Home»Enseignement»من اجل الحد من العنف بالوسط المدرسي وبمحيطه

من اجل الحد من العنف بالوسط المدرسي وبمحيطه

4
Shares
PinterestGoogle+

طفح الى السطح مؤخرا الحديث عن العنف في بعض الاوساط المدرسية وفي محيطها مما جعل كل المهتمين بالشأن التربوي يعملون جاهدين في سبيل الحد منه والعمل على خلق فضاء تربوي ملائم يساعد على التنشئة السوية والمتوازنة للمتمدرسين.
فكيف يمكن ان نعرف اذن العنف بالوسط المدرسي ؟و ماهي انواعه ؟و ماهي اسبابه ؟وماهي طرق الحد منه ؟
يمكن تعريف العنف انه مشكل سلوكي يعاني منه الفرد مما يؤدي به الى ممارسة اعتداءات : لفظية ، جسدية…ازاء نفسه او ازاء الاخرين.
والعنف او هذا المشكل السلوكي موجود في كل التجمعات البشرية بدرجات متفاوتة تتفاوت حسب تفاقم الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والتربوية… في الاوساط التي تعيش فيها.
والعنف المدرسي هو ممارسة كل اشكال العنف في هذا الوسط او محيطه من قبل ساكنة المؤسسة التعليمية بكل مستوياتها او من قبل الغرباء عنها.
وللعنف هذا اثار وانعكاسات سلبية على العملية التعليمية وعلى كل ممارسيها وعلى المناخ الدراسي الذي تمر فيه.
فأنواع العنف بالوسط المدرسي كثيرة ومتعددة منها ما هو جسدي ونفسي ومعنوي…بما فيها كل المشاكل السلوكية والعدوانية المنحرفة الاخرى التي تهدد سلامة الفرد والمؤسسة ومحيطها بصفة عامة. وهذا العنف بأنواعه سواء صدر من ساكنة المؤسسة او من الغرباء عنها.
فأسبابه كثيرة ومتنوعة و يمكن اجمالها فيما يلي :
*مشاكل سلوكية  وتصرفات انحرافية وعدوانية غير معالجة،
*مشاكل اقتصادية واجتماعية وتربوية…،
وللحد من العنف بالوسط المدرسي ومحيطه لابد من العمل على دراسة هذه « الظاهرة  » من كل ابعادها للتمكن  من خلق اليات لاحتوائه.
ومن بين هذه الاليات نجد :
*تفعيل ادوار المدرسة وخلق التفاعل الايجابي بين افراد ساكنتها،
*احترام حقوق الطفل…،
*دور المجتمع المدني في التوعية،
*دور جمعيات امهات واباء واولياء التلاميذ،
*تطوير التواصل بين المدرسة والاسرة،
*معالجة المشاكل السلوكية التي تظهر عند التلاميذ في وقت مبكر،
*رصد وتتبع حالات العنف…،
*تفعيل اندية المؤسسة التعليمية والعمل على انخراط التلاميذ بها ودعوة اخصائيين اجتماعيين ونفسانيين لتنشيط عروض وندوات بها،
*دور وسائل الاعلام في التحسيس بخطورة العنف على الفرد والمجتمع،
*دور الاسرة في توعية النشء،
* تكوين المربين تكوينا متينا يؤهلهم على فهم سلوكات التلاميذ والقدرة على مساعدتهم على تقويمها،
*تطوير طرق التدريس،
*انخراط المجتمع المدني في تنشيط المؤسسات التعليمية،
*انفتاح الوسط المدرسي على المحيط،
*العمل على احترام ساكنة المؤسسة لقانونها الداخلي،
*توعية التلاميذ بتجنب الفرجة على افلام العنف والتسلية بألعاب يمكن ان تؤثر عليهم وتؤدي بهم الى العنف،
*تشجيع التلاميذ على ممارسة الانشطة الموازية ( الرياضة – المسرح – الموسيقى – الرسم…)،
*تحفيز التلاميذ على التحصيل الدراسي،
*التحسيس بخطورة العنف في جميع الاوساط،
*مراقبة كل سلوك عدواني او منحرف،
*العمل على محاربة التسرب والانقطاع والفشل الدراسي،
*عدم اعطاء فرصة الاستفزازات للتلاميذ خلال الامتحانات،
*العمل على احترام مبدا تكافؤ الفرص بين ساكنة المؤسسة،…
*العمل على نشر ثقافة السلم في الوسط المدرسي ومحيطه…،
*تعبئة الجميع لمواجهة العنف بالوسط المدرسي وبمحيطه،…
ووعيا منها بمشكل العنف هذا ، فقد اصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني مراسلة في موضوع التصدي للعنف والسلوكات المشينة بالوسط المدرسي ومن بين اهم ما جاءت به هو » بذل قصارى الجهود من اجل ضمان حق التلميذات والتلاميذ في تعليم يلقن في ظروف محفزة على التعلم »و  » وضع واجب التصدي لمشكلة العنف بالوسط المدرسي في صدارة اهتمامات مختلف المسؤولين الجهويين والاقليميين والمحليين ، وايلاء هذا الموضوع الاهمية والاولوية اللازمة من لدنهم « …
كما انه تم ارساء مرصد وطني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي وانطلاق العمل بنظام معلوماتي لرصد حالات العنف.
فهذا المرصد  » يهدف الى رصد حالات العنف ، بتعاون ومساهمة جميع الاطراف المتدخلة من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني…  » و  » يندرج في اطار تفعيل الاستراتيجية المندمجة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مجال الوقاية ومحاربة العنف بالوسط المدرسي… ».
ومن بين اهم ما جاء به هو « اعداد مخططات عمل جهوية لمحاربة العنف بالوسط المدرسي وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مسيري المراكز الجهوية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي… » كما تم احداث خلايا للإنصات والوساطة واحداث خلايا اليقظة بالمؤسسات التعليمية . »و » تنمية روح المواطنة وتأهيل السلوك المدني للتلميذ (ة) »…
ان الحد من العنف بالوسط المدرسي وبمحيطه يستلزم تضافر الجهود على كل الاصعدة والتعاون بين كل القطاعات والعمل على تحسين الاتصال والتواصل والتعاون بين الاسرة والمدرسة واحترام تطبيق مختلف النصوص الواردة في الموضوع على ارض الواقع ولما لا تخصيص يوم وطني لمحاربة « ظاهرة » العنف بالوسط المدرسي وبمحيطه.

محمد بكنزيز
اطار في التوجيه التربوي
مارس 2015

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *