Home»Correspondants»لماذا يكره التلاميذ – بعضهم – المدرسة؟

لماذا يكره التلاميذ – بعضهم – المدرسة؟

1
Shares
PinterestGoogle+

«  أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ        وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ »

« وَأَسْكُتُ عَنْ أَشْيَاءَ لو شِئْتُ قُلْتُها         وليس علينا في المقال أمير »

علي بن أبي طالب 

******************

         لماذا ينفر بعض التلاميذ من المدرسة؟

     قد يبدو هذا السؤال صادما عند أول وهلة أو غير عقلاني ،إذ كيف يُعقل أن تتحول المدرسة العمومية التي يُفترض فيها أن تكون منبعا للعلم والمعرفة إلى مصدر للكره والنفور والإزعاج . بينما السؤال نفسه  قد يبدو صادقا وصريحا للكثيرين.

    إن الهدف من طرح هذا السؤال هو إثارة المشكل ولفت الانتباه إلى واقع معيش يتحدث عن حالة، للأسف ، موجودة وجودا فعليا.فهي ماثلة أمام أعيننا مهما حاولنا تغييبها أو حجبها عن الأنظار.لذا لايُستساغ في تقديري أن ننزع إلى مَكْيَجة واقع المدرسة ونصبغ عليه ألوانا زاهية .فمثل هذا النزوع لم يعد يجدي نفعا كفضيحة ملعب ذات مونديال للأندية أو انهيار قنطرة ذات شتاء…فحتى المدرسة نفسها تكاد تشكي من هذا النفور .وكأني بها تصرخ متسائلة : « لماذا ابنائي لا بحبنوني؟ « 

    ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة (إن صح اعتبارها كذلك ) وهي على كل حال ليست معزولة أو منعزلة ، لا ندعي أننا اعتمدنا على الدراسات التربوية والنفسية لأن معرفتنا محدودة في هذا المجال. ورغم  أننا لا نجادل في أن الأمر يستدعي القيام بدراسة بمواصفات علمية .وهذا مرغوب جدا لكن هذا ما اعطى الله، لذا اعتمدنا  على معاينتنا اليومية داخل فضاء المدرسة لسلوكات التلاميذ. كما انطلقنا من سؤال محوري طرحناه على مجموعة من التلاميذ (ات) من مدارس مختلفة ومستويات دراسية متباينة ، يخص الأسباب التي تجعلهم يكرهون المدرسة أو ينفرون منها، فكانت أجوبتهم متقاربة سنحاول أن ننقل بعضها كما جاءت على لسانهم.

تحدث الأطفال بتلقائيتهم المعهودة ،عندما يطمئون إلى شخص ما ،عن عدة أشياء تجعلهم يكرهون المدرسة من بينها الشعور  بالخوف ، الشعور بالخجل ، النهوض في الصباح باكرا ،الواجبات المنزلية ، المراقبة والأوامر الصارمة

عبر التلاميذ عن ذلك بقولهم :

– نبغي الرياضة ومانبغيش لقرايا

– نخاف نغلط و يضحكو  عليا

– مين  تصوني (أي عندما يدق الجرس) ونكون نلعب ، نكْول أوووف  لو كان غي خلّاولنا  الاستراحة

– ما نشبعوش انعاس ، يفيقونا بكري

– نخاف م القرآن !

– نبغي نمشي للسوق نهار لثنين . وأجوبة أخرى لا يتسع المجال لذكرها .

مما سبق قد يتضح أن التلاميذ والتلميذات  عندما لا يجدون راحتهم النفسية داخل فضاء المدرسة وعندما لا تستجيب هذه الأخيرة لانتظاراتهم ، فسرعان ما سيصيبهم الملل وكنتيجة لذلك يتحينون الفرصة أو ينتظرون على أحر من الجمر          وبشغف طفولي الوقت الذي سيغادرون فيه أسوارها. مادام أن هذا المكان لم يعد يُغريهم بالبقاء. فالإيقاعات المدرسية يغلب عليها طابع الرتابة .دروس في الصباح ، دروس بعد الزوال واجبات منزلية في المساء .هذا بالإضافة إلى أشياء سكتنا عن ذكرها.

على الهامش :

أذكر جيدا ما كان يثيره فينا ،عندما كنا اطفالا ،تغيب أستاذ من نشوة وفرح وحبور في المرحلة الابتدائية والثانوية.فرحة لا تضاهيها إلا فرحة العيد الكبير أو عطلة آخر السنة.كما أننا كنا نتفس الصعداء  عند الخروج من المدرسة.فينفرج ضيقنا لأننا استرجعنا حريتنا المفتقدة داخل جدران الفصول الدراسية.سراح مؤقت.

فهل مــازال لأطفــــــالنا نفس الشعور والاحساس رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود.

إنه « ليس سؤالا نجيب عنه ونمضي  (مع الاعتذار لمحمود درويش على التحوير.)

*********

تنبيه : هناك عديد من التلاميذ والتلميذات عبروا عن حبهم للمدرسة وارتباطهم الوجداني بها لكن هذا ليس موضوع مقالنا

 

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. hamid
    19/06/2015 at 00:31

    :على هامش الهامش
    سمعت التلاميذ وهم يودعون المدرسة نهاية السنة الدراسية ينشدون بحماس
    أغنية يقول مطلعها :

    c’est fini bye bye al madrassa
    Pink floydفتذكرت كم كنا نتماهى وكم كانت تلهب حماسنا ونحن في الثانويةأغنية
    We don’t need no education
    we don’t need no thought control
    No dark sarcasm in the classroom

    لسنا بحاجة إلى تعليم)
    لسنا بحاجة إلى تحكم بالأفكار
    (لا سخرية سوداء في القسم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *