Home»Correspondants»الأمازيغية المسترجعة:إعادة التعريف والنقاش

الأمازيغية المسترجعة:إعادة التعريف والنقاش

0
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح الإدريسي

       اختطاف لم يكتمل:

اختطفنا قطار الأمازيغية بمحطة الايركام،ذات احتفاء ساذج باستعادة الدولة لكل وعيها الهوياتي؛وسار بنا  أهوجَ لا يلوي على محطة ؛ موقدا النار في الحديد ؛مقسما ألا يتوقف حتى يصل محطة « تامزغا الكبرى ».أين؟ كيف ؟ متى؟ لماذا؟  لا تسأل فقد مضى وقت السؤال:

                        هذا أوان الشد فاشتدي زِيَمْ***قد حثها على السير راع حُطَمْ

كم صرخنا ونحن نرى محطاتنا تمُر مرَّ السحاب ،ولا فرامل تشفق،لتُنيلنا ظهر الأرض.

كم عُنفنا ونحن ندلي بشهادات الميلاد والسكن ،وقواميس اللغات التي نتحدث،والحروف التي نتقن ،عسى الأفعوان يتوقف، ليترجل الركاب،في عناوينهم التي يحفظون ،و بين أسرهم، ليواصلوا حياة الاستقرار التي ارتضوا ،كما اصطبغت بألوان « تمغربيت ».

كمْ تعجبني هذه الكلمة، لأن ميزانها أمازيغي وأصلها عربي.

كم أدلينا بشهود من عيار :يوسف بن تاشفين،عبد الكريم الخطابي،المختار السوسي ،أجروم؛عسى الخجل يُلَطف رعونة المختطفين، ولا يلقون بالوطن إلى الغامض ، المجهول ،الذي لايصلح موضوعا إلا للسينما والشعر.

كم صبرت ،شخصيا، على الأذى ،وعلى ظلم ذوي القربى الأمازيغ ،لا لشيء إلا لأني:

*لم أر مبررا لأمازيغية معيارية (عالمة) تقتل أمازيغيات القبائل .أمازيغية يعود بها التلميذ الزكراوي –مثلا- من المدرسة ليُكذب بها لسان جدته وأمه.

*لم أستسغ أن يتخصص صُناع المعيارية ،في بناء الجدران العازلة – كيفما تسمت -التي تجعل الأمازيغية مغلقة في وجه المغاربة « العرب »،بل حتى بقية الأمازيغ ؛وكأنها الديانة اليهودية ،التي تشترط في الراغب فيها، الأمومة اليهودية.

*لم أستسغ –تخصيصا- أن يرتبط تدريس الأمازيغية بشرط « تفناغ ». هذا بعد أن حسم التصويت الاركامي الأمر – بداية- لصالح الحرف اللاتيني(2003).

بدا الحرف العربي ،في هذا التصويت،كاليتيم في مأدبة اللئيم.  « رُفعت الأقلام وجَفت الصحف« :

ليس بين الحرفين غير الحرب..أهكذا تنقلبون حتى على حروف الظهير المؤسس؟

أعلى هذه الأسس يُبني الفعل التربوي الديداكتيكي في دولة ،شاخ فيها الزمان عربيا أمازيغيا؟

*  لم أستسغ أن تصبح قضية لغوية ،ثقافية-انتصر لها كل المغاربة – حمالة أوجه ،بل مكاره ؛أقربها معاداة العرق العربي ،وإعادة النظر في قضايا الأمة المصيرية.

*لم أستسغ أن يثبت معهد ملكي ،متخصص – بأكثر من دليل -انحيازه للغة أمازيغية واحدة ،دون سائر الأمازيغيات.مهما انحصرت النخبة في جهة لغوية  دون سائر الجهات ،ومهما كثر نشطاؤها وشبكاتها ومالها ؛فان تنشيط سائر الجهات يجعله الظهير المؤسس مطلبا حيويا .

في هذا الإطار تحملت كثيرا من العنت- ولا زلت – وأنا أدافع عن أمازيغية القبائل المشكلة للكتلة الزناتية.  هذا في وجود دراسات لغوية كولونيالية  للكتلة الزناتية ،تجعل الإقصاء الاركامي- المغربي- مستغربا.

*لم أستسغ أن يُمارس القهر اللغوي على المغاربة ،فيجبرون –ضدا على الدستور- على تعلم الأمازيغية ؛فذاك حق من حقوقهم – كما يقول المشروع – لهم أن يمارسوه بكل عفوية.

 بهذا جرى الأمر في هذه البلاد ،وصولا إلى تعرب قبائل أمازيغية ،وتمزغ أخرى عربية.

ومن المؤكد ،الى يومنا هذا ، ألا قبيلة تمعيرت،أو  تفنغت..

*لم أرض يوما بالشعبوية نهجا في نقاش الأمازيغية:

حشد كتائب رقمية للتصدي لكل اسم صُنف « ضارا » بالقضية ؛حتى قبل الاطلاع على المضامين المدلى بها.

 وبنفس التهافت يتم الترحيب الساذج بأسماء ؛خارج سياق ماكَتبت ؛لأن النصرة مُقدمة على الفكرة.

خسر الراكبون وربحت الأمازيغيات:

لم تذهب كتاباتي سدى،ولا كتابات غلاة الأمازيغية ،لأن الدولة واكبت الجميع ؛لأنها للجميع ،ولا يتصور فيها –وقد شاب قرنها- أن تركب على الرعونة والمحاباة والإقصاء.

كثيرا ما تعجبت من احتجاجات القوم على النهج الحكومي- الشكلي – في بلورة القانون التنظيمي لتفعيل دسترة الأمازيغية.  ياسادة هل تريثتم ؟ هل سكتم ،حتى يُطلب رأيكم؟

جرى النقاش بالواضح ،وبكل ما يكفي من غطرسة، خلط ،تهافت،ومظلومية مزعومة.

وجرى سياسيا هوياتيا أكثر منه لغويا ثقافيا.  وجرى سلاح دمار شامل لكل قضايا الأمة.

وجرى مخربا للتاريخ والجغرافية معا.

وجرى في كل الاتجاهات ،عدا فتح مغالق الأمازيغية للمغاربة ؛كما فتح لهم « المايسترو » ،و »الرويشة »،رحمهما الله قلبيهما.

أبعد هذا يتم الزعم بأن الحكومة لم تستمع إلى كل الفرقاء ،وهي تنزل مشروعها؟

في ما يخصني أشهد أنني ما سكت ،ولا أخفيت رأيا من أرائي في تنزيل الأمازيغية؛ وحتى حينما اقترح علي البعض بلورة أرضية وتوجيهها إلى اللجنة الحكومية،كان جوابي ألا داعي لهذا ،في وجود كل الأرشيف الرقمي الخاص بي ، في الموضوع.

عدا سندي من التاريخ المغربي ،والمنطق ،ومعرفتي  بالأمازيغية وثقافتها ،وبالحقل التربوي؛لم أجر في ركاب أحد مستقويا ؛ولم أسع لمنبر أو معهد.أو حتى بطاقة مقاومة يوقعها الاركام.

وإذْ حصحص الحق ،حتى رجَّتنا وقفة القطار العنيفة؛فلنستبشر خيرا لأن الأفعوان لم يغص بنا بعيدا في المجاهل ؛مما لا يستدعي إرسال الهدهد ليأتينا بأخبار تامزغا الكبرى .

لازلنا في محطة المغرب ،ولا جديد عدا تطويق المشروع  لمحطة الاركام التي تمت بها عملية الاختطاف.

نتوقف في محطتنا  المغرب التي نعرف ، والتي يلزمنا التاريخ ،قبل مشاريع القوانين ،بأن نظل – جميعا – أوفياء لها ولكل لغاتها ؛ بما في ذلك لسان الطير بها.

نتوقف في محطتنا لنستعيد نقاش البدايات ؛ولا تأفف ولا ضجر ،لأن القضايا المصيرية لا تحسم فيها غير القرارات المصيرية ؛وهي ،بهذا النعت،منزهة عن العبث،عن الارتجال ،عن الغطرسة،عن الكذب، عن الهوى،وعن استدرار الزغاريد، في « آيات » سوس والأطلس..

الأمازيغيات الجهوية:

يبدو أن مشروع القانون التنظيمي ، وهو يُعرف من جديد الأمازيغية ،بكونها « مختلف التعبيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة بمختلف مناطق المغرب،وكذا المنتوج اللسني والمعجمي الأمازيغي ،الصادر عن الهيئات والمؤسسات المختصة »  ؛ينقل الرهان إلى الجهات لتؤسس للبحث اللساني الأمازيغي الجهوي .

 لقد رفع المشروع سيف المعيارية الذي خطط – بمكر -لقتل الثقافات الجهوية ،المتعددة المشارب والمصادر.

كما رفع – سكوتا – مطرقة تفناغ ،لتمارس الجهات أمازيغيتها بالحرف الذي تراه مناسبا.

لم يكن واردا أن يتناقض المشروع مع القوانين المنظمة للجهوية المتقدمة؛ويحد من اختصاصات الجهات في أمر لغوي ثقافي حيوي.

ومن هنا  ضرورة خلق البنيات البحثية الجهوية، التي ستتعامل ،مستقبلا،مع المجلس الأعلى للغات والثاقافت ،الذي سينسخ الاركام.

وإذا كان هذا منتظرا من كل الجهات ،فان الجهة الشرقية تتحمل الوزر الكبير ،باعتبار الإغفال التام لأمازيغيتها( الزناتية،وليس الريفية التابعة لجهة طنجة) من طرف المعهد المذكور.

لأن نعيد  التعريف ،ونعيد النقاش ،ولو لعشرات السنين الأخرى ، أفضل من القفز في غياهب المجهول .

ارتاحي جدتي في قبرك ،فالدولة لم توافق على قتل أمازيغيتك الزكراوية.

Sidizekri.blogvie.com

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. AÏT HASSOU Itto - Luxembourg
    15/08/2016 at 17:46

    لمذا نستعمل الراية التي فرضها الانجيليون على الساحة المغاربية

    و التي تشبه راية دولتي الطوكو و البناLe BENIN
    و راية المثليين

    و متى كان الشعب المغاربي منقسما الى عرب و امازيغ
    فالتاريخ الرسمي المعترف به بالينونيسكو يتكلم عن شعب واحد يحمل إرث الشعب الذي كان قبل البربر ثم إرث البربر و البيزنطيين و الفنيقيين و العرب
    فلمذا تريد فئة لا تمثل حتى نفسها تدريس لغة المختبر و بالتفناغ
    لآنها تريد قتل لهجاتنا و منعها من الانتشار
    عبر العالم
    فانطروا ما يقوله المختصون اللغة المعيارية هي اللغة التي تتوفر على رصيد لغوي شفوي او مكتوب و تكون مستعملة من طرف فئة مهمة من الأشخاص
    ثم الذي ننساه هل البربر كانةا يتكلمون لغة واحدة
    و اذا جمعنا اللهجات اللاتيتية الفرنسية و ارسبانية و الإيطالية و البرتغالية
    الخ
    هل ستعطينا اللاتيتية
    ثم هل تعلمون ان الالاتيتية اللغة الام موجودة لكن اعرض عنها اللتينيةن ليتكلموا لهجاتهم و أصبحت لغة ميتة
    ثم هل تعلمون ان عدد اللغات التي ليست لها كتابة يقدر بالالاف
    و حتى اللغلت الانجلوساكسونية تستعمل الكتابة اللاتيتية بدون حرج كالانجليزية و الألمانية
    شكرا لكاتب المقال
    شكرا لصاحب الموقع
    و حذاري
    لقد كنا نحن عدة مثقفات خاطئات
    و استعملنا الانجيليون
    و لقد قلتها على قناة فرانس 24=

  2. رمضان مصباح
    16/08/2016 at 10:48

    شكرا لك على اضافاتك القيمة أستاذة
    تحياتي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *