Home»International»الحرب بين المقدس و المدنس

الحرب بين المقدس و المدنس

0
Shares
PinterestGoogle+

السؤال :لماذا يحارب الإنسان في جيش أو في جماعة أو وحيدا؟ يحيلنا إلى تحديد نقطتين.1)ما هي الأهداف التي يتوخى أن تحققها الحرب و لا يحققها السلام)…

2) و يحيلنا كذلك إلى تحديد : ما هي الأسباب أي لماذا يحارب(أو  تحديد الدواعي و المبررات؟)

السؤال: لمن نحارب. ( نحدد ما هي القضية: قناعات شخصية أو اجتماعية أو وطنية أو إنسانية)؟

 السؤال: نحدد من نحارب؟(من هو العدو و ما هي إمكاناته و وسائله و نقط قوته و نقط ضعفه)؟

 السؤال:كيف نحارب؟(أي تحديد الخطط و الاستراتيجيات و الطرق)

السؤال: بأية وسيله؟أي تحديد العتاد و العدة و العنصر البشري المؤهل للمهمة.

هذه الأسئلة يطرحها كل من يحمل سلاحا و يذهب إلى الحرب بوعي و بإرادته الحرة دون الخضوع لأي تأثير(غسل الدماغ على سبيل المثال) من أي نوع؟

 أن تحارب من اجل الأرض و المال و العرض و الدين ،فتلك حرب يجتمع الناس على تسميتها بالمقدسة.الحرب بالنسبة للمسلمين و التي خاضوها بقيادة صلاح الدين الأيوبي من اجل تطهير بيت المقدس من الصليبيين كانت حربا مقدسة. و كذلك الصليبيون كانوا يعتقدون أن ما يقومون به يندرج في  الحرب المقدسة.

الحرب من اجل تطهير فلسطين من الوجود الصهيوني العنصري هي حرب مقدسة.

أن تحارب من اجل قضية إنسانية أو مجتمعية وحتى باقتناعات شخصية، هي أيضا حرب مقدسة.

الحرب لا تشنها الدول بالأسلحة بأنواعها المختلفة فقط،بل كل الأسلحة متاحة و مبررة بما فيها الثقافية و الفنية و الفكرية و العلوم و الإعلام.كل شيء مسخر لهذا الهدف.الحرب قائمة على الخدعة و المكر،ولهذا الغرض كل الوسائل مشروعة لأجل الهدف.فالهدف يبرر الوسائل المستعملة.

لكن يحتار الإنسان أن يصنف حربا قائمة بين الأخوة في العقيدة و اللغة و العادات و التقاليد و التاريخ المشترك و القرابة العائلية و الجوار و الجغرافيا المشتركة،أن يصنف ذلك في خانة الحرب المقدسة.

أن تهدم بيوت أخيك و طرقه و المطارات و المدارس و المستشفيات و الجامعات و المساجد و محطات توليد الكهرباء والماء و مخازن الغذاء و الدواء و الأسواق،من اجل أن يرضخ لإرادة الغير.هي حرب بلا أهداف.إن هذا الإجراء هو  الحرب المدنسة الحقيقية.ليس فيها بطولات و لا افتخار بالنصر بل خزي و عار ونذالة و خيانة للدين و اللغة و الجوار و التاريخ المشترك و القرابة الدموية.

 أن يستقوي بلد عربي بالأمريكي و الانجليزي و الفرنسي و ثلة من العرب و الترك الانتهازيين الذين يبحثون عن ما تجنيه الحرب لهم من أموال و دولارات و شراء الذمم  ذلك هو الجبن عينه،و الاستعلاء الفارغ و القوة المغلوطة.إنها الحرب المدنسة بدماء الأبرياء من الأطفال و الشيوخ و النساء و سائر المدنيين الذين لا ناقة لهم و لا جمل في ما يحصل.

و ديننا الحنيف يحرم قطعا و بوضوح لا يحتاج إلى تأويلات الاستقواء بالنصارى آو اليهود أو المشركين لمقاتلة طائفة مسلمة.فقد جاء في سورة النساء الآية 144(يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون  المؤمنين أن تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا)او قوله تعالى في سورة المائدة الاية51(يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهما أولياء بعض و من يتولهم منكم فانه منهم ،إن الله لا يهدي الظالمين).صدق الله العظيم.أن ذلك محرم شرعا و أخلاقيا و بكل المعايير و المقاييس.

يعتبر اليمن دولة عربية مجاورة لدولة آل سعود.وهي حسب ما يروج من معلومات دولة فقيرة جدا. وتعتمد في جزء من اقتصادها على ما تصدره من عمالة إلى دول خليجية منها السعودية و الإمارات و الكويت و غيرها من دول الخليج.

 و لكن الجار السعودي ينعم في بحبوحة العيش،خاصة الأسرة المالكة و حاشيتها من الفقهاء و الوزراء و الأمراء و قواد الجيش و المتملقين.فهو يملك آبارا لا عد لها و لا حصر من النفط .إضافة إلى المداخيل الخيالية من الحجاج و المعتمرين،و التجارة و الساحة.

 و لكن هذه الوفرة المالية عوض أن تسخر في تنمية البلد الذي تعاني فيه شريحة واسعة ضنك العيش، أو إلى  البلدان العربية المحتاجة إلى الإعانات،أو الفقيرة و المقهورة بفعل الفقر و الكفاف،منها اليمن،عوض ذلك فإنها تسخر هذه الإمكانيات في المؤامرات و الدسائس و شراء الو لاءات و التبشير لنموذج ديني متخلف و منطوي و متعصب تحاول نشره في سائر الأقطار العربية.و من المؤامرات التي حيكت للدول العربية الحرب على العراق و لبنان و ليبيا و سوريا و الجزائر و تونس و اليمن  الخ…

المذهب الوهابي مذهب تكفيري متعصب و متخلف يشبه النظام الكنسي الأوروبي في العصور الوسطى.من مرتكزاته الطاعة العمياء لولي الأمر،و محاربة أي شكل من التفكير أو الحوار ،أو تكوين  الأحزاب أو النقابات أو الدستور أو  الديمقراطية الخ. كل هذا يصنف في باب الكفر.

بل انه مذهب يسعى إلى قبر أي نهضة علمية أو فكرية تتعارض معهم.فكل مخالف لهم في الاعتقاد يعتبر كافرا  أو زنديقا أو من الخوارج ،وجب قتله.حتى المحاكمة لا تكون إلا لفئات الشعب  المغلوبة على أمرها التي لا انتماء لها للآسرة الحاكمة.

 إن ما فعلته السعودية و حلفاؤها من العرب و غيرهم من الدول الاستعمارية (فرنسا و بريطانيا و أمريكا ) في دولة اليمن، هو ما أشار إليه القران الكريم على لسان ملكة اليمن التي أطلق عليها القران الكريم اسم سبأ.و التي كانت تحت إمرة الملكة بلقيس التي مارست بشكل متقدم تاريخيا و متقدم حضاريا الديمقراطية كما ينبغي أن تكون،و بشكلها الصحيح: »يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون » الآية 32من سورة النمل…و للإشارة فقط أن هذه الملكة  كما شهد لها الهدهد قد « أوتيت من كل شيء و لها عرش عظيم » الآية 23من سورة النمل..

كما أبان القران الكريم بلغة واضحة على لسان ملكة سبا (بلقيس) » إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة و كذلك يفعلون »الآية 34من سورة النمل دائما. هذا ما كان يفعله الملوك في السابق،و هذا ما يفعلونه في الحاضر و المستقبل…

خربت اليمن و من قبلها العراق و سوريا و لبنان و ليبيا.وقتل الآلاف من الأطفال و الشيوخ و النساء و الشباب الأبرياء ،وهدمت المساجد و المشافي و المباني الحكومية و الطرق و المطارات و مخازن الماء و الأغذية و السلاح و شرد الآلاف من كل الأعمار.

 كل هذا الحقد و الغل و الضغينة  مورس على شعب فقير أراد أن يختار أن يحكم نفسه بعيدا عن السيطرة الملكية البدوية.( فعلا أسد على  إخوته و أمام العدو الصهيوني  نعامة). بل يرتعد خوفا و رعبا ، أمام العدو الحقيقي للأمة.

 الحرب المدنسة قائمة، و لا زال قول الرسول في حجة الوداع كأنه اليوم » إن المسلم اخو المسلم لا يغشه و لا يخونه و لا يغتابه و لا يحل له دمه و لا شيء من ماله إلا بطيب نفسه…لا ترجعوا بعدي كفارا مضللين يملك بعضكم رقاب بعض.. »

فأي ن نحن من الوصية النبوية الشريفة؟

الحرب في اليمن حرب سياسية بغطاء ديني لا غير.إن التحالف العربي التركي ليس إلا اليد التي تضرب بها أمريكا و حليفتها إسرائيل الشعوب المستضعفة و خاصة العربية.و هي أيضا صراع على النفوذ بين العرب (السعودية القائدة و المتزعمة للعرب) و الأتراك السنة و بين الفرس في اعتقادهم (أو الشيعة) أو المجوس(كما يطلقها عليهم أهل السنة المتعصبون) من جهة أخرى؟.

رغم أن الشيعة مسلمون مؤمنون بالنبي محمد و بالقران كتابا و بالإسلام دينا.وحرام أن ينعت مسلم مسلما آخر بالكفر و ليس بيده دليل. العرب يضربون بعضهم بعضا.رغم أننا نعرف أن العرب(من يحيك المؤامرات للآخرين) هنا هم أهل الخليج من الممالك و الإمارات  بشكل خاص السعودية و قطر. .

 لا احد من الأعراب الخليجيين وجه كل هذه الأسلحة إلى العدو الصهيوني و لو بالتهديد المعنوي.كلهم  يرون ما تفعله إسرائيل من قتل للأطفال و الشباب و الاهانات للمواطنين، في المعابر، و سجن للأطفال و الشباب، و هدم للمنازل و تجريف للمزروعات و طرد للأهالي و إغلاق للمسجد الأقصى و تحويل المساجد إلى اصطبلات و زرائب للحيوانات  و اللائحة طويلة…ولا احد من العرب الذين يشنون الحروب ضد بعضهم بعضا يستطيع أن يفتح فمه و لو بكلمة اعتراض أو احتجاج أو تنديد أو إدانة للفعل الصهيوني.

أليس ما يحدث الآن و ما حدث سابقا هو ما أشار إليه القران الكريم  » الأعراب أشد كفرا و نفاقا و أجدر ألا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله و الله عليم حكيم » سورة التوبة ،الاية97 من القران الكريم.

أليس للمرء أن يتساءل عن عروبة آهل الخليج و إسلامهم؟،عندما يدبرون المؤامرات و الحروب في كل الأقطار التي يكون للمواطن فيها هامش من الحرية والدستور و البرلمان و الأحزاب و الانتخابات؟

الأعراب أظهرت الآن أسلحتها الفتاكة في البر و البحر و السماء.أين كانت  هذه الأسلحة في 1948و1956 و 1967 و 1973و 1996 و2000و 2006الخ      ؟الم تكن الأعراب تختبئ كالأرانب ؟ و الآن تظهر شجاعتها على الضعفاء؟

 نعلم إننا ضد العدوان البدوي الأعرابي على إخواننا في العراق و ليبيا و تونس و الجزائر و سوريا و لبنان ومصر .وضد اي عدوان من دولة عربية على أخرى.و الاتهامات ضد الدولة الإيرانية و محاولة تجييش الجيوش للهجوم عليها ، و جعل الحرب بين الشيعة و السنة  حربا مقدسة.بل لاانها حرب مدنسة هدفها الخفي هو من اجل تبرير يهودية الدولة العنصرية الصهيونية.

  أعلن الآن يومه الثلاثاء21ابريل2015 عن انتهاء عاصفة حزم. و هي حرب دارت بين عدة دول عربية و غربية و كانت معها إسرائيل، ضد دولة فقيرة هي دولة اليمن.

 من الرابح ومن الخاسر؟

في هذه اللحظة بالذات لن يكون إلا العرب هم الخاسرون،لأنهم كشفوا للعالم أنهم لا يتمتعون بالنظرة الذكية البعيدة المدى، للأمور و أنهم أغبى من النعامة و ليسوا متبصرين با يحاك ضدهم من مؤامرات…و سيضحك العالم كله على العرب.

إنها قصة أشبه بقصة أبناء ادم :هابيل و قابيل.الأخ عندما  يقتل أخاه،فهل من رابح؟ قتل هابيل راعي الغنم أخاه قابيل المزارع. كان القتل في جبل قاسيون المطل على دمشق،وندم ندما شديدا على فعلته بعد فوات الأوان.و كذلك فعل التحالف العربي مع اليمنيين.كل العرب خسروا(و إن كانت الحرب حققت أهدافها في نظرهم) لكن الرابح الوحيد دائما هو أمريكا التي باعت الأسلحة و المعدات و الخبراء و الخطط، و إسرائيل التي ترى العرب منشغلون بعضهم ببعض.

أما  العرب (السعودية و أهلها من الإمارات الثرية ) خسروا المليارات  من الدولارات من اجل حرب عبثية… و اليمن خسر ما بناه طيلة السنين و الأرواح البريئة التي ماتت بدون هدف سامي…و بلا معنى؟؟؟؟

انجاز: صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *