Home»Correspondants»ادوار المدرس في عهد الرقميات

ادوار المدرس في عهد الرقميات

0
Shares
PinterestGoogle+

أدوار المدرس في  عهد الرقميات 

تقديم : التحولات الكبرى في مهنة التدريس :

 

      قبل حوالي أربعين سنة كان الوضع مختلفا تماما عما هو عليه الآن ، فلقد تخرج جل المدرسين من مراكز تكوين المعلمين او المراكز التربوية الجهوية او من المدارس العليا للاساتذة ،  كانت قيمة المدرس في المعارف التي يمتلكها ، وفي احدى الفترات كانت الكتب في بعض المواد نادرة او منعدمة ، لا يمتلكها الا  المدرسون الفرنسيون خصوصا في المواد العلمية كالرياضيات والطبيعيات والفيزياء وغيرها  .  وكان التلاميذ في غاية الطاعة والامتثال  لا يعرفون من المعلومة الا ما يقدمه المدرس

     أما الآن  فقد تغيرت  الأوضاع ، ولم تتغير الطرق في التربية والتعليم  وطرق التعامل والتواصل ، وطرق التقويم والبرامج الدراسية وأصبحت مهمة التدريس والتسيير في غاية الصعوبة  ، قد يستحيل القيام بها أحيانا لانعدام حافزية الطالب مركز جميع العمليات التربوية .   

إن الإصلاحات الجزئية أو التي فوق الطاقة لا يمكن ان تنجح  ما لم تحظى بتخطيط محكم  يراعي جميع الظروف والمجالات

  وهكذا فمهنة التدريس اليوم  تتطلب معرفة مختلف التغيرات وتتطلب الإلمام بالتقدم التكنولوجي والمعلوماتي ، وأن تكون للمدرس كفايات غير التي كانت في الماضي ، ومهارات غير التي كان يتغنى بها ، والتفتح على العمل الجمعوي والمقاولاتي والشراكات . و يجب أن يأخذ بعين الإعتبار مختلف المستجدات العالمية والحمولات الفكرية والثقافية المتغيرة ويرصدها ليستطيع المسايرة والتعرف على مختلف الطبائع والعادات المتغيرة ، للتلاميذ والأسر والمجتمع بصفة عامة .

فاختيار المهنة من طرف المدرسين  لا يجب أن تكون للقيام بمهام محدودة والحرص على الإنتهاء منها عاجلا للخروج من المؤسسة التعليمية ، بل يجب أن تكون  نابعة من الرغبة في تنويع طرق التدريس والإبداع والابتكار في هذا المجال

الأساسي لكل تنمية وتقدم .  

    متطلبات مهنة التدريس :

     تربية الإنسان وتعليمه وتحقيق النتائج الايجابية معه ، ليس بالأمر الهين ، فهو كائن يتاثر بمحيطه وبواقعه المتغير باستمرار ، لهذا يتطلب من المدرس  أن يكون خبيرا في مختلف المجالات المتعلقة بالإنسان ومحيطه الاجتماعي الشامل

 

وتتطلب  مهارات التدريس خبرات متعددة تشمل الجانب  الانساني  والجانب التكنولوجي  :  

  أولا :     الخيرة في علم النفس التربوي : معرفة النماذج الميسرة للتعلم والتحصيل

1.      تنمية الثقة في النفس وتقدير لذات  والتقييم الذاتي والاستقلالية

2.      نحفيز المتعلم و تطوير قدرات الاجتهاد لديه ، ومساعدته على التقدم في العمل

3.   تسيير مجموعة الفصل وتدبير الخصائص الذاتية  للمتعلمين

4.   قوة الملاحظة والفهم البديهي ، والتكيف مع جانبية التلميذ

5.  التواصل الدائم مع التلميذ  وتحديد مواطن القوة والضعف لديه

 

ثانيا : الخبرة في البيداغوجيا  والديداكتيك : التمكن من مختلف التيارات البيداغوجية  

1.    وضوح التعلمات  وانسجام وترابط بين  المضامين 

2.  التمكن من معارف المستوى الدراسي ومن معارف متنوعة

3.   تكيف الوسائل المستعملة للأهداف المتوخاة والخصوصيات

4.   تنمية قدرات الإبداع والتفكير عند التلاميذ

5.   استعمال بيداغوجيا التعاون والتنسيق

6.   تنمية طرق  كيفية التعلم apprendre à apprendre »,   «

 

ثالثا : ادارة التعليم المختلط والتعليم  عبر الشبكات réseaux :   

       إن استخدام الانترنت في عمليات التعليم والتعلم خصوصا حقق الكثير من الإيجابيات منها سواء في استخدام البريد الالكتروني الذي يمتاز  بسرعة وصول الرسالة وعدم وجود وسيط بين المرسل والمستقبل – و التكلفة التي لا تذكروامكانية ربط الملفات بالبريد الالكتروني واستلام الرسائل في الوقت المناسب وارسال عدة رسائل لجهات مختلفة في نفس الوقت أو في استخدام القوائم البريدية الالكترونية  في المجموعات ذات الاهتمامات المشتركة أو في استخدام برامج المحادثة المباشرة  ومن الايجابيات كذلك :

     المرونة في الوقت والمكان – الوصول لعدد أكبر من الجمهور – سرعة تطوير البرامج ومحتوى المناهج وكذلك طرق التدريس – إعطاء التعليم صيغة العالمية وتكوين علاقات عالمية – الحصول على أراء العلماء والمفكرين والباحثين 

وعلى المدرس أن يكون :

1.           متمكنا  من تقنيات المواكبة المدرسية وتحديد حاجيات التلاميذ وتدبير المشاكل التعلمية  عبر الخط

2.           ملما بدور الوسائل السمعية البصرية في التعلم

3.        متمكنا من مراقبة فعلية دقيقة لمجهودات التلاميذ  وترشيدها في ابانها

4.    مراعيا لمبدأي التكافؤ( تمكين المتعلم من الإدلاء برأيه في اي مرحلة ) والمرونة (تغير المعلومة وفق ظروف المتعلم  )

5.    قادرا على الترابط بين التلاميذ ومعلميهم

 

رابعا : التمكن من تكنولوجيات التواصل ومعرفة ا ستخدامها :  

من الضروري والواجب ان يتمكن المدرس من مناهج البحث عن المعلومة  وتحليلها واصلاحها وتحيينها وتقديمها ، والتمكن من  قوانين استعمال المواضيع الرقمية و التمكن البيداغوجي  من الأدوات الرقمية ، واستخدامها في الابداعات  والانتباه الى المخاطر ومن مجالات استخدام التكنولوجيات :

الاستخدام المعلوماتى : يقوم بتزويد الطلاب بمعلومات تتصف بالمثالية ، ومن المحتمل ألا تنقل محتوى المقرر بطريقة مباشرة، وربما يحصل الطلاب على هذه المعلومات من وقت لأخر أثناء استعراض المقرر لأغراض المراجعة
الاستخدام التكاملي : يعد أكثر فائدة من المستوى الأول الذي يتعلق بالمعلومات، ولكنه أصعب في إدارته بدرجة بسيطة، والفرق الرئيسي بينهما أن المستوى التكاملي يقدم للمتعلم بعض المعلومات عن محتوى المقرر ، أما الجزء الأساسي للخبرات التعليمية يتم تقديمها داخل الفصل الدراسي ، ويتكون هذا المستوى من مذكرات للمقرر يضعها المعلم على الشبكة، وملاحظات إرشادية، ومثال نموذجي .
الاستخدام الأساسي : يشير هذا المستوى إلى أن الطالب لا يمكن أن يكون عضواً منتجاً في الفصل بدون الحصول على المعلومات حول المقرر بانتظام من خلال الشبكة، ويتطلب هذا النوع من المعلم أن تكون لديه مهارات خاصة في التصميم التعليمي والمادة الأساسية للمقررات عبر الشبكة .
الاستخدام العام : بدأ هذا المستوى في الانتشار الواسع في الفترة الحالية، وفيه يلتقي طلاب الفصل وجهاً لوجه على الشبكة، ومحتوى المقرر يمكن تقديمه إما في بيئة مباشرة على الشبكة أو في فصل دراسي تقليدي بطريقة مثالية، ومن المفترض أن يقوم الطالب بإنتاج الكثير من محتوى المقرر بأنفسهم، وهذا المستوى يحتاج من المعلم والطالب أن يكون لديهم مهارات جيدة في التعامل مع HTML، والتكنولوجيا بصفة عامة، كما يتطلب استخدام أدوات أخرى للتعامل مع الشبكة مثل الدردشة على الإنترنت، ولوحات الأخبار… وغيرها.

     خامسا : التميز  :  

مميزات أخلاقية  :

الاستقامة وضبط النفس والاحترام والشفقة على المتعلم – النزاهة والعدل بين الطلاب

مميزات شخصية :

الثقة في النفس والمبادرة والابداع والقيادة والتحكم في الفصل والصرامة  – المرونة مع المتعلم وتقديره  والتكيف مع الظروف – الصبر – الحافزية والاستمتاع بالمهمة

مميزات معرفية ومهاراتية  :

التفتح على مختلف المجالات  كالرقميات والاقتصاد والاجتماع – تدبير الاختلاف والخلاف – تقنيات العمل الجماعي

معرفة مبادئ التعليم النشيط ( يتحمل الطالب المسؤولية – يشارك – يقوم بمعظم العمل – يحل المشكلات – يتحدث ويصغي ويكتب – يتعاون – يفكر ويناقش – يصل للمعلومة بنفسه – يستخدم المعلومة — )  – انفتاح الفكر  وتوقع  للمستقبل وتحقيق النتائج المتوخاة – تحسين التكوين الذاتي – التواصل والتنسيق والتعاون بين المدرسين والفاعلين في نفس المؤسسة او في المؤسسات المجاورة 


 

     خاتمة :

ان هذه المهام الكبرى والكثيرة والمتنوعة تستلزم  توفير الشروط الضرورية للرقي بمهام التدريس ، منها التشجيع المستمر المادي والمعنوي للمجهودات المبذولة  للأطر التعليمية ، وتقدير هذه المجهودات ، والتعويض عن مختلف الأعباء والمهام و كذا التخطيط والضبط والتقويم  لمختلف التكوينات ومراعاة جودتها  ، والتركيز على التخطيط التصاعدي انطلاقا من توفير الموارد المادية والبشرية بالمؤسسة التعليمية ، والتخفيف من الاكتظاظ بالفصول الدراسية ، ، وتوفير جو الثقة في النظام التربوي ككل  ، وكذا في تدبير مختلف مجالات التربية والتكوين تدبيرا محكما يراعي الجودة والحكامة الشاملة ، و إن النقد الايجابي  والبناء للمارسات التربوية والتعليمية التعلمية ، وإتقان العمل والثقة بالنفس والبحث المستمر عن الجودة والتفاعل ، سيساهم في نجاح الطلبة والرفع من مستويات التحصيل وجودة التعلمات

  كما ان  عوامل الاستقلالية ووضوح المشروع المجتمعي  ، ستساعد في النهوض بالرأسمال الحقيقي الذي يرتكز على المؤهلات البشرية  .


  محمد الزهــــــوري – مفتش في التوجيه التربوي – مكناس   

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *