Home»Correspondants»الحرب على (داعش) في العراق: عندما يصبح الجلاد ملاذا .

الحرب على (داعش) في العراق: عندما يصبح الجلاد ملاذا .

0
Shares
PinterestGoogle+

تلوح في الأفق سنوات أخرى من نهب و استنزاف ثروات العراق   ، البترولية والبشرية وغيرها ،  و إراقة الدماء العربية ، تحت يافطة محاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ،  و يمتد هذا  الاستنزاف إلى دول عربية أخرى كسوريا بشكل مباشر أو غير مباشر ،   وهي أيضا  سنوات من الدمار والخراب في حرب تشن في الأراضي العربية ، ولاشك أنها ستكون لها انعكاسات على الأجيال  الحالية واللاحقة   ،ولا تستثني منها حتى الأجنة في أرحام الأمهات .
والغريب في الأمر ،والمخجل بالنسبة للدول العربية و حكامها، هو العجز الدائم  على إيجاد حلول عربية للأزمات ، و الاضطرار(إن كان هناك اضطرار فعلي) إلى  الاستنجاد بأمريكا  وحلفائها ، أمريكا :  المحتل الذي اتهمته المقاومة العراقية الحقيقية وبالحجج الدامغة  بإثارة النزعات الطائفية  لتقسيم العراق وإضعافه ، وتدبير عدد كبير من العمليات الإرهابية التي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء العراقيين المدنيين  وغيرهم (1)
. وتشير التصريحات الأولى أن هذه الحرب ستستغرق على الأقل ثلاث سنوات .

العملية التي  تحضر لها أمريكا  دفاعا على العراق، كما تزعم  هي وحلفاؤها ، ومن خلاله على شعوب المنطقة ،  ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ، هي شبيهة بمن يعبث  ، ويقضي بالكامل  على المناعة  الطبيعية والمكتسبة لشخص،  ويدعي بعدها أنه صادق في  معالجته من الأمراض الانتهازية التي أصابته نتيجة ذلك .
فالذي قام بحل جيش العراق الباسل ، الذي  شكل مند تأسيسه في 6 يناير 1961 رمزا لأمن  الشعب العراقي  واستقراره ، وعزته وكرامته ، ومناعته  ، وساهم إلى جانبه في كل الأحداث والمحن  التي عاشها ، لا يمكنه أن يدعي  الدفاع على العراقيين  وسلامتهم وأمنهم .
فرغم انتهاء الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها سنة 2003 ، قام الاحتلال بحل الجيش العراقي، و في عملية انتقامية غير مسبوقة قام بتدمير ترسانة هامة من الدبابات والمدرعات  العراقية الصالحة والتي فاق عددها  ثمانية آلاف (2) ، دفع فيها الشعب العراقي تكاليف باهظة  ، وسمح الاحتلال لعصابات التهريب ببيع قطعها ، وتصديرها لدول الجوار كأجزاء بالية ، وقام بنزع سلاح  الجيش حتى لا يهدد الاحتلال والحكومات التي صممها على مقاسه .

ويشير عضو الجيش العراقي السابق العقيد الركن سعيد حسني فيشير،  إلى أن عدة إطراف اشتركت في مآمر ة تدمير وحل الجيش العراقي  البطل ، لأنه شكل خطرا على أطماعها ومصالحها في المنطقة العربية ،  ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ، وحتى بعض أحزاب الحكومة العراقية المدفوعين من الدول المعادية للعراق ،  ونصبت محله خليطا وهنا، وغير متجانس ، من أفراد مليشيات الأحزاب العراقية ، باسم الدفاع المدني ، ثم الحرس الوطني ، من أجل تعزيز مواقعها في السلطة ، مثل مليشيات البشمركة التابعة للأحزاب الكردية ، وقوات بدر ، ومسلحي الوفاق والمؤتمر ، هذه  الأطراف  تدين بالولاء للأحزاب وللسلطة وليس للوطن .
والمتتبع لعناصر الجيش العراقي السابق  الذين طلبوا الانضمام (للجيش الجديد) وهم قلة ،  يعرف  انه  تم   انتقاؤهم  على أسس طائفية فا لضباط الذين زكتهم  أ حزاب شيعية  تم الحفاظ  على رتبهم السابقة كضباط ،  أما الذين زكاهم الحزب الإسلامي أ و المستقلون تم قبولهم  على قلتهم  كجنود ومراتب فقط . لهذا فضلوا المقاومة على العودة إلى الجيش  .
تفاخر الشعب العراقي  بالجيش مند تأسيسه واعتبره رمزا لسيادة العراق و أمنه،  ووحدته ، ومن أقدم جيوش  القرن العشرين النظامية وأقواها
. شارك مند تأ سيسه في 6مارس 1961 ، أي في بداية قيام الدولة العراقية الحديثة ،  إلى جانب الشعب العراقي في مختلف  الظروف سواء في الثورات والانتفاضات الداخلية  أو في حماية الوطن من الأطماع الخارجية الكثيرة ،  وساهم في معارك العرب التاريخية ضد الكيان الصهيوني  حيث لعب دورا هاما في معادلة الصراع  العربي  ـ الصهيوني .
وأشار اللواء المتقاعد هلال السمري ، في ذكرى تأسيس هذا الجيش قائلا  إن  الجيش العراقي لم يكن في يوم من الأيام تابعا روحيا لأحد  إلا  للشعب العراقي وقضاياه ،  وقال إنه الجيش الوحيد في العالم الذي تحدى الجيش الأمريكي  الذي ترتجف الحكومات والجيوش من مجرد ذكر اسمه، وخاض ضده معارك ضارية في عامي 1991 ـ 2003 وأ لحق به خسائر فادحة عملت الولايات المتحدة على  إ خفائها عن الجميع، رغم الفارق الكبير في الأسلحة والإمكانيات التكنولوجية ، والدعم المفتوح . وكسر حاجز الخوف وحطم نظرية الأمن الإسرائيلي عندما ضرب إسرائيل عام 1991 بأكثر من  30 صاروخ  دون أ ن تتمكن من منعها من إصابة أهدافها .
لا أريد هنا الاسترسال في الأمجاد والانتصارات التي حققها الجيش العراقي سواء كجيش نظامي عراقي ، أوبعد حله،  كأفراد مقاومة أذهلت الاحتلال الأمريكي  بإبداعاتها في مجال حرب العصابات التي شنتها ضده ، فيكفي أنه لم يعرف لحد الآن تركيبة المتفجرات المتحكم فيها عن بعد ، والتي فتت أحدث الدبابات الأمريكية بقوتها ، ولم تستطع رداراته  الإحساس بها واكتشافها  ، وأكتقي بالتساؤلات التالية :

1 ـ هل كانت ستقوم قائمة لداعش في العراق وتتوسع تنظيميا فيه ،  لو كان الجيش العراقي،  الذي فرط فيه العرب وأسلموه للاحتلال،    بتجربته الكبيرة  وترسانته الحربية الهامة  قائما ؟

2 ـ أين نخوة الجيوش العربية والحكام العرب ، وشعوبهم تردد يوميا  في احتجاجاتها شعار  » يكفينا ، يكفينا من الحروب ، أمريكا ، أمريكا عدوة الشعوب  » ،   ونضرائهم يستنجدون بأمريكا  وبالدول الامبريالية التي لا يحركها سوى النفط العربي ومنه العراقي ، وسائر الثروات العربية   ، ومصالح شعوبها  ، وهاجس  تفوق ربيبتهم المدللة ،الكيان الصهيوني  ؟

3ـ   متى يستوعب الحكام  ، والحكومات العربية درس دول أمريكا اللاتينية ،  التي  تحررت من التبعية وهيمنة الامبريالية  الأمريكية  ، حتى أصبح عدد منها،  لاستقلالية قراراته ،  وكأنه ينوب عن العرب والمسلمين في قضاياهم   وطرد سفراء الكيان الصهيوني،  ونعته بنعوت تجرمه دوليا ، ومناصرة كافة القضايا الإنسانية العادلة  ؟

المفتاح

1ـ كتاب حقيقة ما يجري في العراق ، أسرار وخفايا المقاومة العراقية ،  لعادل الجوجرى .دار الكتاب العربي  دمشق ـ القاهرة : يشير الكتاب إلى مجموعة من التفجيرات  والعمليات الإرهابية في العراق ويعطي الدلائل على أن الاحتلال هو من نفذها ، كما يفضح التدخل الصهيوني  السافر في العراق  .
2 ـ نفس المرجع الصفحة  100 .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *