Home»International»مكافحة الارهاب والمراهنة على التطرف  » الاسلامي »

مكافحة الارهاب والمراهنة على التطرف  » الاسلامي »

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم لحسن بنمريت روتردام- هولندا

جرت قبل أسابيع ندوة دولية في امريكا حول ما يسمى بمكافحة الارهاب والتطرف ، حضرها مسؤولون مختلفون من 60 دولة ، منهم دبلوماسيون ومنهم أصدقاء لأمريكا اضافة الى أشخاص آخرين من ابناء جلدتنا بارعون في التهجم على الاسلام واقتناص الفرص للظهور بمظهر منقذ العالم من هاته الآفــة
وتقديم اقتراحات تدخل في خانة « سقطت الصومعة ، علقواالحجام ».
لقد حضر القوم الى أمريكا ووضعوا في فنادق من 5 نجوم مع الأكل والشراب حتى التخمة. ولا ندري ما هي النتائج التي خرجت بها هذه الندوة .
لكن الشيء الملفت والأبرز في هذا اللقاء هو خطاب الرئيس الأمريكي اوباما الذي وضع منذ البداية اطارا عاما لهذه الندوة يطالب فيه عدم الخلط بين الارهاب والدين أي عدم اقحام الدين – الدين الاسلامي-  في  ما جرى سواء  في فرنسا أوغيرها من الدول. وكانت ضربة موجعة لبعض المرتزقة من المسلمين اللبراليين الذي كانوا يراهنون على اقحام الدين الاسلامي في موضوع الارهاب والتطرف حتى يدلو بدلوهم قبل غيرهم كالعادة ،في التهجم على الاسلام ويتفننوا في تحميل المسلمين في الغرب لكل مايجري، وتصوريهم كالمتوحشين الذين لا يصلحون للحضارة الغربية بغية تحقبق مآرب شخصية بطبيعة الحال ، لكن لم يتأتى لهم ذلك وابتلعوا خيبتهم لتنتهي الندوة ويرجع القوم الى قواعدهم سالمين في انتظار ندوة أخرى .
بطبيعة الحال الرئيس أوباما لما فرق بين الارهاب والدين الاسلامي لم يفعل ذلك لارضاء المسلمين من أجل سواد عيونهم أو احتراما للاسلام. ولكن ، لأنه كان يدرك حجم الانزلاقات والانعكاسات التي يمكنها أن تحدث اذا ربط المسؤولون كل مايجري من عنف وقتل وتدمير بالديانة الاسلامية ولعل من ابرزالأمثلة في هذاالشأن هو قتل المواطن المغربي بفرنسا من طرف جاره الفرنسي بطعنات بالسكين أمام أعين زوجته واطفاله. وقتل الشبان الثلاثة رزان ويسرى وزوج الأخيرة ضياء بركات الذين قتلوا بدم بارد في امريكا من طرف مجرم وسفاح عنصري امريكي قيل أنه يعاني من اضطرابات نفسية وان المشكل وقع على اثر شجارحول مرأب للسيارات . ولقد لاحظنا جميعا الكيفية والطريقة المشينة التي غطت بها وسائل الاعلام الغربية هذا الخبر واقل ما يقال عنها ان طريقة دنيئة وغيرأخلاقية تنم عن حقد مبطن للديانة الاسلامية وعدم اكتراثهم بالضحايا المسلمين سواء في الشرق اوفي الغرب .أضف الى هذا ، التصريحات المتأخرة والمحتشمة لبعض المسؤولين الأمريكيين وغيرهم حول هذا الموضوع .

أما الأحداث التي وقعت في فرنسا بعد أحداث شارلي ايبدو من مضايقات للمسلمين والمسلمات في الطرقات وفي وسائل النقل وانتهاك حرمة المساجد فلقد تجاوزت 156 حالة حسب مرصد مكافحة الاسلاموفوبيا دون احتساب ما وقع في بلدان أخرى. السلطات الفرنسية قامت باتخاذ بعض التدابير لمكافحة التطرف مختزلة ذلك في مقاربة أمنية ضيقة تمثلت في مراقبة الحدود والزيادة في توظيف رجال الأمن وتتبع حركات بعض المشبوهين ونزع الجنسية وأوراق الاقامة من كل شخص ارتبط بهذا الموضوع من بعيد أو من قريب .
أما المضحك والمبكي في هذا الموضوع هو دعوة الاتحاد الأوروبي للسيد نبيل العربي بصفته الأمين العام للجامعة العربية ليساعدهم على مكافحة الارهاب في أوروبا. علما أن الجميع يعلم أن الجامعة العربية لم يبق منها الا الاسم، وان السيد العربي لايعرف حتى ما يحدث في الصومال فكيف له ان يحل مشاكل اوروبا العويصة والمستعصية ، اللهم الا اذا كان غرض الأوروبيين من هذه  » التخريجة » هو الابقاء على الصاق ظاهرة التطرف والارهاب بالعرب والمسلمين من خلال التقاط صور مع السيد الأمين العام ونشرها على وسائل الاعلام مع العناوين العريضة وفي الصفحات الأولى  كما يتم دائما حتى تبقى الصورة الراسخة لدى المواطن الأوروبي هي ان العرب والمسلمون وراء الارهاب والعنف الدائر في العالم . وهو الخطاب الذي يروج له نتنياهو والأحزاب اليمينية الأوروبية وبعض المسلمين المزيفين من هنا وهناك .

ختاما لهذا المقال المقتضب ، ربما يتذكر معي بعض القراء حول ما قرأناه في الاقسام الابتدائية عن مهارة اسطورة الموسيقى العربية ، المطرب والموسيقارالكبير زرياب،حيث كان اذا التقى بقوم ، أطربهم وجعلهم ينفجرون بالضحك تارة ، ثم يجهشون في البكاء تارة أخرى . ثم يقوم بتنويمهم وبعد ذلك يتركهم نائمين وينصرف الى حاله. هذا بالموسيقى أما في ميدان السياسة فعزاؤنا نحن العرب والمسلمين مانراه من اقتتال فيما بيننا ، وتشويه لديننا، وتفريخ لجماعات ارهابية تضرب هنا وهناك ، وتواطئ مخزي و مخجل لبعض الأنظمة العربية في استفحال الوضع وتكريس كل المخططات الرامية الى تمزيق الدول العربية ولاحول ولاقوة الابالله العظيم !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *