من من لا يعلم قصة الامة العربية المستنجدة بالخليفة العباسي المعتصم,حين تعرضت لظلم اعجمي في بلاد الروم,ومن منا لا يعلم كيف استطاعت كلمة الاستنجاد التي خرجت من فم الامة المظلومة ان تؤثر في خليفة المسلمين وتحرك نخوة العروبة بين جوانحه ليجهز جحفلا لنصرة ابنة جلدته التي تعرضت للظلم والتجبر والاحتقار.ومن منا لا يعلم كيف حوصرت مدينة الاعجمي حتى فتحت ابوابها امام جند المسامين عن طواعية,لتتم محاكمة القصاص بين الاعجمي الظالم المتجبر والامة العربية المسلمة المظلومة,فكانت من اعظم المحاكمات التي مجدت نخوة الامة العربية عبر التاريخ,واعطت الامة العربية اروع درس للعجم في العفو والتسامح,فقالت شامخة اني لاعفو عنه لان العفو عند المقدرة من شيم العرب.وكانها كانت تتنبأ ان  العفو لن يحيد عن امة العرب,وبالفعل ها نحن نرى التجبر السافر على المستضعفين من قبل الصهاينة المجرمين,فلم تتاثر نفوسهم الخبيثة الحاقدة بدماء الاطفال الابرياء والشيوخ والنساء المسنين,وهم يدكون المنازل باعتى سلاح على وجه الارض,غير ابهين بارواح الاطفال والنساء والشيوخ,بل يكثفون من القصف والتقتيل كلما سقط على مدنهم صاروخ من صنع محلي شانهم في ذلك شان الكلاب المصابة بالسعر,تزيد نباحا كلما قذفت بالحجارة.

انها امة النفاق والخداع منذ القدم فقد نقضت العهود وقتلت الانبياء,وشككت في الرسالات وتطاولت على حدود الخالق,وما اقترافها لهذه المناكر الا امتداد لتاريخها الدنيئ .لكن بما انها امة معروفة بالخصال الحيوانية,البعيدة كل البعد  عن القيم البشرية,اين العرب لنصرة اخوانهم في غزة؟

اظن ان لا حياة لمن تنادي,خنوع وانبطاح وربما خوف من شبح الصهاينة ادى بالعرب الى الحضيض,لا صوت لهم يسمع في المحافل الدولية,ولا تهديدهم يؤخذ بعين الجد,وصدق فيهم قول ابن رشيق:

مما يزهدني في ارض اندلس+اسماء معتمد فيها ومعتضد

القاب مملكة في غير موضعها+كالهر يحكي انتفاخا صورة الاسد

والطامة التي ما بعدها طامة لو صح الخبر الذي يشير الى ان ممول الحرب الاسرائيلية على غزة هي دولة عربية,ولا نقول ازاء هذا حسب العرب الله ونعم الوكيل,فقد دفنت الجسم العربي تحت الثرى بلا عودة,ولن يغفر التاريخ مثل هكذا زلات لانها زلات تمرغ الوجه العربي وكرامته في التراب,ولن تعود ايام العفو عند المقدرة من شيم العرب,بل تتبدل الى طلب الصفح عند الانهزامية والانبطاح.