Home»Jeunes talents»‘’ روتينيات  »الحاج الطاهر »

‘’ روتينيات  »الحاج الطاهر »

0
Shares
PinterestGoogle+
 

‘’ روتينيات  »الحاج الطاهر   »

على الرصيف…. على الرصيف والمطر يتساقط… مطر دافئ يغسل غبار الشوارع يُسكن غليل القلوب. بنبرة حادة بكلام يبدو تارة مليئ بالحكم وأخرى مجرد عبث. يبدأ  »الحاج الطاهر » كالمعتاد و سيجارة الحشيش في يده يحكي عن الزمن الجميل .

عن الزمن الجميل مع حبيبته رقية

عن الزمن الجميل قبل إدمانه على الحشيش

 عن الزمن الجميل مع أصدقاءه المدمنين…

كالمعتاد يأتي    محمد الملقب    »الحاج الطاهر » إلى مقهى برشلونة الذي    يقضي فيه جل فراغه جالسا مع بائع الكيف  »با عمر » لكن غالبا ما يحبذ الجلوس مع مجموعة من الشبا ب لكي يسرد لهم قصصه و طرائفه .الكل يحب الجلوس مع »الحاج الطاهر » بسب تواضعه وسجاذته وحكاياته الطريفة ,قهقهاته تسمع من المقاهي المجاورة, دائما يحب التحدث عن رقية  و خاصة عندما تمر  التلميذات بجوار المقهى فينهث كالذي أتعبه الزمان  ويحآول الرجوع إلى الذكريات, ذكرايات   طوى صفحاتها منذ زمن طويل ،ذكريات تعيد فيه روح الشباب ,يتناول سيجارة أخرى يبدئ بوصف رقية    كأنها من جميلات بوليود أو من أحدى شقراوات هوليود, يتفنن في وصف جمالها ورونقها ,يستهزئ بكل واحدة تمر  بجوار المقهى فيقول وهو ينفث دخان السيجارة  من فمه ،آه يا ليتهآ كانت نصف ما كانت عليه رقية.

 يعم الصمت …

 يطلب منه أحد الرفاق ليشرب شيئا ،يشير إلى النادل فيأتيه بكأس شاي بالنعناع، يرشف منه ،و فجأة يسأله أحد الرفاق   كيف عرفت رقية؟ من أتى لك برقم هاتفها؟

يصمت لهنيهة و ينطلق  »الحاج الطاهر » ضاحكا لا يكا د يسكت وكل المارة تحدق من أين تأتي هذه  …القهقهات الغريبة

الهاتف عن ما ذا تتحدث يا صديقي ؟ ههه لم يكن في ذلك الزما ن لا هاتف و لا   »إنترتيت  » الجميع يضحك يقصد الإنترنيت  »الحاج الطاهر » لم يذهب إلى المدرسة قط ولكن حديثه بعض الأحيان يحي لك أنه درس فلسفة عصر الأنوار، يسترسل في حديثه عن رقية وأول لقاء جمعه برقية .

 يجمع ألفاظه يسترجع ذكرياته, نعم رقية كانت رآكبة دابة خلف أبيها  »الحاج حميدة » فرأيتها تحدق بي و لكن لم أجد فرصة للتحدث إليها لأن أبوها كان حريصا عن ألا ينظر إليها أحد لأنها كانت بمثابة تاج  يعلو رأسه   »الحاج حميدة » كل القرية تهابه ولكن إبنته رقية سرقت قلبي وأردتني قتيلا بعشقها .منذ ذلك الزمن ولم أرى رقية. ولعت بشعقها و أدمنت بسببها على أغاني  »عبد الحليم حفيظ » و » أم كلثوم »  »وقصائد  » الشيخ بزاح » ويقول بصوته المخدوش الذي نال منه الكيف  و الحشيش ما نال  » نبتدي منين الحكاية آآآه .

  يصفق له الجمع، يبتسم يرمش بعيناه القليلة النظر ووجهه الشاحب  المليء بالتجاعيد .

رقية أول مرة كلمتها كان عند بئر بزيان على دابة أبيها  جاءت لتسقي   مع صديقتها ،رأيتها فأسرعت مهرولآ دون أن أحس لأحمل معها الثقل إلى الدابة .همست في أذنها فا بتسمت و لكن كانت محتشمة، صارحتها وعبرت  لها عن  أحاسيسي أتجاهها ،،وعدتني بأن نلتقي بجوار منزلها .

يعد سيجارة أخرى ،يشعلها يرشف من كأس الشاي ويسترسل الحديث: نعم لقآء رقية كان صعبا . فقد كنت أرسل محمد الملقب بحشوش إلى السوق ليراقب  »الحاج حميدة » في مقهى السوق و أرسل زعنان إلى الوادي ليراقب  عيسى أخ رقية لكي لا يفشي سرنا. كنا نلتقي تارة في الحوش وتارة أنتظرها تحت شجرة الزيتون .

 فجأة يسأله أحدهم ما ذا كنتم تفعلون  عند لقائآتكم.إصفر وجهه فتلعثم و قال لا لا ياأخي لم يحدث ما كنت تنتظر… يطأطأ رأسه وملامح الندم على وجهه ويقول كنت مثلكم يوما ما كنت شابا يافعا لا أفكر ولا أبالي لم يكن شيئ يهمني سوى المرح واللعب لم أكن أعرف للإدمان ذوقا ولكن هبت الرياح بما لا تشتهيه السفن . نعم يا شباب إنهآ صحبة السوء التي كانت سبب إدماني و سبب مصيبتي .

آه قصص لا تنتهي  …

يسأل سآئل كيف أدمنت يا حاج ؟

ينهث ,أووف وكأن شيئا قآبعا بداخله يريد أن يخرجه … حشوش حشوش كان هو السبب في إدخال أول سيجارة في فمي ينادي النادل لكي يجلب له كأس ماء و كأنه جفت كلماته .

   يسترسل ،حشوش كا ن صديق الطفولة كنا نقضي معظم الوقت معا كنا نلعب نشاغب نفرح نحزن نفعل كل شئ معا لكن حشوش كان كل مرة يسرق الحشيش لعمه « سلاّم » ويدعوني لأدخن معه لكن كل مرة أرفض وكا ن هذا سبب خلافنا دائما .لكن في يوم من الأيام إشتد الخناق بيني و رقية حيث كانت ترفض الخروج للقائي لمعرفة أمها عن علاقتنا.كنت متوترا و غاضبا و كان حشوش كل مآ سرق الحشيش لعمه يعرضه علي لكي أنسى ما حل بيني ورقية …كنت دائما أرفض لكن و مآزلت أتذكر كأنها البارحة. في يوم مشمش ونحن جالسون في مكاننا المعتاد، خيم الحزن على وجهي نظر إلي حشوش نظرته الدونية فمدني بسيجارته خذ و أنسى الكل، لم أتردد حتى إنقظت عليها ورشفتها رشفا  كالذي  ألهثه العطش في صحراء قاحلة .بدأت عند كل وهلة يشتد بي الحزن أن أطلب من حشوش سيجارة   لكي أنسى ما حل بي ، و ها آنذا اليوم أمامكم وأنا مدمن لأكثر من ثلاثين سنة .

في كلماته تحسر ولكن يتبع حديثه دائما بابتسامة أو قهقهآت يخفي ندمه و حسرته بها.

  تسدل ظلمة الليل…

  تدق عقارب الساعة كالمعتاد,   يبدأ الجمع في الإنسحاب واحد تلوا الآخر ويبقى الحاج الطاهر وحيدا كالمعتاد

ليغرق في وحدته ويسبح في عالمه الروتيني الإنفرادي

البستيني سليم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Wissam
    26/12/2014 at 20:29

    While reading your short story, I couldn’t help stoping from reading what is next..It is pregnant of meaning..Congratulations!! I am very proud of you..Inshalaah ,One day I am going to hear from my child that his teacher asks him to Read one of Salim Elboustini’s books..

  2. sherine
    26/12/2014 at 22:04

    houNAKA ALAf lachkhas ladina la zalou ytahasaroun 3ala chababin da3 soudan wa la7adatin la tounsa li ma fiha min fara7in wa jounoun inama l7aj tahar houwa mitaloun li3achi9i lwalhan ladi admana bi sababi lhoub ofchikoum siran houwa admana l7achich wa ana akhtalifou 3anhou bi idmani li7ouzn wa daya3I lbasmati min hayatin bidoun 7oub walakin liya 7oubou lah soubhanahou wa ta3ala arwa3o 7oubin fi lkawn l7amdoulilaaahhh .wa nchkourouka akh salim elboustini bitawfi9.
    ,

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.