشحين من العيارات الثقيلة(أصحاب الحال و المال) ومن العيارات الخفيفة :من الشباب الذين خصص لهم المشرع نسبة مئوية و النساء كذلك.

وخلال مدة الانتخابات – والحقيقة إنها حملة انتخابية مسعورة- يتم استعمال كل الأسلحة الكلامية و الخطابية و اللغوية بما  فيها من أدوات الاستعطاف و الطلب و الاستنجاد و  البكاء و العويل ومسح الدموع، و التهم المتبادلة و السب و القذف، وبما فيها إشراك الزوجات و الأبناء و الأصهار و الأقارب و الأحباب في اللوائح الانتخابية…

و لا يتورع المرشحون بملأ الخطب بالوعود :وعود عرقوب، وهو رجل من العماليق كان له شهرة في أن يعد الناس و يخلف وعده، ويقال أنه رجل من الجاهلية عرف بأنه يعد و يخلف وعده.

ومن الأمثال التي وردت  في شعر كعب بن زهير عن  إخلاف الوعد:

و لا تمسك بالعهد الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني و الأحلام تضليل

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا و ما مواعيدها إلا الأباطيل.

ومن حيث إن الكلام الذي يخرج من الأفواه مصحوبا بالهواء  ويطلق عليه (الزفير) مجاني بلا مقابل و لا ذعيرة(دعهم يتكلمون كما يشاءون)، ومن حيث أن ليس هناك عداد كعداد الماء المستهلك و الكهرباء المستهلكة يتثبت على الأفواه المتكلمة و يقيس  صبيب الكلام ، ومن حيث أن لم تفكر الحكومات المتعاقبة على  سن ضريبة على الكلام…فان من حق السياسيين المشاركين في الحملة الانتخابية أن يتكلموا  في القضايا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية بإسهال ويسر،  وبالساعات  الطوال و بلا توقف.ما المانع الذي يمنعهم وقد قيل أن العرب قوم كلام فقط.يتكلمون  أمام جمهور الناظرين و المستمعين و المهللين و المصفقين و المطبلين ومن المحايدين…

ومن الطبيعي مادام الكلام مجانا على كل لسان إلا على  الصم البكم  ، فليفرجوا عن مكنوناتهم و دسائسهم ومغلطاتهم وحتى الأكاذيب من الوعود أنهم المنقذون من الضلال،و المخلصون للدولة من مشاكلها المالية المستعصية، ولهم الحلول لمشاكل المدرسة العمومية و للمستشفى العمومي و للبطالة سواء بطالة الخريجين المتعلمين بشواهد عليا أو شواهد دنيا أو بدون شواهد من العاطلين البسيطين الذين ليس بأيديهم حرف يدوية…ولهم الحلول لصندوق الدعم الاجتماعي ومحاسبة من قام بتبذير المال العام، و ولهم حلول عقابية لسارقي المال العام، ولهم حلول للمديونية التي وصلت مستوى مرعبا،وحلول للمقاولات الكبرى و المتوسطة و الصغيرة المفلسة…و الحصيلة (الحاصول كما يقول البسطاء من بلادي) إنهم يملكون خاتم سليمان ليس في تسخير الرياح و الأمطار و الجن وما شابه ذلك، بل في تسخير العفاريت و ساكني القماقم في علاج كل الأمراض السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية و الثقافية …كما يعالج الأطباء الروحانيون(أي المشعوذون) كل أعراض الأمراض الخفية و المعلنة بما فيها مرض السحر  والمس  و العين  والعنوسة للرجال و النساء ومرض الوسواس القهري  و الخوف والفزع من الأماكن المسكونة ،و مرض القولون العصبي  وجلب الحظ و الربح في المعاملات التجارية وإحضار العريس وجلب الحبيب في الحين (ربع ساعة) ولم شمل الأسر المفككة …الخ من الأمور الكثيرة التي تدخل في دائرة المعارف السحرية…

و المضحك و المبكي في نفس الوقت أن ترى هؤلاء الناس يتكلمون بدون علم ما يوجد في المطبخ الاقتصادي و مطبخ الميزانية من إمكانيات مالية قليلة أو متوسطة تفي بالغرض، وبدون معرفة مصادر تمويل وعودهم و أمانيهم  البراقة. إنهم يتكلمون وكأن ميزانية الدولة المغربية أحسن وأوفر مالا وذهبا وعملات أجنبية(الأورو و الدولار و الجنيه الإسترليني و سائر العملات الصعبة للدول التي لها باع في الاقتصاد العالمي)   من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا و فرنسا مجتمعات…

هل يخاطبون الشعب بهذه الأمور وفي ظنهم أن الشعب ساذج وبليد ومستحمر إلى هذه الدرجة؟

 أم يكذبون على أنفسهم وقد يثقون يوما في أكاذيبهم كما فعل أشعب الطماع مع المتطفلين عندما دلهم كذبا على مأدبة بدار معينة فلحق بهم ؟

أم أن لهم جهلا مطبقا بحقيقة الأمر، و لا يهمهم من الأمر الانتخابي إلا الوصولية و الانتهازية و البحث عن قضاء مصالحهم عندما يصلون و ليذهب الباقون إلى الجحيم؟

