Home»Correspondants»سعادة الرئيس ،ما هكذا تورد الابل؟

سعادة الرئيس ،ما هكذا تورد الابل؟

0
Shares
PinterestGoogle+

إجراءات رئيس الحكومة في حق الموظفين العموميين و المتقاعدين جلبت لسيادته الراحة و الطمأنية و السعادة،   هذا ما عبر عنه بالصوت و الصورة.فقد كان هذا الموضوع/المشكل، يؤرق رأس/  صدر/كبد  و كل جوارح سعادته، و يحرم منه النوم العميق، وهو الإنسان  و فريقه الذي ظهرت عليهم بوادر النعم ما ظهر منها و ما بطن (في الأحناك و البطون و الصدور).

و نستغرب للإصرار الذي دفع سعادة الرئيس إلى التسابق  و السباق مع الزمن (سباق المسافات الصغيرة) ليسدي بالضربات  القاضية الموجعة لجيوب المواطنين(و يسميها البعض بضربة الموت الرحيم التي تخلص المحتضرمن آلامه الفظيعة)، وضربات قاتلة أخرى ،لمستقبل أبناء المواطنين البسطاء الذين لا ظل لهم في الدنيا و لا et pistonné   piston  كما يقول الشارع المغربي.إنهم أبناء الشعب، الذين أعياهم الصراخ و الهتاف،و المتواجدون أمام  أبواب الولايات والنيابات و الأكاديميات وأبواب الوزارات و البرلمان و في كل فصول السنة (تحت المطر و تحت أشعة الشمس الحارقة وتحت الضربات الموجعة و المدمية (لزرواطات) لقوات الأمن، التي يرسلها سعادته  تحت الطاولة ، ويعلن فوق الطاولة أن لا علم له .أبناء الشعب لا يطالبون إلا بعمل شريف فقط يدمجهم في صنف الكائنات البشرية التي لها الحق لأن تعامل بإنسانية وكرامة، فلا  قيمة ولا كرامة تصان لإنسان بدون عمل .

 تسابقون الزمن سباق  محموم قبل 31 يوليوز شهر العطلة الإدارية لتنفيذ قانونكم الذي أوله جهنم و آخره سعير مقيم …

المتقاعدون و المشرفون على التقاعد من صغار الموظفين و من الفئة المتوسطة يسألون :هل مس الاقتطاع من أجور الوزراء؟هل مس الاقتطاع من معاشات الوزراء؟ هل مس الاقتطاع من أجور البرلمانيين؟ هل مس الاقتطاع معاشات البرلمانيين؟هل مس الاقتطاع من أجور الموظفين السامين؟و هل مس الاقتطاع أيضا من معاشات الموظفين السامين؟

القانون لكي يكون محترما من الجميع يجب أن يكون عادلا مساويا بين الأمير  والوزير و الفقير و الغفير…و القانون قدوة أولا…يطبقه من يشرعه  على نفسه أولا، ثم يطالب بتعميمه على سائر المواطنين  ثانيا…هكذا نفهم العدل ونعرفه وهكذا يقبله الناس بنفوس راضية…

و ليعلم سعادته أن صغار الموظفين في الإدارات العمومية، ومتوسطي الدخل هم الذين يشكلون الأغلبية الساحقة  و القاعدة العريضة من  مجموع الموظفين،و ليعلم سعادته أن الذين أفرغوا  الصناديق هم الحيتان الكبيرة المفترسة التي لم يستطع سعادته أن يسميها بأسمائها الحقيقية بل نعتها بالتماسيح و العفاريت و كأننا في أدغال إفريقيا و كأننا أمام المشعوذين و السحرة و محضري الأرواح الشريرة، وهؤلاء التماسيح و العفاريت بعيدون عن المحاسبة و المساءلة.

 إن من افرغ الصناديق أيضا هو من (يعمل أي يجلس على كرسي الإدارة) 5سنوات  في أسوأ الأحوال، و يتم تكريمه بتقاعد مدى الحياة،أو عندما يخرج من باب الوزارة أو باب البرلمان يدخل باب رئيس الجهة أو المدينة أو الجماعة. انه كالمنشار الكهربائي(طالع واكل، نازل واكل)،و لن ينتهي من الأكل إلا بعد أن يتغمده الله بالموت، هذا إذا لم يورث مكاسبه إلى ورثته الشرعيين .

و أخيرا نقول ما قاله السابقون من  ملوك الفرس(لأنها حكمة فارسية كانت تكتب على كرسي عرش الإمبراطوري الفارسي) وهي : العدل أساس الملك.

فعندما تعدل يا سعادة الرئيس بين الكبار و الصغار، وتبدأ  بتطبيق القانون على نفسك أولا، و على محيطك الذي يحيط بك ثانيا، وعل كبار كل الموظفين لا فرق بين الحيتان الكبيرة و سمك القمرون أو (لانشوى)،و عندما يسمو القانون فوق جميع الرقاب، إذ ذاك نبارك لك الخطوات ونطلب الله أن يجعل من الحسنات بعشرة من أمثالها في سجلك الأخروي نهتف لك…أما أن  تتسلط على رقابنا وتظلمنا، لأننا لا نملك القوة و لا الظلال و لا الحماية من الشموس الحارقة، نقول لك سعادة الرئيس، إلى كل سعادة رئيس  يأتي بعدك  و يظلم الناس بالقرارات التي لا تمس كل القوم: الخاصة و العامة،فإننا نملك الدعوات المستجابة عند مالك الملك ، الذي يملك الكون كله، و يتصرف فيه على أساس العدل. الله مالك الملك  الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده حراما، نقول دعواتنا مستجابة  عند خالقنا … بكل بساطة : »دعوة المظلوم و لو كان كافرا ليست بينها و بين الله  لا أحجبة و لا ستائر و لا وساطات و لا حزبية و لا زبونية ولا عائلية و لا أحجبة و لا سدود و لا جنود  و لا معارضة  و لا حراس .و قديما كان الناس -ونحن منهم في هذا الزمان- يفضلون الحاكم العادل و لو كان كافرا ،عن الحاكم الظالم و لو كان مؤمنا…

فنم قرير العين أنت وزبانيتك، و لتنعم بالسعادة و الهدوء و أنت تهدم بيوت المساكين و الفقراء.و تساؤلنا  الأخير: ماذا  كنت تنوي فعله لو مكنت من ولاية أخرى :فهل تخرجنا من ديارنا و تلقي بنا  إلى قارعة الطريق؟، أم تدفعنا إلى التسول بعد أرذل العمر؟أم تلقينا في البحر لتستريح من شغبنا؟ فلسنا إلا الفقراء الذين تحاربهم بلبراليتك المتوحشة التي لا تظل برحمتها إلا أصحاب المال و الثراء؟أم هل تفعل ما فعله كبير الأتراك( من الإخوان المسلمين) عندما  انقلب عليه الجيش وفتح السجون  انتقاما من  الشعب الذي كان في اللائحة السوداء للزعيم  وحان  وقت حسابهم .و شمل الانتقام من  كل فئات الشعب و من  العاملين في كل الإدارات  السياسية و العسكرية و الأمنية ،حتى الجامعية و الصحية  و الثانوية و المدارس  الابتدائية  لم تسلم من الانتقام، كل الناس الذين  لا يهتفون  بالصوت العالي المجلجل (عاش الرئيس.. يحي الرئيس)…نالتهم اليد الطويلة و الغليظة  لفخامة الرئيس سلطان أتاتورك المفدى وكبير الأتراك…

  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. نزار قباني
    26/07/2016 at 15:07

    يا اخي العزيز كل ما ورد في مقالك صحيح وكان منتضرا من ابو العفاريت ومربي التماسيح وانت قد قلت ما قلت ولو قلنا اكثر فهو من الطينة التي لاتخجل ولا تعقب ولا تدافع عن نفسها بالدلائل والبراهين فهو من النوع الذي يجعل الامور تمر كانها برد وسلام او بعبارة اخرى -لايهم -او معليهش-ونحن نقول له انك كالذي يتبول على الجدران او اكثر -حشوم عليك -والله ياخد فيك الحق اااااااااااااااااااااااامين

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *