Home»Correspondants»سعيد الكحل والعداء الصريح لكل ما هو إسلامي

سعيد الكحل والعداء الصريح لكل ما هو إسلامي

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي

لقد تتبعت كتابات الأستاذ سعيد الكحل منذ أن كان يكتب بجريدة أنوال في التسعينات من القرن الماضي، وهو من حينها وهو لايزال يكتب بنفس المنهج وبنفس الأفكار ولنفس الغايات.

ليس عيبا أن ينتقد كاتب ما الحركات الإسلامية، أو ما يحلو للبعض تسميتهم بحركات الإسلام السياسي، لأن هذه الحركات، مهما كان تصورها فهي قد اجتهدت في فهم الإسلام، فصنعت لها تصورا وفق هذا الفهم، وبالتالي فسلوكاتها وأعمالها من الممكن أن تجانب الصواب، ودليل هذا أن حتى أبناء هذه الحركات يشحذون أقلامهم ويتوجهون بالنقد لحركاتهم حين لا توفق في موقف أو عمل أو سلوك. لأن النقد مظهر صحي لدوي العقول والألباب وهو مؤشر على أن الكل يؤخذ ويرد في قوله إلا الحبيب عليه الصلاة والسلام.

وبالتالي، فنقد هذه الحركات وغيرها، يكون عاديا، حينما يتم بموضوعية وعقلانية وبغية التصويب وإظهار العيوب حتى يتفاداها صاحبها ونحافظ عليه كمكون من المكونات المجتمعية التي تسهم من موقعها في تنمية وازدهار البلاد أو في بناء مجتمع تشاركي يبني له ثقافة بناءة تعزز القيم التي يؤمن بها المغاربة، دون أن تخرج هذه الثقافة عن ثوابت البلاد من عقيدة أشعرية وتصوف جنيدي ومذهب مالكي وإمارة المومينن.

ولكن لا أحد يقبل هذا النقد عندما يتحول إلى فوبيا مجتمعية، ومرض مبعثه الحقد على الآخر والدعوة إلى استئصاله من المجتمع وكأنه سرطان خبيث، فهذا النقد، والذي يتزعمه في بلادنا الأستاذ سعيد الكحل، والذي دائما يعزف على نفس نغمات الإرهاب والتطرف والتعصب والخوف على الدولة المدنية من كل ما هو إسلامي، ويذهب إلى أن العلماني أكثر تدينا وتقوى واعتدالا وتنويرا من كل الإسلاميين، وكأن الإسلام يدعو إلى الدولة الدينية، وأن الذين يعتمدونه مرجعية لهم إنما هم ينوبون عن الله وهم ظله في الأرض وهم جلادون همهم الوحيد هو قطع الأعناق، فهذا غير موجود سوى عند الكهنوت في دولة الاكليروس.

إن هذا الطرح الذي لازال الأستاذ لكحل ينهجه يدل على جهله التام بالإسلام والحركات الإسلامية المغربية معا، وهذا الجهل دفعه لوضع جميع الحركات التي تنهل من الإسلام في سلة واحدة،

ومن يقرأ آخر مقال نشره بجريدة هسبريس تحت عنوان:  » التنظيمات الدينية أخطر تهديد للهوية المغربية » في يوم 30 يناير 2016 سيناله الفزع والرعب ولن يستطيع الخروج إلى الشارع أو الذهاب إلى التسوق أو إلى العمل، فالمجتمع المغربي كما يصوره الأستاذ لكحل مجتمع تستحوذ عليه القاعدة والطالبان والسلفية الجهادية والدواعش، وتمظهرات هذا الفكر الإرهابي في كل مدينة وقرية، في المحلبات حيث ممنوع جلوس المتبرجات، والطاكسيات حيث لا يسمح بنقل إلا المحجبات، والمستشفيات حيث الطبيب لا يقدم الإسعافات للمريضة إذا كانت مخمورة، والثانويات والإعداديات حيث الأستاذ يطرد التلميذات إذا لم يرتدين الحجاب…

وأن الغلو والتطرف يذب تدريجيا في تنايا المجتمع المغربي ويفعل فعله في كل الأوساط، شعبية، ومثقفة، شبابية ونسائية، تلاميذية وطلابية وحتى في صفوف الأطفال.

فأنا أقول للأستاذ لكحل: إن كان هناك من تطرف وغلو فأنت أكبر الداعين إليه من خلال كتاباتك المتطرفة، والتطرف لا يأتي إلا كرد فعل ضد تطرف آخر، فلو تعاملت مع المغاربة واحترمت دينهم ومعتقداتهم التي تمتاز بالاعتدال والوسطية لأن عقيدتهم هي العقيدة الأشعرية عقيدة الاعتدال، لاطمأن قلبك ولرأيت أن جل المغاربة مسالمون ومعتدلون ومواطنون يحبون وطنهم وهم على استعداد أن يموتوا من أجله لأن حبه من الإيمان. فنظرتك السوداوية وصناعتك لفكر الكراهية لا يمكن إلا أن ينتج الكراهية والتطرف، ولذا فأنت أكبر إرهابي يعمل دائما على إغراق الوطن في الفتنة والحروب الداخلية.

وأحيانا يحار العقل في كيفية تفكيرك ولا في هدفك من كل هذا السيل العرم من نشر الإرهاب والكراهية وتخويف المغرب من المغاربة. فأحيانا أشك في أنك مغربي لأن فكرك فكر انفصالي خطير يعمل على تمزيق البلاد إلى شظايا وملل ونحل وطوائف. فالفكر المتطرف إذا ما وجد بيننا في بلادنا فكلنا نحاربه

والمغاربة يعرفون كيف يحاربونه ويتصدون له، وما تفكيك الخلايا الداعشية في بلادنا في الشهور الماضية إلا دليلا على نبذ الإرهاب والتطرف من طرف جميع المغاربة، لأن المغاربة أغير الشعوب على بلادهم ومقدساتهم، وقد أنعم الله علينا بمخابرات قوية لعبت وتعلب دورها كاملا وزيادة، ومن يسمع كلامك يظن أننا نعيش في بلد معزول لا مؤسسات فيه ولا قضاء ولا محاكم ولا أمن ولا مخابرات ولا قيم ولا شرف ولا ثقافة.

فإذا قام متطرف في الفكر يملك محلبة بعدم السماح لمتبرجة بأن تجلس على كرسي في محلبته، فهذا السلوك سلوك شاذ لا يمكن أن نقيس عليه، وكل المغاربة يرفضونه، وهذا الفاعل كان عليك محاججته هو بعينه دينيا لأن الدين الإسلامي لا يكره أحدا على أن يلبس حجابا أو يطلق لحى. فالإيمان بالله نفسه لا سلطان لأحد عليه فالله تعالى يقول: (لا إكراه في الدين) (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين) فكيف يكون الإكراه في الحجاب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يسرا ولا تعسرا بشرا ولا تنفرا  » والأدلة التي تدين هذا الشخص إسلاميا كثيرة.

وأما سائق الطاكسي الذي لا ينقل غير المحجبات فهذا وقع في مخالفة للقانون ومن المفروض أن يقدم للقضاء ليقول كلمته فيه لأن المغاربة سواسية أمام القانون، وقد منحت له رخصة السياقة لينقل البشر بما فيهم الأجانب مهما كانت عقائدهم ما بالك إذا كانت الزبونة شابة مغربية مسلمة ومؤمنة ولا يشك أحد في إيمانها وإسلامها. وأما عن كونها محجبة أو غير محجبة، فهذا أمر لا دخل للبشر فيه، لأنه أمر بينها وبين ربها. وقد أمرنا ألا ننظر إلى الناس كأننا أرباب. كما أنه من المفروض أن يكون هذا السائق داعية للخير لا قاضيا يحكم على الناس ويوزع صكوك الغفران.

إن نفس الأمر يقال بالنسبة للأستاذ والطبيب، فهذه الأعمال يعالجها القانون وللقضاء كلمة في الأمر والطبيب يحاسب قضائيا على إزهاق روح من الأرواح لتقصيره في معالجتها. أما كونها مخمورة فهو أمر لا دخل للناس فيه لأنه أمر بين الشابة وربها إن شاء حاسبها وإن شاء غفر لها وهو الغفور الرحيم.

وخلاصة الأمر أن القارئ لمقالات الأستاذ سعيد لكحل يظن أن الرجل مهووس بمحاربة الفكر المتطرف وأنه يعمل على تنقية البلاد من الإرهاب والتعصب والشواذ في الفكر والمعتقد. ولكنه لا يلبث أن يقف على حقيقة هذا الكاتب والتي هي دعوته إلى الإرهاب والتطرف والعصبية والكراهية. وهو أشبه بتلك الأم التي منحت ابنها الصغير جرة من الطين ليملأها من العين، ولكنها ظلت ترغد وتزبد وتهدد وتحذر من الكسر ولطم الجرة بالأرض، وغضبت غضبا شديدا واستمرت تتعامل مع الولد وكأنه كسر الجرة فعلا. ومن غريب الأمور أن هذا الولد بكثرة ما شعر بالتهديد والارتباك والخوف والقلق لم يتماسك فكسر الجرة.

ولذا أقول للأستاذ سعيد، لا تتعامل مع المغاربة أو تتحدث عنهم وأنت تعتقد بأنهم مجرمون إرهابيون دواعش وطالبان، فمن ضبط بدليل على أنه إرهابي فلنا في مغربنا أجهزة خاصة تريحنا منه وتحمي أولادنا وبلادنا من مكره وإرهابه، وهذا ما تقوم به الأجهزة لأنه عملها وهي تتقنه، بل أجهزتنا صارت تحمي بلادنا وبلاد غيرنا لأنها خبيرة ومتمرسة. فاطمئن، وقم بدورك الإعلامي المطلوب الذي يزكي الخير الموجود في المغاربة فهم شعب حر أبي مسلم حبه لوطنه متجذر عبر قرون، ويستحق منا ألا ننظر فقط للنصف الفارغ من الكأس فإن ما هو مملوء منه أضعاف مضاعفة مما هو فارغ. والاستمرار في ذكر السوء والتأكيد عليه بحق وبغير حق عن الناس يجعلهم يؤمنون بأنهم كذلك وحينها سيخسر الجميع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Anonyme
    02/02/2016 at 00:44

    انا اقرا للسيد الكحل واعتبر كتاباته صائبة الى اقصى الحدود هو يعادي الفكر الوهابي المتزمت الدي اغرق العالم العربي في بحر من الدماء مثله مثل الانظمة العسكرية الشمولية هل اصبح كل من يعادي المتاسلمين الدين يستعملون الدين كاصل تجاري كاره للاسلام كفانا تهم جاهزة من حق السيد الكحل ان يعبر عن اراءه
    Source : link to oujdacity.net

  2. أحمد الجبلي
    03/02/2016 at 11:14

    لم نتحامل على السيد لكحل وإنما ذكرنا ما ذكر وقال وللقارئ واسع النظر وإذا كان هو يعبر عن آرائه فنحن كذلك من حقنا أن نعبر عن آرائنا، وإذا كان الأستاذ لكحل يتصدى للفكر الوهابي فللأسف لم يوضح ذلك وإنما يتحدثبصيغة التعميم وأما عن الفكر الوهابي فكلنا نتصدى له ولازلنا لكونه فكرا بعيدا كل البعد عن الإسلام الحقيقي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزم به صحابه الكرام وفق قوله عليه السلام  » ما أنا عليه وأصحابي »

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.