Home»Correspondants»من أجل المناصب و الكراسي و الحقائب

من أجل المناصب و الكراسي و الحقائب

0
Shares
PinterestGoogle+

 

الأحزاب في وطني كالكائنات الحية تولد و تنمو و تتطور و تشيب ة تشيخ،ومنها من تموت موتا سريريا، و يعاد لبعضها الحياة كل انتخابات ،كما يحيا البطل (دراكولا) في أفلام الرعب، كل ليلة  ليمتص الدماء من أجل أن يحيا من جديد…

و الأحزاب في وطني هي وليدة فصيلة عرقية من المغاربة ،كحزب الاستقلال ،انه ماركة مسجلة من أهل فاس  الحقيقيين،أصحاب اللكنة اللغوية الخاصة(في حرف الراء خاصة و دائما،و بعض الأحيان حتى القاف).و هم يحافظون على هذا الموروث الثقافي اللغوي حتى لو سكنوا شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا من أرض الوطن…و أتذكر أن هؤلاء كان منهم العمداء في الجامعات (لكونهم تعلموا في الفترة الاستعمارية ).و من هذه الجامعات:جامعة محمد الخامس،و في كلية الطب التابعة لها.و التي لم يكن يسمح بالدخول إليها ، في عهد احد العمداء الفاسيين الحقيقيين- و ليس من  سكان فاس- من أصحاب العيون الزرق و البشرة البيضاء الناصعة…إلا من كان اسمه دالا انه من الأهل الكرام الفاسيين الحقيقيين و ليس المزورين،أما غير ذلك فلا يسمح لهم بالولوج إلى عالم الطب و الطب المتخصص…كأننا في عهد الدولة العباسية، أيام هارون الرشيد و عائلة البرامكة من أهل فارس و الذين اخذوا كل مناصب الدولة  من الكتابة الخاصة إلى الوزارات،حتى أن المأمون صاحب النهضة و المكتبة و الترجمة كانت أمه فارسية،أما الأمين فكانت أمه عربية و قتل في احد المعارك ضد أخيه المأمون و من اجل السلطان و الجاه و الحكم(هكذا يكتب التاريخ)…

 و أتذكر أن المحيط الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني و قبله، كان جله من العائلة الفاسية،وقلة من الأشخاص الوزراء من مدن أخرى (راجع كتاب :الوزراء في النظام السياسي المغربي-1955-1992-أمينة المسعودي-مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء-2001)…

و هناك في وطني، أحزاب اعتمدت النهج الاشتراكي في برامجها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية،و احتلت شعبا في الجامعة كانت حكرا عليها في وقت من الأوقات ،كشعبة الاقتصاد و الفلسفة و شيء من شعبة التاريخ…و أحزاب اشتراكية أخرى ذات توجه شيوعي تخلت عن شيوعيتها إلى الأبد لتتسلق الكراسي و المناصب  و الحقائب في أية حكومة، حتى لو كانت يمينية سياسية، أو يمينية دينية نصف أعضائها من أنصاف الملتحين(الملتحون الحقيقيون هم من الدواعش(الدولة الإسلامية في العراق و الشام) أصحاب الفكر المنغلق المتطرف،الذين يفجرون أنفسهم قربانا لحور العين…لقد صادفت يوما(في احد القنوات الفضائية اللبنانية) احد الدواعش و هو في مرحلة الاحتضار يودع الدنيا، اثر إصابته   بجروح بليغة،و داعشي آخر بجانبه يسأله   » هل ترى الآن حور العين؟)…

و أحزاب مغربية، ربطت تواجدها بالبادية و القرية المغربية، خاصة بادية الأطلس.و سكان البوادي و القرى الفقراء البسطاء،لهم خوف غريزي وراثي من رجال الدرك خاصة في مرحلة تاريخية سابقة،حتى أن الحاملة من النساء قد يسقط حملها من شدة الخوف و الفزع من هؤلاء إذا نزلوا بباب منزلها – هكذا كانت تحكي  إحدى جاراتنا السابقات عندما تركن القرية هجرة إلى المدينة.قرى لم يعد فيها شيء يشد الساكنة إليها بعد سنين من الجفاف و المجاعة لهم و لأغنامهم…

و أحزاب إدارية،صنعها المخزن(في عرف و تسمية المغاربة) متكونة من أصحاب المال و الثراء و الثروة و النفوذ.وهي طبقة ليست بورجوازية بالمعنى التاريخي و الاقتصادي.فالبورجوازية الحقيقية هي التي أخذت على عاتقها النضال من اجل التطور و التغيير  وهي قائدة التصنيع الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان في مجتمعها الغربي…

الأحزاب المغربية بكل اتجاهاتها دخلت السباق الانتخابي من اجل الوصول إلى الكراسي و المناصب والحقائب،و بعد ذلك الغنائم .

 فلنتصور أنه : لو لم تكن الغنائم و الحقائب  و الامتيازات  هي الهدف فهل ستكون الحملة الانتخابية مسعورة (من داء السعار)  و حامية الوطيس؟؟و هل يسعى المرشحون و رؤساء الأحزاب، إلى ركوب المخاطر و العناء لعقد لقاءات ماراطونية في جميع المدن و القرى المتوسطة من اجل خدمة المواطن فقط؟؟و هل نسينا الدعاء في كل صلاة /اللهم ارحمني…. و ارحم أولادي(إن كان هناك أولادا طبعا) و والداي…وأولاد المسلمين.و ارحم جميع المؤمنين؟؟

 كل الأحزاب الآن تدعي النزاهة و الاستقامة و تلعن الفساد و المفسدين،و المرتشين و ناهبي المال العام…و لكن لنفكر جميعا يا أهل البصر و البصيرة:هل هناك من مغفل  أو مرتشي أو ناهب للمال العام يمارس ذلك علنا  نهارا جهارا و في وضوح الشمس؟هل من الغباوة أن يقول للناس  » يا بني قومي و وطني أنا سرقتكم و نهبت مالكم و قبضت رشاوى،و خدعتكم ،انتخبوني فأنا مستقيم ونزيه بعد الآن؟؟؟هل إعلامنا و المواطن يعرف شيئا عن المفسدين ؟ الم يستطع الرسول الكريم و هو المسند بالقوة الإلهية ،لم يعرف من هم المنافقون معه حتى كشفهم المولى عز وجل في كتابه العزيز وبالإشارة و التلميح فقط و ليس بالاسم و التوضيح؟؟؟

لو أن هذه المجالس المحلية: البلدية و القروية و الحضرية  و مجلس البرلمان بغرفتيه،كانت بدون اجر و لا امتيازات و لا قدرة على التحايل على القوانين لقضاء مصالح خاصة ،و إنما هي جهاد في سبيل الله و الوطن و المواطن،و تطوع إرادي و اقتناع  عقلي لخدمة الوطن و المواطن..هل يا ترى سيكون هذا الحماس الرهيب في الترشح  و الدعاية  و طرق أبواب الناس و التحريض على التصويت؟؟هل سيقبل المرشحون الدخول في هذه اللعبة التطوعية؟؟

لكم كل النظر يا أهل النظر(النظر بالمعنى الفلسفي)……………

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. saim noureddine
    31/08/2015 at 12:44

    ما راي بني وطني في هذا القانون » وفقا للقوانين الجاري بها العمل،منها القانون 24-92 الخاص باحداث نظام المعاشات لفائدة اعضاء مجلس النواب ،و رقم 53-99 الخاص باعضاء مجلس المستشاريننفان البرلماني يحصل على مبلغ 1000درهم كنسبة عن كل سنة خدمة،و هي قيمة معفاة من الضرائبو لا تخضع للتصريح،مقابل 8000درهم التي يتقاضاها الوزير كمعاش عن كل سنة خدمة »
    و لا ننسى انه في الولاية التي نودعها طالب اعضاء البرلمان توريث معاشاتهم لابنائهم.فهل هؤلاء من يدافعون عن مصالح الوطن و المواطن؟؟؟؟؟ شكرا على تفضلكم بنشر التعليق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *