Home»Correspondants»« Game Over » ابن كيران

« Game Over » ابن كيران

0
Shares
PinterestGoogle+
 

حان وقت نهاية اللعبة يا سيدي، بعد أن ذبلت أزهار « الربيع العربي » في عهد حكومتكم الخائبة، وليس لكم والله عدا حزم أمتعتكم، الاعتذار للشعب المغربي عما اقترفتموه في حقه من مظالم، أوصلته إلى أفظع درجات التوتر والتذمر، وأن تغادروا دون شوشرة، مادمتم ستطلعون من « المولد بالحمص »: تشغيل كريمتكم في الأمانة العامة للحكومة، تعيين مريديكم في المناصب العليا بمفاصل الإدارة والاستفادة من تقاعد مريح وامتيازات أخرى. فلا داعي للتشبث بمنصبكم بعد « إنجاز المطلوب »، ولا جدوى من الابتزاز وخطاب « ابن تيمية »، لا سيما أنكم تحفظون عن ظهر قلب قواعد اللعبة السياسية.

     فما عليكم إلا الانطلاق في أرض الله الواسعة، كما فعل الكثيرون من قبلكم وسيفعل آخرون بعدكم، بل هناك من تمت « تنحيته » دون لجوئه إلى المقاومة والمساومة، لم يشنق قضاة نزهاء ولا نصب مجازر للأبرياء، بل أسدى خدمات جليلة للبلاد والعباد. إنه الوطني الغيور الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الذي تحمل مسؤولية الوزارة الأولى في مرحلة عصيبة من تاريخ المغرب، قبل عام من الرحيل الأبدي للملك الحسن الثاني رحمه الله. إذ لم تحترم « المنهجية الديمقراطية »، رغم حصول حزبه « الاتحاد الاشتراكي » على المرتبة الأولى في تشريعيات 2002، حيث شاءت إرادة الملك محمد السادس آنذاك، إسناد منصب الوزير الأول للتكنوقراطي ادريس جطو، واكتفى الحزب بإصدار بيان استنكار ينتقد فيه القرار.

     فالحياة السياسية مليئة بالدروس والعبر، أما وقد ثبت للجميع إخفاقكم في إدارة الشأن العام للبلاد، وضعف حصيلة حكومتكم اقتصاديا واجتماعيا، فلم الإصرار على التملص من المسؤولية والاختفاء تارة خلف من تدعون أنها « التماسيح والعفاريت »، وأخرى « الدولة العميقة »، باعتبارها الجهة المسؤولة عن عرقلة « مسيرة الإصلاح »؟ وإذا كنتم ترفضون رميكم في مزبلة التاريخ بعد استخدامكم في دعم الاستقرار، كما سبق توظيفكم في إضعاف اليسار، فلم قبلتم خذلان شعب بكامله وسرقتم البسمة من أفواه أبنائه؟ وكيف تسمحون لأنفسكم بتجييش أتباعكم وكتائبكم الإعلامية وصحفكم الورقية الباهتة، ضد وزارة تشتغل تحت إمرتكم، بدعوى الانحياز إلى من تسمونه حزب « التحكم »، وأن عدم فوزكم بولاية ثانية لن يحدث إلا بتزوير الانتخابات؟ ألستم أنتم المشرفون على تنظيم تشريعيات 7 أكتوبر 2016، رفقة وزيركم في العدل والحريات مصطفى الرميد، والتكنوقراطي محمد حصاد وزير الداخلية، بتكليف من ملك البلاد؟ ثم متى كان الشعب المغربي أقل وعيا من بقية الشعوب الشقيقة في الدفاع عن قضاياه الجوهرية، وحماية ديمقراطيته الناشئة؟ أليست يقظته وفطنته، هما من تنوبا عنكم كلما ابتلعتم لسانكم أمام تناسل الفضائح، وهي كثيرة في عهدكم؟

     عودوا إلى رشدكم وكفى تخفيا خلف خطاب المظلومية ومنطق المؤامرة، فقد أخطأتم لعدم خبرتكم في حسن التدبير وأسأتم التقدير في الكثير من المواقف والأمور، رفعتم الراية البيضاء أمام أباطرة الفساد، رضختم صاغرين لأوامر المؤسسات المالية الدولية، وأغرقتم مستقبل الأجيال في المديونية، فضلا عن تمريركم لقرارات قاسية ومؤلمة، لم يجرؤ أي « قائد » قبلكم على الاقتراب منها، وتتجلى أساسا في إلغاء الدعم عن المواد الاستهلاكية الأساسية، تحرير أسعار المحروقات، الزيادة في أثمان الكهرباء والماء… دون إيجاد بدائل حقيقية لحماية القدرة الشرائية للفئات الأكثر هشاشة والمعوزين، اعتماد « الثالوث الملعون » كقاعدة أساسية في إنقاذ صناديق التقاعد المنهوبة على حساب الأجراء والموظفين، علاوة على رفع سن التقاعد النسبي إلى 30 سنة من العمل الفعلي، بعد أن كان محددا في 15 سنة للإناث و21 سنة للذكور، المصادقة في الزمن الميت من ولايتكم التشريعية، على مرسوم التشغيل بالعقدة في الوظيفة العمومية، الذي سيساهم في تكريس الهشاشة وتعميق أزمة نظام المعاشات، من خلال تقليص عدد الموظفين النشيطين، تقييد الإضراب بالاقتطاع من أجور المضربين، إغلاق قنوات الحوار الاجتماعي وضرب عرض الحائط بالديمقراطية التشاركية… بينما تغاضيتم عن إقرار ضريبة على الثروة، مراجعة الأجور العليا والتعويضات الخيالية للوزراء والبرلمانيين.

     هل يحق لكم التمسك بالحكم، وأنتم العاجزون عن الالتزام بتعهداتكم في تحسين الأوضاع ومقاومة الفساد والانحراف الأخلاقي، حتى في صفوف وزراء حزبكم وقياديين بارزين بذراعه الدعوي حركة « التوحيد والإصلاح »؟ وهل من « المعقول » تحريف النقاش العمومي عن الحصيلة الدستورية والتشريعية، وأداء حكومتكم الهزيل خلال السنوات الخمس الماضية مقارنة مع حجم الانتظارات الشعبية، بالتشكيك في بنية الدولة وأسسها؟ أفلا يشكل تصريحكم بوجود دولتين، تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار، وخطرا حقيقيا على المسار الديمقراطي؟ وكيف يسمح بعودتكم ل »الجنة »: المعطلون خاصة أصحاب محضر 20 يوليوز، الأساتذة المتدربون والرسميون، الصحافيون، الأطباء والممرضون، الأجراء والموظفون…؟

     ولأنكم تخليتم عن صلاحياتكم الدستورية الواسعة، وعجزتم عن الارتقاء بمستوى الخطاب السياسي، اعتماد المنهجية التشاركية، تفعيل الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة، وأخفقتم في ابتكار حلول كفيلة بمكافحة البطالة والفقر والفساد الإداري، وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، والدفاع عن حقوق المواطنين في العيش الكريم، والتعليم والصحة والسكن اللائق… ورغم استغلالكم الدين والاستثمار في الهشاشة والأمية وامتلاك شبكة إلكترونية وقوة ناخبة ثابتة، في ظل ضعف المعارضة وتشرذم اليسار، وأمام ظاهرة العزوف الانتخابي، فإنكم إلى جانب التفريط في شعبيتكم وتآكل مصداقيتكم، رسختم القناعة لدى الكثيرين بأنكم مجرد ظاهرة صوتية مزعجة، ولستم مؤهلين إلا لقيادة حزبكم « وشوف تشوف ». ووحده اقتراع السابع أكتوبر المقبل، القادر على عكس صورتكم الحقيقية.

اسماعيل الحلوتي

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. مراقب
    11/09/2016 at 01:57

    في كل الأحوال،، ليس صاحب هلوسة « التناوب الثالث » و »خادم الدولة « الذي هرف على بقعة أرضية بطريق زعير بثمن يشبه المجان من سيأخذ منصب بنكيران إن هو غادره. وما انتهى هو الولاية الحكومية، وليس لعبة ما

  2. Anonyme
    11/09/2016 at 13:27

    شكرا سيد اسماعيل لقد نجحت في التعبير عن ما يعتمل في صدورنا اتجاه هذا المخلوق الاخرق الدكتاتوري المتلون حسب الظروف ;بلدنا يستحق الافضل ,المغاربة ما يزالون يدكرون السيد اليوسفي لانه رجل دولة اما هذا الانسان لن يذكره المغاربة الا بسوء نظير ما اقترفت يداه في حق هذا الشعب

  3. anonime
    11/09/2016 at 18:41

    wossoli anani mal3oune bi idni lah

  4. متتبع
    11/09/2016 at 20:17

    آفة الرأي الهوى والموضوعية تقتضي أن تذكر السيئات والحسنات ومن لا موضوعية له لا مصداقية لما يكتب أو يقول اتق الله وقل وقل قولا سديدا يصلح لك أعمالك وما بينك وبين حلول الأجل أكثر مما فات والله أعلم بأجلك فقل خيرا أو اصمت إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخروأرجو أن تقبل النصيحة لتكون من الأخيار

  5. h اتنا
    11/09/2016 at 21:57

    أتنا ما عندك من يمكنه القيام مقام بن كيران ايها السيد المحترم شباط وعائلته تجار الوهم ام العماري وشردمته تجار المخدرات لا
    اعرف على الساحة من له الكفاءة ولا اللسان ولا المصداقية التي عند بن كيران والانتخابات الاتية يا ايها السيد لن تأتي الا به لان المغاربة سينتخبون عليه ثقة فيه وفيما انجزته حكموته من منحة طلبة والارامل اصلاح التقاعد وزيد وزيد ثم انه نظيف ليس كالوسخ الدي نعرف

  6. مواطن
    11/09/2016 at 22:46

    بعيدا عن الدفاع عن الحكومة الحالية التي تختصرونها في ابن كيران وحده. حذار سيأتيكم زمن تحنون فيه الى الماضي.أن الأخطاء التي قد تكون هذه الحكومة قد ارتكبتها في حق الشعب يعود زمن نشوئها الى حكوماتكم السابقة ايها المحترم.في عهدكم تسلم ممثلوكم ببلدية وجدة الرشوة بالشيكات.أنا لا أدافع عن أحد وابن كيران يفتقر الى سلوكيات رجل الدولة ،نعم .المغرب بلد فقير ومع ذلك فالكثير منا ينظر الى الدولة كبقرة حلوب وهي قد جف ضرعها .المؤسسة الملكية محاطة بخبراء في مختلف المجالات وهم الذين يرسمون السياسات الكبرى للوطن.كفاكم مهاترة ومخادعة .الشعب هو الذي اختار وهو الذي سيجدد الاختيار هذا اذا افترضنا ان هناك هيئة ناخبة حرة اما اذا استمر الببع والشراء ونزلت الآموال الى الساحة فعلى الدنيا السلام

  7. متفرج على العبثية السياسية
    12/09/2016 at 09:54

    يا ودي يا أخي ماتعرف كاع مين غادي يخرجنا بن كيران ورباعتو إنهم سرطان متجدر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.