Home»Correspondants»الحاجة إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

الحاجة إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

0
Shares
PinterestGoogle+

في الكتب التربوية المصرية و المشرقية العربية  بصفة عامة،نجد بحثا أو فصلا دراسيا متكاملا عن مواصفات المربي(رجل التعليم) بحيث توضع مجموعة من الصفات الجسمية و الخلقية و الاجتماعية و العقلية و النفسية  و المعرفية…دون نسيان الهندام  من لباس واهتمام بالشعر و النظافة و الحلاقة ،إضافة إلى خلو المربي (رجل التعليم) من العاهات الجسمية  و الإعاقات البصرية أو السمعية أو في الكلام و النطق ،و تمتعه بصحة جيدة  …

و كان بعض المدرسين من أوكلت لهم تدريس مادة علوم التربية في نسختها الأخيرة بعد أن كانت في الماضي عبارة عن دروس في التربية العامة و علم النفس كمادتين منفصلتين،لتصير في نهاية الأمر بحثا واحدا تحت اسم واحد هو علوم التربية .مع التركيز أننا كنا نساير و نقلد تقليدا أعمى ما يدور في المدرسة الفرنسية،بحيث أي تغيير يحدثونه إلا ويكون له صدى عندنا بما فيه من تحديد للعلوم التي تدخل في منظومة علوم التربية (وهي سلسلة من العلوم المترابطة في ما بينها من علم النفس النمو ،إلى علم النفس الاجتماعي إلى علم الاجتماع إلى فلسفة التربية إلى الديداكتيك…

 وأهل التعليم يعرفون جيدا هذه العلوم و هذه المفاهيم المستعملة،و يعرفون أيضا أن الغرض من هذه العلوم هو  فهم الظاهرة التعليمية في كل أبعادها النفسية و المعرفية و الاجتماعية…وهي علوم توعية بالمتعلم و التعليم  و التعلم و الوسط المدرسي و العلاقات التعليمية:

(مدرس-تلميذ أو مدرس- تلاميذ أو تلاميذ داخل مجموعات صغيرة)و المحتويات و الطرق التعليمية و طرق التعامل  …

فعلا أصبح المدرس المكون له رصيد معرفي تربوي مرجعيته المدرسة الفرنسية.فنعرف أن المغرب ليس له قرار مسؤول  و مستقل في غياب الدولة الاستعمارية.صحيح أن المستعمر خرج من الباب بعساكره و لكنه دخل من النافذة  باقتصاده و ثقافته و صناعته  إلى دواليب الدولة المغربية.

 دخل بعض المدرسين المغاربة  ميدان التأليف  و الترجمة للكتب و المصادر و المراجع الغربية و خاصة الفرنسية في الميدان ،عوض التواكل على الإصدارات المشرقية التي كان تختفي فيها المادة المعرفية و عمق التفكير …

كان بعض المدرسين المكونين مهووسين بطرح إشكالية  »هل المدرس مطبوع أم مصنوع؟ »

 هل الموهبة كافية لخلق مدرس كامل؟أم هل التكوين المهني لوحده من الضرورة الملحة  التي تصنع مدرسا؟ أم لابد من وجود مدرس له رغبة وحب للمهنة(موهبة)،و محتاج إلى تكوين في الميدان المهني؟

 و طبعا لهذا الأمر علاقة بموضوع الوراثة و البيئة و دور كل عنصر في تشكيل الشخصية الإنسانية.

لهذا نجد بعض الناس ينجحون في مهام يفشل فيها غيرهم،و العكس صحيح أيضا.قد نقول مثلا أن فلانا له هيئة أن يكون طبيبا أو مدرسا أو رجل أمن أو رجل دولة  أو مديرا أو ممرضا  أو تاجرا أو صرافا أو مصلح أعطاب السيارات الخ…لكن ما ينقصه سوى التكوين العلمي و المهني لمزاولة المهنة…

لكن ما يأسف له كل مغربي أن بعض الناس لا يصلحون لبعض الوظائف،و بعض الوظائف لا تصلح لبعض الناس أيضا.و أضرب مثلا عن وزير الشؤون الخارجية و التعاون عندما صرح أثناء اجتماعه مع المسؤولة السويدية قائلا (تهزات و اتفعفعات… وهي لغة عامية دارجة) و هي أساليب لغوية سوقية ،يمكن أن تتداول في المقاهي بين الأصدقاء العاديين أو في أي مكان عام آخر كالسوق و الحمام الخ لا يمكن أن تكون من مصطلحات و قاموس  من يمثل دولة ،و يكون واجهتها الخارجية علما أن العلاقات الدولية ليست علاقة تلميذ مغربي بأستاذ مغربي تسودها الضغوط و الأوامر و النواهي و السلطة و الصرامة و الكلام السوقي وان كان ممنوعا الخ …فنحن في حاجة إلى وزراء لهم وزن شخصي و ثقافة و علم و تكوين و اختصاص أو على الأقل إحاطة المسؤول بخبراء في الميدان يحددون لسيادته ما هي حدود مواقفه و تصريحاته و الكلمات التي يختارها في التعبير و عددها ونوعها و المواضيع التي يتناولها أو يتجاهلها الخ…حتى لا يكون كلام الوزير ككلام الغفير،كل واحد منهم يأخذ لغته من السوق و العامة.

و مما لا شك  أن أي خطاب سياسي أو دبلوماسي أو غيره صادر من مسؤول في أي بلد إلا و يكون موضوع تحليل و مناقشة  و فك شفراته و دلالاته اللغوية من طرف المختصين و الدارسين و العقول العليا ذات التفوق في الخبرة و المعرفة و الذكاء و النباهة…

و عليه لا نريد للسيد الوزير هذه اللغة المنحطة التي استعملها سيادته و التي ستحسب عليه و على المغرب في العلاقات الدولية مع دول غربية لها باع طويل في الدبلوماسية و المفاوضات و التصريحات المحسوبة.بل  يمكن أن تكون لها سلبيات كثيرة على الموقف المغربي من قضيته الوطنية المصيرية.

فلا نعجب أنها جلبت لسيادته التعليقات و الملاحظات من كثير من المنابر الإعلامية المحلية و الخارجية كلها تتمحور في الألفاظ السوقية التي استعملها الوزير في تصريحه بتلفزة البحر الأبيض المتوسط المغربية….

انتاج:صايم نورلدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. M.B
    08/11/2015 at 15:10

    هنا تطرق الكاتب إلى موضوعين في ٱن واحد ، الأول له صلة بالتربية والتكوين وما يتعلق برجل التعليم من صفات تميزه وكذا الصفات التي تميز المهنيين حتى لا يكون هناك خلط بين الفيئات. فهل الصفات كانت معيارا أساسيا للنجاح في مهمة ما لهذا أو ذاك ؟ أما الثاني فهو دبلوماسي وسياسي بعيد كل البعد عما هو تربوي ، ما عدى أن تكون لهجة الوزير نتيجة تعلمه من مدرس منعدم من الصفات الملزم بها .أعتقد أنه كان من المفروض للموضوع الثاني مدخل ٱخر غير هذا حتى يتبين للقراء كيفية وصول الوزراء  » المدرجين » أو  » المستدرجين » إلى المناصب ومدى تأثير اللهجة العامية في مجتمعناوعلى تعلم أبنائنا. للإشارة كان نور الدين عيوش إقتراحه على طاولة المجلس الأعلى للتعليم والذي إنتقذناه بشدة عبر وسائل التواصل الحديثة . شكرا للاستاذ على وطنيته ومواصلة نضاله وانتقاداته الجريئة. م.ب

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *