Home»International»غزة في ظلال فتن آخر الزمان !!

غزة في ظلال فتن آخر الزمان !!

0
Shares
PinterestGoogle+
 

عبد المجيد مجيدي

كما أن رُمّان الجنة ليس هُوَ..هُوَ رُمّان الدنيا..
وكما أن نساء حينا لسن حور النعيم..
وكما كانت خمرة فتى يوسف منجية وجرعة الحلاج قاتلة..
فإن من باب الحكمة اللقمانية والعدالة العمرية والفهم اللجي ألا تكون طبعا أحاديث الفتن صورة طبق الأصل لأخواتها السابقات واللاحقات.
ذلك أن منطقَها..لا ريبَ فيه سليماني.
وإنه أبدا ما كانت ولا تكون صَلْصَلَة جَرْسِ عباراتها مِن تَقَوُّلِ إنسي ولا جني..
وأنه في ظلالها الشريفة نلمح غزة المكلومة..
عفوا المجروحة ..
أنا آسف..
لم أجدها في كراستي ولا في ذاكرتي ولا حتى على خريطة مدرستي.
فكلمة « غزة » محاصرة هذه الأيام ، وممنوع تداولها خاصة بمساجد أوروبا الديمقراطية.
المهم أن جنابة لساني المذكورة ، وناقضة وضوئي الوطني ، وخارمة مروءتي الإنسانية هي مما سكت عنه « الشارع » رحمة بهذه الأمة ، ورعيا لمقاصد الدين ؛ فحيثما وجدت المصلحة في الصمت إزاء ما يجري في غزة أيام الفتنة فـثم شرع الله.
وإني قد رأيت فيما يرى النائم حلما..
لا.. هو ليس حلما ؛ لأن الأحلام نفسانية وأنا ليست لي نفس ؛ كشأن أناسي كثيرا..
ربما رؤيا..
لا.. لا…
ليست رؤيا ؛ لأن الرؤى مبشرات لا يراها إلا خدام الشيوخ ، والشيخ كبريت أحمر مرسل لخواص الخلق على حد تعبير الجيلاني في الأسرار..وأنا من عامة الناس ، أتبع أنبياء الشعوب.
بيد أنني رأيتها عيانا لا تقليدا..
يسميها المسئول الإعلامي ومؤلف كتاب الإبريز : مشاهدة..
نعم ممكن..
لله في خلقه شؤون..فتوحات ربانية خصوصا مع التخفيضات و »العروض الخاصة » هذه الأيام..
بصراحة كانت مشاهدة على قناة تلفزية..
ولكن ليس بالضرورة الوثوق الأعمى في كل ما يبثه الإعلام ، خصوصا مع الفتاوى العابرة للقارات التي بذلت جهدا استقرائيا لا يخالطه وهم ولا شك أن التلفاز في زمن الفتنة هو المسيخ الدجال ؛ فهو يسحر أعيننا بالصور  الخداعة ، وبنقل الوقائع المزورة ، وبتزييف الحقائق على الأرض.
لا أعرف فقهاء الجزر الحلال واللحم الحلال ماذا يسمون من يقتل الأطفال بنار أسلحته في قطاع العزة ويفتخر بفعلته على القنوات الفضائية ؟
أهو مما يفتتن به الناس في واقع الأمر وليس كما ينقله الأعور، وحقيقة ما يُرى من نار طائرات ودبابات هي ماء بارد، وما حصار القطاع إلا لمسة خير من جنة آل الدجال ؟ !
أم أن أطفال غزة هم كذلك من « الهلال السفياني » الذي سيخسف به في بيداء بين مكة و المدينة ؟ !
ينسى فقهاؤنا ضابطا لابن القيم يفيد أن  » من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عُرْفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن حالهم فقد ضل وأضل »..
لم يقدم لهم القتلة هذه المرة أقلام تلوين مكتوب عليها أحب دولة (إسرا….) كما ألـفـيناهم مع أطفال القيروان بتونس السنة الماضية ، بل رموهم بصواريخ من فوق رؤوسهم بحي الشجاعية ، حي التفاح ، حي الليمون ، خان يونس..وما خزاعة منا ببعيد !
ظن الأطفال أنها أقلام تلوين..
استشهد الأطفال وناموا جنبا إلى جنب كعلبة أقلام التلوين..لكن باللون الأحمر من النوع النادر.
وعكس أقلام التلوين المدرسية..كتب التاريخ بالدم المقدس على محيى أبطالنا الصغار : أحب فلسطين.
لم يتخذوا عليهم مسجدا..
ولم يماروا في عدتهم..
ولم يكتبوا عنهم أسفارا..
ولم يرتلوا لأجلهم مزمارا..
ربما لأن الحق في الحياة أصبح اليوم أبخس قيمة عما كان عليه الأمر في عصر فتية دقـيانوس..
التلفاز أو ممسوح العين الذي أصبح منقسما هذه الأيام ـــ ربما لأنه أعور لا يرى وحوش البرية تنهش في براءة الصغارـــ يدعي أن :
قتل كلب في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب بأكمله مسألة فيها نظر.
ويفتي على الملأ أن التضامن مع أطفال غزة في زمن الفتن فساد وإفساد ويصد الناس عن ذكر الله (كذا !!).
« نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال ».
من أجل تلك المعاني الانزياحية أُخرِجت لنا أحاديث الفتن في طبعات جديدة ؛ منقحة ومزيدة كسائر مؤلفات البشر ، بعد أن أُفرِغت من معناها وقدسيتها ، وحُرِفت عن سياقاتها الظرفية.
غير أن غزة لم تخضع لنفس معامل صناعة الغثائية والهوان والمازوشية ؛ فشعبها ما بدل تبديلا بل فَقِه الفرق بين شؤون السماء وناموس الأرض..
بين دعاء المَلَـك وسلطان المَلِـك..
تيقـن أن غزة وإن كانت حقا في زمن فتنة ، لكنها فتنة ظلم متجدد عبر تاريخ المسلمين ؛ وظلم العُرْب أشد وأخزى..
جاء في الفتاوى (م28/ص146) :  » أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام ».
حقيقة ضائعة ..!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.