Home»International»نظام بشار وحِلف إيران

نظام بشار وحِلف إيران

0
Shares
PinterestGoogle+
 

نظام بشار وحِلف إيران

بقلم د. محمد بالدوان

bouddiouan76@gmail.com

فوجئ المتابعون لتطورات الحرب على « داعش » بترحيب النظام السوري يوم 24 شتنبر 2014 بأي مجهود دولي يصب في محاربة الإرهاب في سوريا، بعد أن اعتبرت إيران وروسيا كل تدخل عسكري في سوريا مخالفا للقانون. فما الذي يفكر فيه النظام السوري من خلال هذه الخطوة؟ ولماذا أقدم على إحراج أكبر حلفائه إلى هذا الحد؟ هل بدأ يقتنع بالرؤية الأمريكية لحل الأزمة السياسية في سوريا؟ أم بات يخشى تداعيات سلبية تأتي بالتزامن والحرب على « داعش »؟

يبدو أن النظام السوري قد استشعر الأهداف المستترة وراء مطاردة « داعش » والمتمثلة بالقصف الجوي في العراق تبريرا وتمهيدا لضرب التنظيم في سوريا. لقد أدرك خطة المزاوجة بين ضرب داعش  والنظام بسلاح الجو الأمريكي الخارق، بخاصة بعد تصويت الكونغرس الأمريكي على تسليح وتدريب المعارضة السورية.

إن خطة إدارة « أوباما » وضعت جميع الأطراف في حرج كبير، لأن فعلها القوي على الأرض جعل خصومها يكتفون بردود أفعال لا تَحِلّ وتعقد.

لما استوعب نظام بشار قوة التخطيط الأمريكي القائم على التوغل العسكري والإغارة، ثم فتح الباب أمام الخصوم على خيارات متعددة.’ قَدّر النظام، بعد قصف « داعش » في سوريا، أن يرحب بكل مجهود يحارب الإرهاب، وادعى بأن أمريكا أخبرته بالقصف، لكن أمريكا فندت ادعاءه. كأنه يريد بذلك استباق المآلات ليبقي على مشروعية ما في المرحلة القادمة بخاصة بعد إذاعة خبر تفاوض إيران على طموحها النووي باستخدام الورقة السورية. غير أن الائتلاف الوطني السوري(المعارضة) فهم إشارات نظام بشار فعقب سريعا بأن لا سبيل إلى الاستقرار والقضاء على داعش إلى بتنحية بشار واستبعاد أي دور له في المرحلة القادمة.

ولما لاحظت إيران أن أمريكا تسارع إلى تنفيذ استراتجيتها الأمنية(تنتهي سنة 2014)، هرعت إلى التفاوض حول ملفها النووي، دون أن تحسب تداعيات تسريب خلط إيران بين ملفها النووي والملف السوري. وغير مستبعد هذا التوجه من قبل إيران إذا علمنا عراقة بلاد فارس في التأسيس للتضحية بالعربي وغير العربي مقابل مصلحة الفرس. ولذلك لم تمهل نظام بشار بالنقد اللاذع.

وإذا لم تُظهِر روسيا سوى انتقاد موقف نظام بشار من التدخل العسكري الأمريكي في سوريا، فلا يخفى مقصدها من التشبث بنظام بشار، إنها لا تريد المغامرة بوجودها في البحر المتوسط إثر صعود نظام جديد.

أما إسرائيل التي لا يعلم لها اليوم موقفا حاسما من الإرهاب، والذي طالما طالبت المنتظم الدولي بمواجهته[1]، فيبدو أنها غير مرتاحة من تداعيات القضاء على « داعش » وتغيير النظام وإحلال الاستقرار في سوريا، ولعلها تناور لإدامة الصراع في المنطقة، وتريد مجموعات ضغطها الكبرى تحجيم حلفاء الولايات المتحدة وجرها إلى حرب استنزاف برية. إن المصلحة الراجحة أبدا عند إسرائيل هي إضعاف الجميع، بما في ذلك أمريكا.   

         لكن يبدو أن الأطراف التي خسرت نقاطا على الساحة السورية والعراقية، عبأت كل جهودها للمناورة وكسب نقاط على الساحة اليمنية.

وبدا ذلك جليا حين سارعت هذه الأطراف زمن إبرام اتفاق بين الأطراف اليمنية برعاية أممية، لتبسط السيطرة على صنعاء ومؤسساتها الحيوية وتطوق منازل رجالاتها الفاعلين. لذلك تريثت أمريكا قليلا ثم نددت بأعمال الحوثيين، وسحبت جزءا من بعثتها الدبلوماسية في اليمن يومه الخميس 25 شتنبر 2014 كإجراء أولي ينذر بتطورات مجهولة المعالم، بخاصة بعد توعد تنظيم القاعدة للحوثيين.

أما ليبيا فلم تأخذ اليوم حيزا في أخبار العالم، بعد أن تم التوافق على حكومة « عبد الله الثني »، وأذيع نبأ تقدم الجيش الوطني الليبي، وتراجع قوات فجر ليبيا يوم 24-09-2014 .

وفي خضم هذه الظروف، يبدو الوضع الفلسطيني أكثر استعدادا لانجاح المصالحة واستكمال جولة التفاوض الجارية وإسرائيل من موقع قوة، ويعكس ذلك اتفاق حركتي فتح وحماس في القاهرة(25-09-14) على إزاحة كافة العقبات أمام حكومة التوافق الفلسطينية لتسيير قطاع غزة ومباشرة إعمار غزة(في 12-09-2014) والإشراف على جميع المعابر.

لا يبدو الشذوذ عن النسق القائم إلا في الوضع اليمني، أَيُراد منه تأبيد الصراع بإعادة إنتاج سيناريو العراق أو سوريا في اليمن؟ أم سيجنح أطراف الصراع الدولي إلى السلام؟ ذاك ما ستبديه الأيام القليلة القادمة. 


[1]  -استهلت صحيفة « هآرتس » الاسرائيلية مقالة في هذا الاتجاه بقولها: » لم تكد تبدأ الحرب على داعش حتى أخذ العالم أو الغرب يهيننا: فالرؤساء يرسلون طائرات وقوات صاعقة.’ كيف يتجاهلنا نحن الذين سمينا كل عصابة مسلحة في جنوب لبنان إرهابا، وسمينا إرهابا أيضا كل من رمى ناقلة جنود مدرعة بحجر… ». أنظر ترجمة المقالة بجريدة المساء، ع.2487، بتاريخ 25 شتنبر 2014. 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. استاذ له امال في القومية العربية
    30/09/2014 at 10:06

    لاتنسى يا سيدي ان امريكا هي عدوة الشعوب التي لا تريد الرضوخ لارادتها و لا تريد التمسح باحذيتها.و امريكا هي الحبيبة و الاخت الشقيقة لاسرائيل.واذا كان ان ننحاز الى جهة بشار و سوريا الحبيبة و اهلها الطيبين و بين امريكا و اسرائيل الخبثاء اعداء الشعوب ،فاننا ننحاز جهارا نهارا الى اشقائنا السوريين واى بشار الرئيس العربي المقاوم الوحيد في الساحة العربية للمشروع الامريكي المدمرز

  2. مع وحدة سورية
    01/10/2014 at 16:37

    لاتنسى يا سيدي ان امريكا هي عدوة الشعوب التي لا تريد الرضوخ لارادتها و لا تريد التمسح باحذيتها.و امريكا هي الحبيبة و الاخت الشقيقة لاسرائيل.واذا كان ان ننحاز الى جهة بشار و سوريا الحبيبة و اهلها الطيبين و بين امريكا و اسرائيل الخبثاء اعداء الشعوب ،فاننا ننحاز جهارا نهارا الى اشقائنا السوريين واى بشار الرئيس العربي المقاوم الوحيد في الساحة العربية للمشروع الامريكي المدمرز
    Source : link to oujdacity.net

  3. Abdeslem Kchikach
    06/10/2014 at 10:44

    Pourquoi tu crois à ce que dit l’Amérique et tu doutes des déclarations de la Syrie.sur quels critères objectifs tu épouses ce que déclarent les américains.je pense cher ami que tu fais partie de ces gens qui détestent le régime de Bachar et partant tu fais tiennes toutes les informations souvent fausses qui proviennent de ses ennemis .ton article je l’ai lu mais ne m’a pas convaincu

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.