Home»International»أوهام عشرية إصلاح المنظومة التربوية

أوهام عشرية إصلاح المنظومة التربوية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لقد مر من عمر عشرية إصلاح قطاع التربية ثمان سنوات عجاف بما للكلمة من دلالة. وكانت أصوات أهل مكة العارفين بشعابها من أبناء هذا القطاع الغيورين و المهتمين به صدقا وليس ادعاء كما هو حال المسئولين تتعالى سنة بعد أخرى لتقول إن الإصلاح مطلب عزيز لم يؤخذ فيه بالأسباب الكفيلة بتحقيقه ؛ وأن ما كان يعتبر إجراءات إصلاحية ليست في الحقيقة سوى مراهم من قبيل تلك المستعملة لعلاج الجراح العميقة . وفي المقابل كان المسئولون المستفيدون من ريع قطاع التربية يقيمون المنتديات للتغني بالإصلاح الموهوم ؛ وهي عبارة عن لقاءات احتفالية يهدر فيها المال العام لتحقيق الدعاية لإصلاح لا وجود له على أرض الواقں وصدق من شبه المال المهدر في مثل هذه المنتديات بالكفارات التي تصرف على المساكين لتمحو كبائر الذنوب . وأي ذنب أكبر من تلفيق الإصلاح لقطاع أفسده المفسدون ؟ وأية كفارة تكفره ؟

لقد كان لسان حال ومقال المخلصين من أبناء القطاع ما قاله الشاعر لطالب المحال ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها /// إن السفينة لا تجري على اليبس
وكان الوقر دائما في آذان المسئولين؛ كما أنهم كانوا ينظرون إلى نصح الناصحين بازدراء وسخرية وتجاهل حتى جاء تقرير المؤسسة الدولية التي لا تعرف المحاباة؛ وكشف القناع عن وضعية مزرية؛ وصدق أقوال أهل مكة العارفين بشعابها وثبت كذب منتديات الإصلاح. لقد جاء ترتيبنا مع السف الشديد بعد دولة جارة كنا نسعفها في مجال التربية والتعليم للدلالة على فساد منظومتنا التربوية.

لقد بدأ الفساد في المنظومة أول ما بدأ بإسناد مهمة تدبير شأنها لجهة  جعلت منها كعكة أو وزيعة بالتعبير العامي وزعتها على كل من هب ودب من أتباعها ؛ وبسبب فساد الاختيار حصل فساد التدبير؛ وكانت سنوات عشرية الإصلاح تمر تباعا والفساد يتكرس بسبب محسوبية لم يشهد لها الوطن مثيلا.
لقد ثبت فساد المسئولين عن قطاع التربية مركزيا وفي أكثر من جهة وإقليم ؛ ولم يحرك المسئول الأول عن القطاع ساكنا بل وفر الحماية للفساد والمفسدين. وتغيرت الحكومة تغير شكليا وبقيت دار لقمان على حالها . ولما جاء الخبر اليقين من خارج شعاب مكة بدأنا نسمع بخطة تسريع وتيرة الإصلاح ؛ وهو إصلاح لم يوجد قط ؛ وصدق المثل القائل :( اللي ما جاء مع العروس ما يجي مع أمها ) فما لم يتحقق في ثمان سنوات لا يمكن أن يتحقق في سنتين باقيتين من عمر العشرية.

ها قد جنى قطاع التربية ثمار الزبونية والمحسوبية الحزبية التي وفرت للوصوليين والانتهازيين مناصب المسئولية الخطير في قطاع خطير يعتبر القلب النابض للتنمية. لقد بدأت بوادر التنصل من المسئولية عن فشل إصلاح المنظومة التربوية تلوح في الأفق وتتناقلها وسائل الإعلام بدءا بواضعي ميثاق الإصلاح وانتهاء بمنفذيه حتى أن المنظر للإصلاح أعلن أنه مستعد للمحاكمة والمحاسبة إذا ما حمل مسئولية فشل مشروع الإصلاح كتنظير.
أما وقد تأكد فشل مشروع الإصلاح خلاف ما كان يروج في منتديات الإصلاح الإشهارية ؛ فإنه لا مندوحة عن محاسبة تلقي بالمسئولين عن فشل الإصلاح خلف القضبان ؛ وتصادر ما بحوزتهم من ممتلكات اقتنيت بالمال العام المغتصب ـ اذا ثبت في حقهم ذلك ـ ؛ مع البحث الدقيق في ظروف وملابسات المحسوبية والزبونية التي جاءت بالمفسدين وأوكلت إليهم عملية إفساد المنظومة التربوية من أجل الضرب بيد من حديد على أيدي المتلاعبين بقطاع التربية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. متتبع
    07/02/2008 at 13:53

    لا فض فوك ايها الاخ الكريم.ان على اصوات قطاع التربية والتكوين ان تعلو وتستنكر كما فعلت.جزاك الله خيرا على قول الحق

  2. عبد العزيز قريش
    07/02/2008 at 13:53

    السلام عليكم أخي واستاذي العزيز سيدي محمد شركي. لقد قلت حقا؛ حيث أقول كبر ياخليلي على التعليم ببلادنا، لأن إصلاحه لا يأخذ حقيقة بأسباب الإصلاح وإنما بأسباب الإفساد وتوطينه في عمق المنظومة. لكن هذا لا يعفي القواعد من المسئولية في هذا الشأن لأننا لا نتحرك بالقدر المطلوب ولا نحارب المفسدين وإنما نتحارب فيما بيننا. ويستل كل منا لسانه بل أساليبه الحربية من أجل الإطاحة بخصمه. فلعل الترقية بالاختيار دليل على هذا. وأنا أستغرب من النقابات التي شاركت في المصادقة عليها أن تصدر بيانات تشجبها. فأين كانت؟ ومن وقع على المحاضر دون دراستها حالة بحالة لإحقاق الحقوق؟. أخي الإصلاح له قادته وقوادره وقواعده وأدواته ووسائله تغيب في عمق هذه المنظومة وبالتالي فنحن سنظل في أزمة الإصلاح لأن لمصلحة العامة هي آخر ما نفكر فيه. وبالتالي كبر يا خليلي على العلم مثل تكبيرة الجرجاني.

  3. متتبع
    07/02/2008 at 13:53

    كلامك صحيح وسليم اخي محمد الشركي وهاهي النتائج قدبانت وظهرت واتضحت . لقد حصحص الحق وانبلج فباي شيء سيغطيه المفسدون .

  4. أستاذ
    07/02/2008 at 23:37

    وأنا أقرأ مقالك ،رجعت الى ما نشرته جريدة l’economisteعلى لسان أحد المهتمين بالشأن الوطني السيد عبد العزيز مزيان بلفقيه حينما ركز على فشل المنظومة التربوية ببلادنا وقال ان بلادنا صنفت في الرتبة 126 من بين 177 دولة وأرجع السبب في هذا التأخر وهذا التصنيف الى التعليم.
    لكن ما أدهشني كثيرا هو أن جل الدول الافريقية أحسن حالا منا بما فيها دول الجوار وحتى موريتانيا ،هذا عار وألف عار ،لو كانت عندنا سلطة قوية لحاكمت كل من تسبب في فشل التعليم وكل النقالين الذين كانوا ينقلون لنا عن الغرب والشرق ومن جهة لأن لم يكن لديهم تصور واضح كم كنت أفضل أن يستدعي المغرب مدربا في التعليم كما يحدث في كرة القدم ان لم تكن عندنا طاقات لهذا ويعطيه من المال ما يحتاج ليصلح ما فسد وليعيد القطار الى السكة .
    أنا رجل تعليم ولا أدري لماذا أدرس غير أني أفعل أكثر من جهدي لماذا ؟ لأن الأمور غيلر واضحة عند الجميع ،ضيعنا جهدا كثيرا في ألوان ونماذج مختلفة ،فكم من اجتماعات حضرناها لنتحدث عن التشويق في بداية الدرس ،وكم ضيعنا من الوقت في التعريف بالأهداف وترتيبها الى نوعية واجرائة و………..وبعد ذلك جاءت موضت الكفايات ……….لكن لا أحد يعرف ما يصنع ،الجميع وجب عليه التطبيق والتنفيذ والمال العام والوقت والطاقات الكل يضيع وأين تسير السفينة العلم لله
    دول كثيرة جاءت بعدنا وبما أنا عقد العزم على التطوير نالت ما كانت تصبوا اليه وهاهم ابناؤنا تأكلهم الحيتان ليصلوا الى تلك البلدان.
    أما آن للعقلاء أن يتحركوا أم أن عراقيلا وضعت وقيودا كبلت فلا نستطيع التحرك قيد أنملة .
    أملنا في الله كبير ولكن عندما نرى واقعنا نتأسف لما نراه.
    الكل يعيب على المدرسة المغربية ،والتهم بين الفرقاء متبادلة في القشور فقط لكن الحديث في الجوهر « جوهر الاصلاح » غائب ومغيب.
    لو أن لقاءاتنا التربوية مع السادة المفتشين انصبت على دراسة عميقة وبكا حياد وصدق وموضوعية لما فيه مصلحة الوطن وقناعة منا بأن هذا الأمر لله أولا وأخيرا لاستطعنا أن نرفع التقارير الى أعلى أو فوق عن الو ضعية الحقيقية بدل اضاعة الوفت في الدروس النموذجية والتكوين على الكفايات و……..
    أتمنى أن لا ينزعج البعض من ملاحظاتي فهي ليست موجهة لأحد حتى لا نضيع أيضا وقتنا في الردود الفارغة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.