أم أن كل الطرق المؤدية إلى البرلمان مشروعة بما فيها الكذب و النفاق و التملق و الجلوس مع البسطاء و أكل (البيصارة و السفنج و المسمن و الشاي و مصافحة القرويين و الجلوس في الخيام البدوية، وزيارة المرضى… )؟؟؟

 وكلها أمور تدخل في باب الإشهار الانتخابي وأخذ الصور مع العامة…وبعد النجاح تراهم في السيارات الفخمة التي سعرها يفوق 60مليون سنتيم، يجولون بها  في الشوارع أمام الناس غير مبالين بهم،وفي تكبر وتعجرف واستعلاء و احتقار للقوم البسطاء…ناسين ما قاله المولى (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين ءامنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين )من آل عمران آية 140 …و لله في خلقه شؤون…

أما نحن المتفرجون في ما يدور في الحلقة الانتخابية بساحة السياسة العامة و الخاصة نقول لهؤلاء : »اكذبوا ما  شئتم وما طاب لكم الكذب ، وأرسلوا وعودكم يمينا وشمالا وفي كل أوقات الانتخابات ومع الأمطار و الرياح و الثلوج …ستحققون وعودكم وعهودكم للشعب عندما تلد البغلة المغربية في الضيعة المغربية أو البادية أو القرية أو الدوار أو المدينة القديمة التي دروبها ضيقة،أو أي جهة مغربية  يتواجد بها البغال  من الذكور و الإناث…شرف الله قدركم…   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. محمد بيجمن
    04/10/2016 at 23:03

    الأخ نور الدين لقد حدثت المعجزة فعلا في شهر غشت من سنة 2002 بجبال الأطلس المغربية بشهادة من بياطرة محليين و أجانب . و لقد عرضت قناة ‘ ناشيونال جيوغرافيك ‘ فلما وثائقيا حول هذا الحدث الغريب الذي لا يصدقه العقل (يمكن للقارئ الكريم مشاهدته عبر يوتوب ) . السؤال المطروح الآن : هل ستلد ‘بغلة الانتخابات ‘ المقبلة جحشها و تتجدد المعجزة ؟؟؟ إذا تحقق الأمر فستعوض بغلة الأطلس في مولودها الذي لم يعمر أكثر من سنة و الذي كان مصدر إعجاب زوار كثر حجوا إلى الربوع الأطلسية النائية حيث وقعت الواقعة و أخذوا صورا تذكارية مع ‘ الفقيد ‘

  2. محمد شركي
    05/10/2016 at 06:19

    تحية للأخ نور الدين
    أو حتى يلج الجمل في سم الخياط ما دامت بغلة الأطلس قد ولدت

  3. ص نورالدين
    05/10/2016 at 10:44

    كان اب المولود حمارا حسب التحاليل العلمية.لاشك ان البغلة شاركت في الانتخابات المزورة السابقة فكان جزاؤها ولادة جحش بواصفات الخيول و الحمير.شكرا على المعلومة التي يمكن التاكد منها.وان كانت حسب الفديوهات غريبة

  4. ص نورالدين
    05/10/2016 at 17:10

    تحية اخوية لك السي محمد .اشكر المنبر على فتحه المجال لاهل القلم لابداء ارائهم،ليس المهم ان نكون متفقين في الرؤى و لكن يقال ان اختلاف الامة رحمة.الاختلاف في الاسلام هو اعتراف بالديمقراطية الاسلامية. ونعترف ان الرسول الكريم الذي كان الاسوة الحسنة لم يفرض الدين الا بالتي احسن و بالاقتناع،وهذا اسلوب اخر من اساليب الديمقراطية التي تعني في الاسلام احترام الراي الاخر واحترام الانسان ولو كان كافرا(قال النبي الكريم من دخل دار ابي سفيان فهو امن رغم انه كان من المشركين وموقفه من المؤلفة قلوبهم).ولا يسعني الا ان اجدد لك سي محمد شكري لامتاعك لنا نحن القراء بالمواضيع التي تطل بها على هذا المنبر.ومن خلالها نطلب لكم الصحة و العافية وطول العمر وحسن الخاتمة لنا جميعا ان شاء الله

  5. محمد بيجمن
    05/10/2016 at 21:11

    قد يتحول ‘ الأمناء ‘ لصناع تقليديين (و هم في الحقيقة صناع للأنابيب الفارغة ) لصناعة إبرة عملاقة سمها في حجم ‘ باب شالة ‘ تلجه قطعان الكائنات المرئية و غير المرئية التي تمشي على أربع أو تتحرك زاحفة . ولن نستغرب لذلك . ألسنا أصحاب أرقام قياسية مسجلة في ‘غينس’؟؟؟؟؟؟ ( أكبر كران – أكبر براد – أكبر كسكس … تابعين غير كروشنا ) و قريبا أكبر كذبة
    تحياتي الخاصة للأخوين محمد شركي و نور الدين صايم عن مساهماتهما الفعالة في هذا المنبر الإعلامي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.