Home»Jeunes talents»رثــاء أستاذ ووصيــة تلميذ

رثــاء أستاذ ووصيــة تلميذ

0
Shares
PinterestGoogle+
 

كان المشمول بعفو الله « حسن هنشي » تلميذا في الباكلوريا ، علوم فيزيائية .. انتقل إلى رحمة ربه بعد انقضاء الأسدوس الأول ، وفي أول اثنين من دخولنا راعني ألا أراه في مقعده ، وتأثرت لذلك تأثرا ثقيلا ، حرك شعوري بهذه الأبيات .. وإنا لله وإنا إليه راجعون :

إلـى تـلـمـيـذنـــا أهــــدي رثــائــــــي         وأمـسـح حـســرتي ودمــوع عـــيــنــــــي
خـلال الـخـيـر في « هــنـشـي » غــزار         كــســـتـــه جــلالـــة ، وثــقـــيـــــل وزن
فـتـى الـفـتـيـان عـاش عـلـيـل قـلـــب          أصــاب بـه مـحـبـــة كــــــل خـــــــــــدن
نـبـيـل الأصــل ذو طـبــع رزيـــــــن         مــضــى لــســبــيــلـــه مـــن غـــيــر إذن
نــريــــد بـقـــاءه ، ويــريــد ربــــــي         مــع الــولــدان فــي جــنـــات عــــــــــدن
***************
أطــوف عـلى الـصـفــوف بـقـلـب أم         وأرنـــو للــجـمـيــع بـنـصــف عــيـــــــن
فـيـصـدمـنـي مـكـانـك وهْـو صـفــــر         وأدفــع صـوتــك الـمـهـمــوس عــنــــــي
إذا وقــع الـنــداء عـلـيــك « هـنـشـي »         تـرجــرج مــذربــي ، وسـحـبـت عـيـنــي
وبــت اللــيــل فــي حــزن وســـــوء          كــأنــــي قـــد فـــقــــدتُ أعـــــــز ابـــــن
قـضـيـنـا أُسـْــدُسـا وجــهــا لـوجـــه             فــغِـبْـــتَ فــجــاءةً ، وأثــــرتَ بـيـــنــــي
إلـى « هـنـشـي » أزف تــرحــمـاتـــي             وأنـتــظـــــــر اللــقـــــاء بـــــدار عـــــدْن
******************
رأيـتــك فـي الـمـنـام بـروح طـفـــل              بــشـــوش الـوجـه ، مـحـفـــوفـا بـيُــمْــــن
تـطـوف بـك الـكـواعـب مـسـفـرات              وتـسـقـيـك الـسـعــادةَ حـــورُ عــيــــــــــن
خـطـيـبـا فـي الـتـلامـيـذ ارتـجــــالا             بــفــيــض بــلاغــة ،  وبــديـــــع فــــــن :
أحــبــائي الـتـلامـيـذ اسـمـعـونـــي             أنــا مـنـكــــم ، وأنــتــــم لـــــي ومـنـــــي
دخـلـت الـقـبــر مـا لـي مـن ســلاح         عــدا الإيــمــان يـسـبــق حـســن ظــنـــــي
وغـسـّلـنـي الـفـقـيـه وفـيـه نــــــــور        ونــشـــّرنــــي عــلــى أجــزاء كــفـْــنـــــي
وحـطـوا الـنـعـش صـفـّوا ثـم صـلـوا        وعــادوا ضـاحـكـيــن بـُـعــيْـــد دفـــنــــــي
وعـشـتُ كـمــا يـقـاوم نـصـف حـــّي       عــلــيــل الــقــلــب حــقــا ، غـــيــر أنـــــي
درجــت عـلـى الـمــآرب أشـتـريـهــا         بــأحـــلام الــشــبــاب ، وبــالــتــمــنـــــــي
تـقـاسـمـنــا الـتـفـاهــة ، لا نــبـالـــي        وبــادرنــا إلــى صــفــقــــات غـــبـــــــــن
لــنــا فـي حــلْـْـبـة الـغـفَـــَلات يـــوم        طــويـل يــســتــمــر بــألــــف لـــــــــــون
وقـامـوس الـهـوى في الـثـغـر بحـر:         حـيـاتـي ،  مـهـجـتـي ، وبـريــق عـيـنـــي
نـوزعــه عـلـــى الـفـتـيــات غــضّــا       ونــرتــقـــب اســتــجــابــة ذات حـــســــــن
نــراود نـــزوة ،  ونـصـيـب أخــرى       حــيــاة بـهــائـــم ، وشــعـــــار غــبـــــــــن
كــأن الـمــوت لــن يـغـتــال مــنـــــا          ولــن يــعــتــام غــيــر كــبــــار ســـــــــــن
فـهــا أنــا ذا عــلــيّ صـفــاح صــــم       وأدعــــو اللــــه يــغــمــرنــــــي بــأمــــــن
******************
أحـبـائـي الـتـلامـيـــذ اسـمــعــونـــي              تـــفــــيــــض الــــروح يــــومــــــا دون إذن
صـغـار ، فـي شـبـاب ، فـي شـيـوخ        ســيـــدركـــــهــم ولــو عـــاشـــوا لــقـــــرْن
لـنـــا فـي ذا عـــظـــات مـــرســلات       لـمــن يـخـــشــى الـعـواقــــب دون مـــَيـْـــن
فـحــتـى مَ الـشـبـاب يـعـيـش غُـفْـلا؟       بــهــم عـــدوى الــتغــــرّب مـَـسُّ جـــــــــن
شـعـارهــُـم الـخـلاعــة والـتــأســــي        بــكــل تــفــاهــة تـــُردي وتــــجـــــــــــــني
فـكـم مـن سـادر فـي الـغـي يـهــــذي       سـجـيــن الــغــرب مـرتــاح لــســجـــــــــن
يـقــود لــه الــعـلــوم فــيـزدريــــــها       ويــأخـــذ كـــــل مـــــوبــــــوء ، وشَــيْـــــن
أتـحـفـظ مـن كـتـاب الـغـرب سـِِفــْرا       ولــيــس لــديــــن ربـــك أي شــــــــــــــأن ؟!
وتـبـصـر فـي بـلاد الـغـرب حـسـنــا       وتــزعـــم أرضـنــا مـــن غـيــر حــســــــــن
فـيــا فـتـيـان فـيـجـيـج اسـتـفـيـقـــــوا       ويــا فــتــيــاتِــــه دعْــــــــَن الــتـــمــــنــــــي
فـفــي الـقــرآن دسـتـــور يـجـــلّــــي      لــــنـــا الأحــكـــــام مــن قــــرن لــــقــــــرن
ربـيـــع حـيـاتــك الـقــرآن حـتـمـــــا       وذكـــُرك ربَّـنـــا فــيْــنـــــــانُ غــــصــــــــن
وسـنــة أحــمــد الـمـبـعـوث حــقـــــا       لـكــل الــعــالـمـيــــن مـكـيــــن حــصــــــــن
هـمـا حـبـل الـهــدى دنـيـا وأخــــرى         وأيّ ســعــــادة مــــــــن بــعْـــــِد ذيــــــــْن ؟
وسـر فـي الـنـاس بالـتـقـوى تـجـدهـا       صــحـــائــــف نـاصـعـــــات كـاللــجــيـــــْن
تــذكّـــْر يــوم تُــْعــرض لا خَــفـــاءً          أمــْرتـُــك بــالــصــلاة فــلـــم تــجــبــنـــــي
فـمـن يـبـحـثْ عن الـفـردوس يسـلـكْ     طـــريــق الــحــق لــيــس بــــه تََــثـَـــــنّــــي
وإنْ تـبـغِ الأعـالي مـنـه فـانــظــــــْر      إلــى الأيــدي الــنــقــيــــة كــيــف تــبــنــــي
فـهـل شـمـتم بـريـقـا فـي الـمـعـالــي      يـــرى الإســلام فــيــهــا ســـوء ظـــــــــن ؟
أخـي الـتـلـمـيـذ حـان الـوقـت كـيـمـا      تـعــود إلـى صــــراط الـلـــــــه يُـغــــنــــــي
فـمــا جــدوى الـحـيــاة بـلا الـتـزام ؟     وهــل خُـلِـــق الـعـبــاد لـغـيـــــر ديـــــــن ؟!
فـخـذ عـنـي أنـا « هـنـشـي »خـطـابـي         وســلّــمْ لـي عـــلـــى خــــــــِلّ وخِـــــــــدْن
فجيج : محمد بوزيان بنعلي

ولكنا غفلنا عن صلاة

وهل ترجو من الدنيا دواما؟
يعرفك الكتاب بكل خير    وتعرض عنه مأخوذا بظن
إذا عاش الشباب بلا شعار
وغفران من الرحمن يجري
فإن الدين عز لا يسامى     ومن لزم التدين سوف يجني
صلاتك أيها التلميذ نور
جمالكِ في صلاة وابتهال
أرى الدنيا سرابا مستحبا    تعشّقه

إذا عاش الشباب بلا شعار
فقد كان الفتى في النبل فذا
فصورته ستبقى في صعود
أخي التلميذ حان الوقت كيما

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.