Home»International»الموقف المشرف للمغرب ضد تعسفات حزب العمل الهولندي الحاكم

الموقف المشرف للمغرب ضد تعسفات حزب العمل الهولندي الحاكم

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم لحسن بنمريت- روتردام

يـعـتـبر حزب العمل الهولندي  » اليساري » من أعـرق الأحزاب في هولندا الى جانب أحزاب أخرى مثل الحزب المسيحي والحزب اللبرالي الذي يقود الحكومة الحالية. حزب العمل كان دائما مفضلا عند المغاربة بحيث صوتت عليه الجالية  المغربية لأزيد من 40 سنة، لأنه كان يضمن بعض حقوقها من جهة،ومن جهة أخرى كان ولازال يحتضن بعض الأطر المغربية أمثال أحمد بوطالب،خديجة عريب،أحمد مركوش وآخرون .

في السنوات الأخيرة، انقلب الحزب من مدافع على الأقليات ومن بينها الجالية المغربية، الى مهاجم ضد مصالحها. بحيث سبق في بعض اجراءاته الغير قانونية و قراراته التعسفية حتى الحزب العنصري الذي يتزعمه  » فيلدرس  » .فعلى سبيل المثال لا الحصر، قام وزيرالشؤون الاجتماعية السيد » آشــر لودفايك »، وهو بطبيعة الحال من حزب العمل، بالانتقام من الأرامل في المغرب ومن الأطفال الذين لم يلتحقوا بهولندا في اطارالتجمع الهولندي وذلك بخصم 40 في المائة من معاشاتهم ومساعداتهم العائلية، بدعوىأن المستوى المعيشي في المغرب منخفض. رغـم أن السيد الوزير يعلم علم اليقين أن كل المبالغ المحولة الى المغرب لاتساوي شيئا أمام ميزانية الدولة الهولندية .

المحكمة العليا باتريخت وبجهد كبير من الجمعيات المغربية ضربت قرارات السيد الوزير عرض الحائط ، واعتبرتها اعتباطية وغير قانونية ، كون هولندا مرتبطة باتفاقـية مع المملكة المغربية. الوزير » آشــر » خرج  بخفي حانون من هذه » التخريجة » الغيرالمحسوبة . لكنه ، وبدل أن يقـبل الحكم الصادر ويعترف بهزيمته، تمادى في خطه التعسفي، وهو يحاول الآن التنصل من الاتفاقية الموقعة مع المغرب سنة 1972 وفسخهـا من جانب واحد.
اذا، في الوقت الذي كان السيد الوزير » آشــر » منهمكا في خصم تعويضات الأرامل والأطفال ب40 في المائة، جاء دور  زميله من نفس الحزب ، المحافظ القانوني للشؤون الاجتماعية بمدينة روتردام السيد » فـلوراين » . حيث  قام باجتهاد من نوع آخر تفوق فـيـه على حزب الرفاهية العنصري بروتردام ، وحتى على حزب الحرية الذي يتزعمه « خيرت فيلدرس »  حيث تـفـنـن في عـزل المغاربة وحدهم من بين 170 جنسية تعيش في روتردام . وأمر موظفي مصلحته باستدعاء عدد لابأس به من افراد الجالية المغربية في اطار ما يسمى بمحاربة الغش . وتم ذلك في غرف معزولة .أي المرأة المسنة في مكان وزوجها في مكان آخــر. وقام الموظفون باستنطاق بعض أفراد الجالية المغربية عن ممتلكاتهم في المغرب وعن عناوينهم الذين يقصدونها في العطلة الصيفية كما أمروهم بالادلاء ببطاقة التعريف الوطنية .مرة أخرى، وبفضل العمل المشترك الذي نقوم به كجمعيات مع بعض المحامين من أصل مغربي ، حكمت محكمة الاستئناف بمدينة اتريخت يوم 7 أبريل الماضي لصالح المغاربة المتضررين واعتبرت أن ما قامت به بلدية روتردام يعتبرعـملا عنصريا بامتياز. وأمرت بالغاء كل ما ترتب عن ذلك ، من اقتطاعات و توقيف في بعض الأحيان للمعاشات و المساعدات الاجتماعية والعائلية المقدمة لهاته الفئة الضعيفة . ولا أستطيع أن أصف اليكم الحالة النفسية والاجتماعية التي عانى منها المسنون على اثرهذه الاهـانة والترهيب الممنهج .

كخلاصة ، مايقوم به الوزير » آشــر » وما قام به زميله بروتردام ليس عـملا منفصلا أو عرضيا، بل هناك تنسيق داخل حزب العمل للتهجم على الجالية المغربية وعن اظهار نظرة شوفينية واستعلائية تجاه المغرب والمغاربة لا لشيء، فقط لكسب أصوات الناخبين اسوة بحزب » فيلدرس ». في المقابـل، يجب أن نذكر بالموقف المشرف والشجاع للمسؤولين المغاربة سواء في وزارة الجالية المغربية أو في وزارة الشغل ووزارة الشؤون الخارجية ومؤسسة الحسن الثاني . بحيث أن المغرب من خلال تصريحات أغلب المسؤولين، برهـن على أنه يراعي مصالح هولندا ويمد يده اليها من أجل علاقة وطيدة مبنية على الاحترام والعمل المشترك مع وجوب معاملة المغاربة كباقي الجنسيات الأخرى والمحافظة على حقوقهم . لكن مع الأسف الشديد ، موقف بعض السياسيين الجدد في هولندا ، يسير في الاتجاه الخطا ،عكس ما يتسم به الشعب الهولندي من تسامح وتواضع واحترام. لكن، كما يقول المثل: » من يزرع الشوك ، يجني الــقـتــاد « . بحيث أن حزب العمل يعرف انتكاسة كبيرة. ولقد خسر أكثر من نصف مقاعـده في الانتخابات الأخيرة. ولن يستطيع تحقيق أي شيء في المستقبل. لأن أغلب الجاليات الموجودة في هولندا غاضبة جدا على مواقفه المتهورة. وخريطة النمو الديموغرافي تتغير بسرعة في المدن الكبرى مثل أمستردام وروتردام واتريخت ولآهــاي .و بعملية بسيطة لن تكون الأمور مستقبلا  في صالح الحزب المذكور .
ختاما لهذا المقال ، وبفضل الله أولا ، وبمجهوداتنا كمجتمع مدني ، نذكرأن تصويت الجالية المغربية بكثافة سنة 2010 كان حاسما. وأعطى الامتياز لحزب العمل ليأتي في المرتبة الأولى ضد حزب الرفاهية العنصري بروتردام. وقدمنا بذلك خدمات جليلة للسيد أحمد بوطالب الذي عـيـن عمدة للمدينة آنذاك، ليديـرالمدينة بأغلبية مريحة وهو ما تم بالفعل  ونتمنى أن يتذكر ذلــك. عكس ذلك ، نذكرأن عـدم تصويت أغلب المغاربة لصالح حزب العمل في الانتخابات الأخيرة نتيجة لمواقفه التعسفية والمشينة ضد أفراد الجالية المغربية كان سببا في هزيمته. وأمــلـنا أن تحدث حركة تصحيحية داخل حزب العمل من طرف مناضليه الأوفياء والنزهــاء، أما الانتهازيون منهم فاننا لانعول عليهم لا في الحاضر ولا في المستقبل والتاريخ يشهد علينا جميعا. .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *