Home»Correspondants»اوهام الساسة

اوهام الساسة

0
Shares
PinterestGoogle+

تطرق الاخ محمد مهدي في مقال شيق عنونه بباعة الاوهام والاحلام,وركز في مقاله على الساسة الذين تكثر اوهامهم واحلامهم ابان الانتخابات,وقد صدق في قوله,وتأكيدا لقول الاخ المهدي,,فان هؤلاء الباعة المتفننين في ابتكار الاوهام والاحلام,وجدوا الارضية مناسبة لعرض سلعتهم الوهمية,اهمها انتشار الامية بنسبة عالية في صفوف الناخبين,واعتماد الباعة على سماسرة متمرسين في شرح الاوهام والاحلام,اضف الى ذلك التركيز على القبلية والعصبية والقرابة,وقد يؤدي هذا الاسلوب الى تفضيل منتخب,لا يفقه شيئا في علم السياسة,على شخص له من المعرفة الثقافية والسياسية ما يمكنه من خدمة الدائرة بما يعود عليها بالتفع والايجاب.

وقد يلتجئ هؤلاء الى التهديد والوعيد,خاصة اذا كان الناخبون يرتبطون بهم بعمل او شغل او مصلحة معينة.وفي كثير من الاحيان يكون الناخب مرغما على التصويت حفاظا على مصلحته الشخصية,ولو على حساب الدائرة ككل.

ومن مفسدات الانتخابات,وسرطانها الخبيث,هو توزيع الاموال,والاتاوات والمكارم,على بائعي الذمم,او من يراهم بائعوا الاحلام فقراء في امس الحاجة الى دريهمات,وهي في حد ذاتها اوهام واحلام قد تدوم ليلة او اكثر بقليل,ليجدوا انفسهم في وضعيتهم ومركزهم الاول,ولم تبدل تلك الاحلام والاوهام الزائلة شيئا من حياتهم ونسق عيشهم.

وعودة الى الامية المتفشية,فقد يحسب ويخال الناخبون اوهام واحلام الباعة,خيرا جزيلا,ومستقبلا زاهرا,لكنها في حقيقة الامر وبال عليهم وعلى دائرتهم,وساعطي للقارئ الكريم مثالا حيا في هذا الشأن,فقد حدث في احدى الدوائر الانتخابية ان باعة الاوهام والاحلام,جاؤوا بمستثمر يبتاع بقايا المعادن من شباب الدائرة,ويشترط غسل هذه البقايا بالماء,وقد هيأ لهذا الغرض كل ما يسهل مأمورية الغسل والبيع,فاشترى ارضا لجمع نفايات المعادن بعد غسلها,واستحوذ بمباركة بائعي الاوهام على جب كان تابعا لاحدى شركات المعادن ليستغله العمال في الغسل,بعد ان كان مصدرا في السابق لمجموعة من السكان في سقي ارضيهم,وموردا لماشيتهم.

انها قمة السذاجة,بالنسبة للطرف المشتري,وقمة الانانية,وتفضيل الشخصية على حساب العباد والبلاد,بالنسبة للطرف البائع للاوهام,وقد يستثنى المستثمر من اللعبة مادامت العملية في اطار عمله وتدبير رزقه.

وقد بلغ بيع الاوهام والاحلام وقاحته,حين يتهافت الناخبون,على تزكية من يفوقهم امية,لتدبير امورهم لما يفوق الثلاثة عقود,ولم يستسيغوا قول المربي الاعظم,لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين,لكنهم لدغوا مرات ومرات,والعهدة عليهم,لانهم تملوا كثيرا بالاوهام والاحلام,ولن يفارقوا احلامهم الذيذة,واوهامهم الشيقة,الى يوم القيامة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. الشريف
    06/10/2015 at 00:42

    هناك باعة وهم المقالات انظر مقال للاخت رملة عبد الحميد بعنوان من يبيع الوهم ؟ومن يشتريه؟ في مجلة الوسط البحرينية لسنة 2013 وسترى ان مقال السيد مهدي محمد مسروق وشكرا

  2. متسائل
    07/10/2015 at 21:38

    هناك مصدقون لوهم دخول غمار الانتخابات والفوز فيها الوهم يبقى وهم اليس كذلك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *