Home»Correspondants»حصاد العنتريات العربية : دمار وخراب

حصاد العنتريات العربية : دمار وخراب

0
Shares
PinterestGoogle+

حصاد العنتريات العربية :كوارث وخراب .

اسئلة كثيرة  تفرض ذاتها على كل من يود فهم حقيقة ما يجري في  ما اصطلح على تسميته ب «العالم  العربي » من اضطرابات جيو سياسية ، وحروب عابرة للحدود والقارات … اسئلة  لا تجد اجوبة مفيدة لها ، وان وجدت للبعض منها تبقى غير مقنعة ويكتنفها الغموض..

 وبخاصة في ظل تصريحات متضاربة من كل الاطراف  المتناحرة بما فيها مراكز القرار، اي لمن لهم قوة الدعم والتوجيه  والدفع نحو الجبهات الملتهبة ..ناهيك عن بعض وسائل الاعلام المرئية المطبلة لهذا الطرف والمنددة بذاك ..

حتى غدا من الحماقة ان ينطلق المراقب او  المحلل وحتى المتتبع  العادي من حيثيات رسمية متعارف عليها أو متفق حولها ،على المستوى القانوني  او الاجرائي او السياسي ..الذي له علاقة بالمواثيق والاتفاقيات الدولية..ليهتدي الى صيغة ما يحتكم اليها عقله..ويعتقد معها أوفيها ان الاوضاع المتأزمة في اكثر من بلد عربي محكومة أو آيلة الى حلول بقوة القانون..لان الدول بطبيعة الحال ،أو افتراضيا تخضع في هذا العصر لمنظومة من  القوانين تصدرها هيئات  متعددة  منها :مجلس الامن ،والامم المتحدة  وووو. لايمكن ان تتخطاها او تتجالها الى مالا نهاية..

على اساس هذا المنطلق  علينا ان نفهم الابعاد الحقيقية ، وما وراء الكلمات والتصريحات  عندما نريد ان نتناول ما اتفق على تسميته بازمات ما يسمى ب«الربيع العربي »الذي كان ولا يزال السبب المباشر  فيما يجري  في المشرق والمغرب  العربيين  ..بعدما كانت للعرب ازمة واحدة هي ازمتهم  المزمنة مع اليهود الصهاينة ومن يسير في ركبهم  ..اما ازماتهم الداخلية وما اكثرها ، ليست مجال مقالتنا هذه.

يقول «لاو تزو» الصيني تلميذ  «تشوانغ تزو» حكيم قدماء الصينيين :كن «كلا »حقيقيا تأتي  اليك كل الاشياء..واذن ، اذا أردنا ان نتعرف بالفعل  على ال«كل» كمفهوم فان اقرب الطرق الى ذلك هو ان نحدق جيدا في شيء اسمه  « الوطن العربي الكبير»هل هو كل  بالفعل ؟؟الذي ما فتيء في  غياب «الكل »يمارس عاداته « الجاهلية» التي دشنها «الغساسنة» و«المناذرة» من خلال عمالة الاولى للروم ، والثانية للفرس ،ومن خلال اشعال  الحروب المفتعلة بين  قبائل ابناء «يعرب » من العاربة ،خدمة للخارج  الاجنبي ..

الذي يتمثل حينذاك بامبراطورية «الروم البيزنطييين» وامبراطورية« الفرس الساسانيين» ولهذا السبب، فان التطور في ربوع هذا الوطن يتجه مؤشره الى  الخلف،  ونمو التخلف فيه او «فينا » يتجه مؤشره الى  الامام .ينضاف اليه ويسرعه  آ خر ما ابتكر الارهاب من اساليب عربية بامتياز.. ولذا فان ابوابه مشرعة على الدوام امام  كل  المرتزقة والغزاة والمستعمرين الذين عرفهم التاريخ، ابتداء من السلاجقة الاتراك ومرورا بالغزو العثماني الاسود ، وانتهاء بالاستعمار  الاوروبي الحديث، والشرطي الامريكي  الذي يمثل  آخر طبعة للارتزاق والذي طاب له  المقام في قلب هذا الوطن، قرب ينابيع  الذهب الاسود،كراعي دول يحسبها اغناما  يهش عليها ويذبح منهامن يشاء ، ولا من يقظ ولارادع..

ان حالة الاجترار التي تتميز بها هذه الامة، لا تتلخص  فقط في اجترار خطاب« الندب» على  الاطلال وفي  التماهي  «الانثوي» المازوشي الذي  لا يكل  ولا  يمل في  عملية  الادعاء والاستحضار لامجاد قديمة عفى عليها  الزمن، ليصنع منها باستمرارقابلية  للجديد  والقادم ..وكلها تدور  في مدار مشجب  ميتافيزيقي،خارجيي تعلق  عليه كوارث  الطبيعة، وكوارث الطغاة وكوراث الاستعمار،وكفى الله المؤمنين شر  القتال ، والويل والثبور والسجون والمنافي والاغتيالات  للمارقين ، والعصاة والمكذبين الذين يحاولون تكسير عصا الطاعة والاستسلام «للقضاء والقدر» والمكتوب على  الجبين الذي تراه  العين .وتاليا، وفي نهاية المطاف  لحال «الاجترار الاساسي» لسيرة بقايا« المناذرة» و«الغساسنة »من خلال حال «العمالة»المعاصرة التي  تفسر في حقيقة الامر  طبيعة الموقف من ازمة العرب الجديدة الاساسية  ، ومن قضية الصراع العربي الصهيوني الثانوية!؟.. ومن مستلزمات« الكل» – كما سبق  ذكره –  القومي  الموحد – بحاء مكسورة ومشددة -الذي من دونه لا يمكن ان تقوم لهذه الامة قائمة« فعل» او قائمة « رهبة»اكتسبتها دول مجاورة بالتزامن مع نكباتها (الامة) او كبواتها  لا فرق، اكتسبتها بجدارة وهم لا هون ..

هذه الحالة التي  تستدعي في الوقت نفسه،  المفارقات العجيبة الغريبة التي  تفسر موقف  (جامعة الدول  العربية  )من ناحية ، ومن القرارات الجائرة التي  فرضها ويفرضهامجلس  الامن/ الحرب   تارة على دول فقيرة ، او في طريق  النمو ، ويلوح بها تارات ضد دول لغرضيعتبرها مارقة  .لغرض واحد  وهو استنزافنا او بالاصح استهلاكنا. 

حالات تثير  الدهشة والارتياب ،قد لا نستبعد معها من معتقد ديني ، وتحليل منطقي ، ان يكون الذي نحن فيه عقابا من الله بايدينا ،  وانتقاما من بعض الانظمة  المتعنترة  على شعوبها.لان الله سبحانة وتعالى يقول :فأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً  وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ  وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16 . فصلت.  

كاتب  المقال  :  حسن ابوبكر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *