Home»Correspondants»الفن المستفز لقيم الأمة .

الفن المستفز لقيم الأمة .

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لا حديث في الشارع المغربي المتابع للساحة الفنية هذه الأيام ، إلا عن الفيلم المهزلة (الزين لي فيك ) المشارك في مهرجان كان السينمائي لصاحبه نبيل عيوش المعروف في الوسط الفني باستفزازه لمشاعر المغاربة بأفلامه المثيرة للجدل والتي غالبا ماتركز على الجسد وتغيب المواضيع الجادة التي قد تشكل إضافة نوعية للمتلقي إن هي اختارت فعلا مواضيع  تحلل واقعا وتنتهي بمعالجة العديد من القضايا التي تعاني منها الأمة ،وتلك هي رسالة الفن النبيلة التي ينبغي أن نجد لها صدى، في الساحة الفنية.

وإن كنا من حيث المبدأ من غير معارضي أي عمل فني هادف يروم تثقيف الأمة والرقي بسلوكها نحو كل ماهو مفيد وذو مردودية،فإننا بالمقابل نستهجن المنحى الذي بدأ يسلكه بعض منتسبي الفن الذين حولوه إلى فن رخيص يركز على الجسد من أجل استمالة الشباب وتحقيق الكثير من المال ولو حساب القيم وثوابت الأمة،وهم بذلك قد حادوا عن الأهداف السامية للفن .   

  لقد أضحى بعض الفنانين حتى لانعمم، لايتورعون في الترويج لأفلامهم الساقطة،وهم بذلك يستغلون هامش الحرية الذي تنعم به بلادنا،هذه البلاد العزيزة التي لازالت الأغلبية الساحقة من أهلها محافظة على حيائها، وما يثلج الصدر،رغم هذا المسخ الفني، هو تصاعد الانتقادات لهذا النوع من الفن المهزلة من لدن ماتبقى من ضمير حي في هذه الأمة، الذي انتبه مؤخرا لهذا التوظيف المستفز للمرأة في كل شيء، انطلاقا من الإشهار الذي نادرا ما لاتجد بطلاه امرأة ورجلا، وصولا للأفلام سيئة الذكر التي بدأت تغزو الصالات السينمائية المغربية بدون حسيب ولارقيب .

وإذا كان مخرجوا الأفلام يتحججون بحرية التعبير والقفز على الطابوهات كما يدعون، فلماذا اختاروا الطريق السهل موظفين فنانات غافلات مستغفلات من أجل دريهمات معدودات،فحبذا لو تفتقت عبقريتهم الفنية على مواضيع أخرى تشحذ فكر المتلقي وتتطرق لمواضيع ذات منفعة إنسانية وتنعكس بالتالي على سلوك الفرد والجماعة،وإلا فما هي رسالة الفن؟

ومن هذا المنبر الإعلامي المحترم، نرى أن الحاجة باتت ملحة إلى وضع ضوابط فنية إن صح التعبير على كل الأفلام  المغربية خاصة على المستوى الأخلاقي،وعلى الحكومة في شخص وزارة الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، قبل أن يعم البلاء، ويدق آخر مسمار في نعش القيم.

والغريب في الأمر هو أن المروجين لهذا الفن الهابط يدعون تشبثهم بالقيم والهوية الدينية،.لذلك نقول من أراد أن يتعرى فليتعرى في بيته بعيدا عن الناس، وليبتعد عن المجلات ووسائل الإعلام العمومية التي أصبحت في متناول الجميع وتؤثرعلى ناشئتنا، التي أصبحت تعيش نوعا من اللاتوازن الفكري والمنهجي، وهي المنهمكة في دراستها والمركزة على مستقبلها،ونضيف بأنه من أراد أن يبدع فأبواب الابداع مفتوحة لكل مجتهد ،فالذي أبدع فيلم عمر المختار والرسالة وصلاح الدين الأيوبي ،والمهاتما غاندي والكثير من الأفلام الخالدة،هو خير قدوة لمن أراد أن يبدع ما هوأجدى وأنفع، فما أعطى الله عز وجل الإنسان فكرا إلا ليميزه عن الحيوان الذي لايهتم إلا بإشباع بطنه وغريزته.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.