أعـــداء  الوطـــن

بقلم : ذ. عبد الفتاح عزاوي

في ظل واقع مغربي مليئ بالمتناقضات على مختلف المستويات والأصعدة ،لابد لنا أن نقف كي نتطلع إلى المستقبل  ونتسائل أي مغرب نريد  ؟ هل مغرب المؤسسات والجهوية المنتجة ، مهما طال التفعيل الحقيقي لهذا الورش ؟ أم مغرب الإستثناء الواقع بين براثن  أعداء الوطن الذين  لازالوا يعيشون  بيننا ويتغلغلون في اقتصادنا وخدماتنا وصحتنا وتعليمنا .

أعــــــداء الوطن الحقيقيين ثلاثة : الفساد والفقروالجهل ،فــــــــالفساد أفقد الاقتصاد هويته ،ما زاد من استفحال وتراكم مشاكل اجتماعية عويصة كالبطالة وتفريخ المزيد من جيوش المعطلين . ويرجع العديد من الخبراء أصل هذا الداء إلى فساد جزء كبير من لوبيات السياسة بالبلاد الذين حولوا العمل السياسي النبيل إلى صناعة مزدهرة لحماية مصالحهم الشخصية    .

والفقرأصبح فقرا بنيويا يعود بالأساس إلى التنامي المطرد لثروات فئة قليلة من مصاصي الدماء على حساب فئات عريضة من الكادحين والبؤساء .فحسب تقارير المنظمات الحقوقية الوطنية فإنه طالُ حوالي 15 بالمائة من السكان، فيمَا لا يأمنُ 25% من المغاربة أنفسهم من الوقوع تحت خطه  .

أمـــــــــــا بالنسبة للجهل فيمكن تقسيمه – حسب مفهوم المفكر محمد أركون – إلى نوعين :  »جهل مؤسس »مرتبط بالنظام التربوي العقيم في المدارس والجامعات العربية ،الذي ساهمت مناهجه وبرامجه في تغييب العقل وإنتاج منظومة قيم هدامة كالتطرف والتعصب والانحراف. و »جهل مقدس » تتجلى مظاهره في مانشهده من انتشار واسع لذهنيات التحريم التي تقف على ظاهر الأشياء ولا تتعمق في باطن الأمور.

خلاصة القول ، يحتاج مجتمعنا إلى الكثير من التغيير بغية نسف نُظُم التفكير المتشكِّلة عبر عقودٍ طويلةٍ والمعيقة للحداثة لصالح أنظمة تفكيرٍ متصالحةٍ مع الواقع. ودون نسف هذه النظم سيبقى هذا الثلاثي (الفساد ،الفقر والجهل ) معششا في وطننا، وستظل دار لقمان على حالها إلى  أن يرث الله الأرض ومن عليها .