Home»Correspondants»هل يريد المخزن بيع المدارس العمومية للخواص

هل يريد المخزن بيع المدارس العمومية للخواص

1
Shares
PinterestGoogle+

دفعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية المغاربة لتغيير عاداتهم الإنجابية، وتحقيق الانتقال الديموغرافي مما أدى إلى انخفاض نسبة المواليد ، هذا التحول على مستوى هرم الاعمار، والتوسع الحضري الذي عرفته المدن المغربية وتوسعها، عوامل أدت إلى فراغ العديد من المدارس الابتدائية من التلاميذ، فتم غلقها من طرف السلطات التربوية، إلا أن سماسرة العقار تنبهوا للهمزة واستغلوا لهث المخزن عن مصادر التمويل، فأوحوا له بتفويت هذه العقارات للوبي العقار الخليجي آنذاك خاصة بمدينة بالدار البيضاء، حيث تحتل هذه المؤسسات مواقع استراتيجية وثمن المتر مربع يتجاوز المليون درهم أو أكثر،و لازال الرأي العام الوطني يتذكر الظروف التاريخية التي أدت إلى تأسيس الجبهة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية، والمتمثلة في تحريك الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة الدار البيضاء الكبرى،وبتواطؤ مكشوف مع لوبي العقار، لمسطرة بيع تسع (09 )مؤسسات تعليمية عمومية بنيابتي الدار البيضاء أنفا و الفداء- مرس السلطان، هذا المخطط الجهنمي الذي تم إقباره بفضل الضغط النضالي المشكور التي تزعمته مجموعة من الفعاليات الجمعية والنقابية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني ،ومن ضمنهم الكونفدرالية الإقليمية لجمعيات آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات نيابة وجدة …وتعود الحكومة مرة أخرى بنفس المشروع المقبور تحت ما عرف  بالتدابير الاولية الثلاثة والعشرين (23) تحت مسمى اعتماد « مبدأ المدارس الشريكة « حيث ستسلم الحكومة حولي 246 مدرسة عمومية، توجد بأرقى الاحياء في المدن المغربية، لمستثمرين خواص مقابل دفتر تحملات لا نعلم عن شيء ، سوى الالتزام بتسقيف واجبات التسجيل والدراسة، بينما رفضت الحكومة مطلب وزارة التربية الوطنية المتمثل في خلق14 الف منصب مالي واكتفت ب 7 الاف فقط  ،مما اضطرت معه الوزارة الى تنزيل مذكرة تدبير الفائض والخصاص و التي تشتغل عليها اليوم الادارات التربوية لمراجعة جداول الحصص بعد ان سلمت جداول مؤقتة لنكون هذه السنة امام دخول مدرسي مؤقت، وما ينتج عنه من اضطرابات مست رجال ونساء التعليم وأسرهم…خاطئ من يعتقد أننا نائمون، فالمرابطون لا ينامون، وحتى إذا ناموا فينامون بعين واحدة، ومنهم من ينام وعيونه مفتوحة، لأنه كلما سهونا أو غفونا إلا وأخذوا منا شيئا، فالبارحة أخذوا منا ثمار 20 فبراير، ووصلوا إلى السلطة بعد أن تحالفوا مع المخزن، واليوم ها هم  يمسون بمكتسبات الطبقة العاملة بتحريكهم للسن القانوني للعمل أو ما يعرف بسن التقاعد، وهو مكتسب تاريخي حققته الطبقة العاملة بعد ناضل مرير، والتفتوا إلى صندوق المقاصة وقصوا أجنحته ، وقطعوا مسافة طويلة على طريق إعدام الحق في الاضراب ، وحاربوا الفساد ب »عفا الله عن ما سلف  » وخوفونا ب »العفاريت والتماسيح  » وتحالفوا معهم ،ولم يتركوا للناس دينا ولا دنيا ، فأخذوا الدنيا وفتنوا الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، واستطاعوا تمرير قضايا لم تجرؤ أيا من الحكومات السابقة  الاقتراب منها…إنهم يشنون حربا على الطبقة الوسطى ومحاولة إضعافها باعتبارها المحرك الأساس للمجتمعات، ومحاولة دغدغة عواطف الطبقات المقهورة عن طريق رميها ببعض  الفتات من خيرات البلاد وتأليبها ضد الطبقات الأخرى، في وقت استقال المناضلون  والثوار وهرموا، ووقفوا على الأرصفة يتفرجون على مكتسبات شعبنا وهي تنهب باسم الوطنية والمصلحة العامة …اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك .. اللهم إنا نبرأ من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك يا رب، فعاملنا بالإحسان، إذ الفضل منك وإليك، يا أرحم الراحمين.
محمد حومين ـ باريس

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. lazaret oujda maroc
    18/09/2015 at 07:34

    وأتا أقول لك شكرا جزيلا على هاذ المقال الشيق وأتمنى لك الصحة والعافية ومقاما سعيدا في مدينة الأنوار.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *