Home»Correspondants»رسالة ساخنة من مواطن مغربي الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون‎

رسالة ساخنة من مواطن مغربي الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون‎

0
Shares
PinterestGoogle+

وجه الدكتور عزيز، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية « أكسا »، رسالة نارية إلى سعادة الأمين العام للأمم المتحدة « بان كي مون »،  دعاه من خلالها إلى البقاء على الحياد لجمع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات و »إقناعها بأن التحايل على التاريخ و الجغرافية لن يفيدها في شيء، وأن الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب أرضية صالحة للتفاوض، و هذا بشهادة الدول العظمى التي نصبتك لخدمة أجندتها دون تحريفها، وتأويلها… ».

وحذر الدكتور عزيز، الامين العام للامم المتحدة من مناورات آخر ساعة، خاصة أبريل قادم وسينشر بان كي مون، تقريره حول الصحراء المغربية، و هو الأخير قبل رحيله، رغم غياب المحطة المغربية عنه… و »سيتضمن لا محالة بعض الأكاذيب و الأراجيف التي أوحت بها الجزائر لممثلك الخاص ومبعوثك كريستوفر روس… سنقرأ تحريفا ممنهجا لواقع القضية… كما حصل مع حكم المحكمة الأوروبية البئيس والسخيف حول الاتفاقية الزراعية مع المغرب »، يقول الدكتور مصطفى عزيز.

وقال مصطفى عزيز، ان « المغاربة -طبعا – سيواجهون هذه المؤامرة بصلابة و إرادة قوية، وحجة دامغة وسيرفعون التحدي بفضل  ريادة قائدهم و حكمته ونبل قضيتهم ».

وجاء في الرسالة التي توصلنا بنسخة منها ما يلي

سعادة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون

نيويورك

سيدي الأمين العام،

بعد التحية و السلام…

أخاطبكم في هذا الكتاب وطائرتكم الإسبانية تقلع من نواكشوط في اتجاه تيندوف معقل البوليساريو… أخاطبكم، كمواطن مغربي ضمن 36 مليون مواطن، تاركا ورائي كل الصفات الدبلوماسية التي حملتها ومازلت أحملها خلال الأربعين سنة الأخيرة… منذ كنت أنت موظفا بسيطا في خارجية بلدك وممثلا دائما لبلادك في الأمم المتحدة، ووزيرا لخارجيتها…

أخاطبكم وأنا ابن قاع المجتمع المدني المغربي، الذى ضحى بالغالي و النفيس، لشرح قضية وحدته الترابية للقاصي والداني منذ أن نقلها إلى جدول اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار في بداية الستينات…

أخاطبك وأنت تصول وتجول في ربوع منطقتنا في عملية شبه استفزازية، ظاهرها دبلوماسي وباطنها ابتزازي، لأن اجندة القيادة المغربية لم تسمح بلقائك في هذه الظروف… واقترحت عليك مناسبة أخرى في شهر يوليوز المقبل…

سيادة بان كيمون…

أنت من كوريا التي يشبه وضعها إلى حد كبير وضع المغرب مع جارته الجزائر…

حدود مغلقة منذ عقود وهما الحدودان الوحيدان المغلقان في العالم نتيجة تعنت وجور وعنجهية كوريا الشمالية و الجزائر…

بلدك يا سيدي تسعى لتوحيد شطريها منذ حربها الأخيرة، إلا أن المغرب وحد بلاده لعلمك منذ 1975 بعد مسيرة شعبية خضراء وسلمية، استرجع فيها الجزء المحتل من صحرائه وطوى ملفها إلى الأبد، وترك الجزائريين  و أذنابهم « يفبركون » الكيانات المصطنعة ويطعمونها، ويسلحونها ويوجهونها لضرب استقرار الوطن الأم… هذا هو وضع جماعة البوليساريو فوق أرض جزائرية… « جماعة » رفضت حتى إحصاء محتجزيها رغم توصياتكم الكثيرة…وأطلقت على نفسها صفة « جمهورية وهمية ».

….فبالله عليك متى صادفت في قاموس منظمتك جمهورية لا أرض لها و لا كيان،  ومقامة على أرض أجنبية… إلا إذا تنازلت لها الجزائر على سيادتها على تيندوف، دون علم أحد أو باعتها لها نتيجة شح المداخيل النفطية.

المهم مرحبا بك في جمهورية الوهم، وباسم محتجزين يحاولون فك  الحصار  عليهم… وجئت أنت غير عابئ بمصيرهم لتساند جلاديهم وتطيل عذابهم ومعاناتهم…

سيد بان كيمون..

نعرف أنك تعيش آخر لحظات فترة تواجدك على رأس المنظمة، ونعرف أنك تبحث عن موطئ قدم كغيرك من الأمناء السابقين بعد تقاعدك…

ونعرف أكثر من هذا أن الشركات الكورية العاملة في الجزائر تحتاج مشورتك، وقد اكتشفت هذا خلال زيارتي الأخيرة إلى كوريا ولقائي مع شخصيات وازنة في هذا المجال…

شعب المغرب لا اهتمام له بمستقبلك المهني بعد رحيلك، و لن يحاسبك على طموحك، بل سيحاسبك قطعا على مواقفك الشاذة والمجازفة بقضية وحدته الترابية التي تشتم من ورائها رائحة المصالح المادية والشخصية…

نريد منك أن تبقى على الحياد لجمع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات و إقناعها بأن التحايل على التاريخ و الجغرافية لن يفيدها في شيء، وأن الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب أرضية صالحة للتفاوض، و هذا بشهادة الدول العظمى التي نصبتك لخدمة أجندتها دون تحريفها، وتأويلها… أبريل قادم كباقي السنوات الماضية وستنشر تقريرك حول الصحراء المغربية، و هو الأخير قبل رحيلك رغم غياب المحطة المغربية عنه… وسيتضمن لا محالة بعض الأكاذيب و الأراجيف التي أوحت بها الجزائر لممثلك الخاص ومبعوثك كريستوفر روس… سنقرأ تحريفا ممنهجا لواقع القضية… كما حصل مع حكم المحكمة الأوروبية البئيس والسخيف حول الاتفاقية الزراعية مع المغرب.

المغاربة -طبعا – سيواجهون هذه المؤامرة بصلابة و إرادة قوية، وحجة دامغة وسيرفعون التحدي بفضل  ريادة قائدهم و حكمته و نبل قضيتهم…

ننصحك يا سيد بان كيمون بأن لا تتأثر كثيرا بالخطاب  الحاقد لزميلك رمطان العمامرة وزير خارجية بوتفليقة الذي فقد البصر و البصيرة، واعلن حربا خاسرة على السيادة المغربية.

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فلا أحد من حكماء العالم يسمع للأسطوانة المشروخة للنظام الجزائري إلا من له مصلحة معينة فيها…

سيادة الأمين العام،

منذ أن حللت بالأمانة العامة للمنظمة و الوطن العربي كله يعاني من الفرقة و الحروب الأهلية و التمزق… وأنت تعرف أكثر من غيرك أن مبعوثيك ما حلوا  أبدا عقدة، بل زادوا الطين بلة… من ليبيا إلى سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق و لبنان وغيرهما…

بالله عليك … وحتى باسم بوذا إلاهك أنت… هل تريد أن تصل نيران هذه الدول المشتعلة و الفاشلة إلى منطقة شمال افريقيا … هل تريد أن تزرع لنا قنبلة موقوتة في قلب منطقة متوترة في الأساس نتيجة التعنت الجزائري و أخطار الإرهاب الدولي.

أصلح أمور منطقتك أولا يا بان كيمون و التي تعرف أبعادها و خفاياها، قبل أن تدفع دفعا للإفتاء في قضية الصحراء المغربية التي حسمها شعبها وقائدها وحولوها إلى خلية نحل للبناء  والتشييد لا للتآمر و التخريب

مبعوثوك كلهم فشلوا في مهماتهم، و نجحوا في توسيع دائرة الفتن، و بقي مبعوثك في الصحراء المغربية السيد روس الذي كشف قناعه بنفسه، يبحث عن أساليب جديدة لاستفزاز المغرب و ابتزازه تحت ذرائع واهية… وهو الآن بصدد كتابة آخر فصل في مسرحية هزلية عبثية سيتنكر لها حتى العبثي الكبير فرانز كافكا و في قبره…

سيادة الأمين العام..

لقد سبق لي أن راسلت في نفس الموضوع و بنفس اللغة المباشرة كريستوفر روس و الرئيس أوباما…  وراسلتهم أيضا بصفتي مواطنا غيورا على وطنه و سيادته، و ليس دبلوماسيا تعامل معهم في كواليس السياسية الدولية…

أنا مواطن عادي من قاع المجتمع المدني المغربي الذي ينطلق من إحساسه بعدالة قضيته وظلم القربى  ومؤامرة الكائدين…

صدقني أن لا مصلحة لك ولا للمنظمة التي تقودها في آخر مراحل قيادتك في السقوط في الفخ الذي نصبه نظام الجزائر البعيد عن كل مبادئ الديمقراطية و حقوق الانسان للمجتمع الدولي…

شعب المغرب و مجتمعه  المدني النشيط مستعدان للترحيب بك و وضعك في الصورة الحقيقية لهذا المشكل المزمن و المستهلك و المفبرك…ستكتشف أن أكثر من ثلثي من يسمونهم « بالشعب الصحراوي » يعيشون في أمن  وأمان واستقرار في ربوع الصحراء المسترجعة أو في أقاليم وطنهم الأم الأخرى، و أن البقية الباقية من المحتجزين و المغرر بهم، خلال الحرب الباردة يعيشون مأساة رهائن قيادات انتهازية مجرمة، تشبه القيادات الإجرامية التي تتحكم في مصير شعب كوريا الشمالية التي تسعى أنت وبقية الشعب الكوري لفضحها أمام الرأي العام الدولي…

ستكتشف يا بان كيمون في تيندوف الجزائرية أوجه الشبه بين قضيتنا وقضيتك أنت الكوري الغيور على سيادة و وحدة ترابه…

ولك مني فائق التحيات  والسلام على من اتبع الهدى …

   المواطن المغربي: مصطفى عزيز

     تارودانت في 03 مارس 2016

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *