Home»Correspondants»بنكيران من السياسة إلى الدعــوة ..!!

بنكيران من السياسة إلى الدعــوة ..!!

0
Shares
PinterestGoogle+

    يفاجئنا السيد  رئيس حكومتنا الموقرة بين الفينة و الأخرى بطرفة من طرائفه التي لا تنقضي.. ولا مجال هنا للتذكير بطرائفه السمجة ، التي طالت كل الميادين ، حتى أصبح هو نفسه المقصود بقول الشاعر :
زن الكلام اذا نطقت ولا تكـــــــــــــــــن .. ثـــــــــــــــــــرثارة في كل نــــــــــــــــــــــــــــــــــاد يخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه.. فالمرء يسلم باللسان ويعطب
كان آخر ما خرج به سيدنا الرئيس في جلسة حكومية ، وأمام « أوزاره » على حد تعبير أحد الظرفاء ،هو دعوة هؤلاء الأوزار إلى الاستقامة و الإخلاص ، »على الخصوص أننا على أبواب شهر رمضان ، ليكونوا مثالا لمواطنيهم ، لكي يدوم علينا فضل الله ، كما كان في السنوات الماضية » على حد تعبير السيد الرئيس ..
مستندا في ذلك إلى خلفيته الدعوية التي يستحضرها متى كانت الحاجة ماسة إلى ذلك، متوسلا صهوة الخطاب الديني الذي جعل منه مطية مستساغة لحربه الشعواء التي ما فتأ يوجه حرابها ،نحو صدور الفقراء و الموظفين من أبناء هذا الوطن.. أو ربما، وراء ذلك القول ،ما يكون قد رآه السيد الرئيس من عدم استقامة أو إخلاص في عمل وزرائه المحترمين، وهذه إدانة مجانية و صريحة لنفسه و لفريقه ، لم ينتبه إليها سيادته .. يبدو ذلك واضحا من كلامه الذي جاء فيه « حسب عقيدتنا، الله عندما يؤخر الأمطار، يكون لتنبيه عباده لمراجعة أنفسنا جميعا، لأننا أمة مسلمة ومؤمنة ونحن في شهر شعبان » .
هل يليق برئيس حكومة يفترض فيه الدقة و العلمية ، أن يتفوه بمثل هذا الكلام ، الذي لا ينسجم مع الدين و لا العلم معـا ؟؟ كيف يمكن أن يستخف السيد الرئيس بذكاء المغاربة، وذكاء « أوزاره « الحاصلين على أعلى الشهادات ، من أكبر المدارس العالمية  « يا حسرة » ؟؟ ..
ما قول السيد رئيس الحكومة الصالحة المصلحة، في أن أروبا والصين وأمريكا وأستراليا وروسيا لهم فائض في الأمطار والثلوج ،رغم أنهم غير مسلمين في غالبيتهم العظمى ،بل هم علمانيون ومسيحيون و بوديون و ملاحدة ؟؟
هل يفترض بحكومتنا أن تَرْكَـنَ إلى مثل هذه التحليلات في تسيير الشأن العام ، وإلى هذه الخزعبلات في استشراف الآفاق الممكنة و غير الممكنة، لتفادي ما يمكن أن تأتي به عوادي الزمن،أو على الأقل للتقليل من تداعياتهــا ؟؟
لن نعود هنا ثانية ، إلى التذكير بإخفاقات الحكومة في كل المجالات و الميادين ، لأنها أضحت واضحة للقاصي و الداني، ولكن نريد أن نذكر  فقط السادة القراء، إلى استجداء السيد رئيس الحكومة ــ كما فعل في السابق ــــ خطاب الحلقة ، والديماغوجية النازعة نحو الاستهتار والاستخفاف بعقول المخاطبين ، مستندا إلى رصيده الزاخر من الخزعبلات الهلامية ، والسماويات الغارقة في الضبابية و الحربائية ، وهي ذات المبررات التي شرعن بها انتصاره إلى  معسكر الفساد ، ولصوص المال العام ،الذين أسماهم بـعظمة لسانه بـــــ » التماسيح و العفاريت  » حين صرح بقوله المأثور في حقهم  » عفا الله عما سلف » ليُثَبّـتَ بعد ذلك ، أحقيتهم في نهب مقدرات الوطن ، و تكريس هيمنتهم القديمة الجديدة على مفاصل الدولة .
و بفس النبرة الدينية الممزوجة بالخطاب السياسوي المعسول ، استطاع ومن معه تسويق الأوهام إلى فئات كبيرة من الضعفاء والفقراء ، الذين توسموا فيه خيرا ، واعتقدوا في يوم من الأيام أن الزمان ــــ أخيرا ــــ قد منّ عليهم ، بمن يحقق أحلامهم و آمالهم، التي ناضلوا وصبروا من أجلها عقودا وعقودا .. لكن الخيبة كانت حصادَهم ، والحربَ الضّروس على لقمة عيشهم كانت جزاء صنيعهم ، ومعروف ثقتهم .
إن دعوة السيد رئيس الحكومة وزرائه إلى الاستقامة والإخلاص في العمل ، يشي بانحراف ضمني و تهاون مألوف في أداء المهمـة ، واستهتار  مفضوح بالمسؤولية ، مقابل أجر عظيم ، و تقاعد مريـح مُبيــن، إضافة إلى امتيازات  شَتّــى لا محدودة و لا ممنوعــة ، كان آخــرها ،سيارات فارهة ، تُقتَطعُ أثمانها الخيالية من جيوب دافعي الضرائب ، من أبناء الشعب ،أما لصوص المال العام ، ـــ الذين لم يَـجِـد السيد الرئيس في حقهم أي نص قرآني أو حديث نبوي ، إلى حدّ الساعة !! ــــــ  فإنهم لا يدفعون الضرائب ، ولمْ تعرف الحكومة لأموالهم سبيــلاً ، ولا لجُرمهم دليــلا ، رغم ما طَفَـحَ إلى السّطح من فضائح التسريبات الأخيرة  لــــ »بانامــا  » .. ولكن ، « الله غالب يا الطالب  » ما باليد حيلة ، فالتبوريدة لا تستقيم إلا على الشعب ..كيف لا ، وهم  النزهاء المُنزّهون – حسب بنكيران – عن أداء الضرائب ، وركوب سيارات         « داسيا » ،التي استنكر السيد الرئيس أن يركبها الوزير، و المنزهون أيضا عن الاقتطاع عند غيابهم عن واجباتهم المهنية ، بل وحتى عن المحاسبة ، رغم ثبوت تورطهم في الاختلاسات الكبرى ، التي عرفها تاريخ السرقات في المغرب، ابتداء من فضيحة القرض العقاري و السياحي (CIH) ،و مرورا بالتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية . وانتهاء بالصندوق الوطني للتقاعــد ، وما خفي أعظــم .. و إن هذا ليس بغريب عن حكومة تبني رؤيتها على مطر قد يأتي وقد لا يأتي، إنها لعمري حكومة  » الشوافة  » قارئة الكف .
يبقى أن نهمس في أذن السيد رئيس الحكومة ، عطفا على كلامه ، و بكل الأدب والاحترام الواجب :
–    هل تقتصر الاستقامة على شهر رمضان فقط، أم هي فرض عين ، ينبغي أن يُلازم المسؤول طيلة حياته ؟؟ .
–    هل بالفعل -كما جاء على لسان السيد الرئيس – عمتنا فضائل الله تعالى كما في السنوات الماضية ،أي سنوات حكم السيد بنكيران و صحبِــه ؟؟ .
هذه بعض الأسئلة .. ولكم أن تسألوا أنتم كما تشاؤون ..ولكل سؤاله أو أسئلته ، المهم ألا تنتظروا جوابا من السيد بنكيران ، و لا من وزرائه ، لأنهم سيكونون في شهر رمضان مشغولين ، بتزكية أنفسهم و تقويم اعوجاجهم ، ليكونوا بالفعل  » مثالا لمواطنيهم  » على حد قول السيد رئيس الحكومة.. مثالا يُحْتذى ، و قُدوة تُقْتَــدى ..
وكل رمضان وحكومتنا بألف خيــر .
محمد المهدي ـ تاوريرت
17\05\2016

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. وجدي
    19/05/2016 at 10:40

    ماذا عساي اقول لك: الله يرد بكم ايها العلمانيون المحتارون للدين. الله يهديك اسي المهدي. واش كلام الله خزعبلتت؟ واش لي يقول للوزراء اتقوا الله متخلف وكا يفهمش؟ شنو درنا بغهامة الشلاهبيا والمفسدين مند الاسنقلال. اننا نجنى الشوك كم مقرران الفلسفة الخاوية. اتركوا الرجل يشتغل ويصلح ما افسدتم طيلة عقود. المعقول والاستقامة على الدين هو ما كان المغاربة ينتظرونه. الله يهدي او الله يشافي.

  2. الفجر البعيد
    19/05/2016 at 23:59

    السلام عليكم
    اعلم يا المهدي (ما فتئ) الشعب المغربي يطالب السيد الوزير بمحاسبة لصوص المال العام ولو فعل ذلك كنت اول من يطالبه بمحاسبة لصوص الاحلام في الاداعات والتلفزات ولصوص المقالات وخاصة اولائك الذين ذاع صيثهم في الوطن .ولكن تيقن ان الله لهم جميعا بالمرصاد. وانت كما تعلم اخي الكريم ولك اطلاع واسع في هذا الميدان ان لص المقال مثله مثل لص المال وان المقالات الممتعة اصبحت عند صاحب الزريعة . ونحن ننتظر من وزيرنا ان يحاسب الجميع . فانتظر انا معك منتظرون.

  3. Driss
    20/05/2016 at 09:12

    السلام عليكم
    انت اول الثرثارين بمقالك هذا، ولو كانت الاستقامة والإخلاص في العمل السياسي لما كان المغرب على هذا الحال. هذه حكومة حققت مالم يتم إنجازه منذ ٥٠ عام.
    كلام فارغ، واتهامات خاطئة، و نية مبيتة لتشويه الحكومة. وكما يقول المثل الفرنسي
    Les gens unitulent critique bien

  4. يحيى الوجدي
    20/05/2016 at 17:36

    عجبا لطيور الظلام .. لا تزال نتنفض كلما استفزتها الانتقادات ، عجبا لمن لا تزال له التسنطيحة والوقاحة لكي يدافع عن محارب عدو الفقراء و الموظفين .. خسئتم

  5. الغريب
    20/05/2016 at 18:06

    هدية بسيطة الى الذين حركتهم حمية النفاق والخسة ،
    ولن تزل قدم هي ثابثة ابدا بعون الله
    link to facebook.com
    ما ذا تنتظر من وزيرك ، بعد اصرام عهدته الأولى ؟؟ أم تراك تحلم في عهدة ثانية ؟؟
    و الحمد لله أن فجركم لا يزال بعيدا ..

  6. زروال
    21/05/2016 at 14:15

    اين العمل ؟؟ أين الصدق ؟؟
    أم أن سطوة المال و الجاه أعمت عيونكم ، أم أن بريق المرسديس طمس على بصائركم
    العيب ليس في رئيس الحكومة ومن معه ، ولكنه في ال\ين يهللون له رغم ما فعل بالشعب وموظفيه ، الزيادات والاقتطاعات والمعاشات والتكوينات والمحروقات و و و و والقائمة لن تنتهي ، كما أنه هو والمطبلين في جوقته لن ينتهوا عن غيهم ووقاحتهم
    إنكم بركوبكم اسلوب الحلقة و تبخيس الحقل السايسي والنقابي لن تحصدوا الا الريح ، وسيلقى بكم في مزابل التاريخ كما فعل بالذين من قبلكم

  7. الشريف
    21/05/2016 at 22:12

    السلام عليكم
    اظن ان الاخوة اصحاب الردود لا يدافعون عن رئيس الحكومة بل يطالبون بمحاسبة اللصوص بقدر ما يطالبون محاسبة الجميع وخاصة لصوص المقالات ومنهم صاحب هذاالمقال.اما انت ايها الفجر البعيد فانت عبقري فقد وصلت رسالتك الى من يهمه الامر وجدعت انف الغريب واسلوبك اسلوب راقي فحتي تنبيهك لاخطائه الاملائية في لفظ( مافتئ) كان رائعا ما اروعك يا اخي الكريم. اما انت ايها الغريب فهديتك مقبولة ولك مني هدية في المقابل حتى تعرف عمن تدافع وها هي
    link to sahafi.jo
    اما الاخ زروال فمعك حق نريد ان يحاسب الجميع ادا كنت فعلا ممن يريد الخير لهدا البلد ولكن احذر ان كنت تريد ان تقفز على الشعال والحلفا عند في السروال.اما من لقبتموهم بطيور الظلام فرسالتي اليهم هي ان يطاردوا الحشرات بلا هوادة
    والسلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *