Home»Correspondants»القابعون خلف الظلام

القابعون خلف الظلام

0
Shares
PinterestGoogle+

من الناس فصائل لا يرتاحون للعمل في وضح النهار ، هؤلاء لا يشركون غيرهم في عمل هو ملك للجميع بقدر ما يتسترون وراء مصالحهم ومنافعهم ، لاشك أنهم ينسون أنهم ينتمون لدين يعد الله عز وجل هو رقيب الجميع ، لاشك أنهم يتناسون قول الحبيب المصطفى : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) يتناسون أن منظور المصلحة الخاصة حرم لأنه يضر بصاحبه وبالجماعة وبالأفراد ، آه لو تربى كل فرد على مدلول الصالح العام بحق وبصدق كما يحب الله ويرضى لكان لنا شأن آخر في الحياة الدنيا  كباقي خلق الله الذين قطعوا أشواطا في التربية وحسن الخلق حتى أولئك الذين  لا دين لهم ، وبنوا أمما عادلة عالمة متقدمة يغيب فيها الجهل والأمية ويحضر فيها التطبيب والتشغيل والنمو في كل الميادين ، أما الأمة العربية فغارقة ولازالت تغرق على الرغم مما لديها من التنوع في الخيرات ، من معادن وجغرافيا وطاقات شابة … ولكن خذلنا أنفسنا بغياب الإتقان في العمل على الرغم من تميزنا بعقيدة فيها : ( رحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه ) وفيها سيرة رجل من السلف الصالح : لو عثرت بغلة في العراق لحاسبني الله لم لم تصلح لها الطريق يا عمر ) . الذي يتقن العمل أيا كان منصبه عليه أن يعلم أن الله يبارك في ماله وفي أولاده وفي أهله وأنه ينفع غيره وأمته ويكون نموذجا يحتدى به  في الخير وفي صناعة مصير أجيال بأكملها وسيعيش كبيرا ويموت كبيرا ويبقى حيا عمله كبيرا والذي يحب نفسه وأهله وعشيرته المحيطة به فليعلم أنه صغير سيورثهم صغارا وسيعيش صغيرا ويموت صغيرا وينقطع أثره بمجرد موته ،

فالذي لا يحب الناس ولا يأبه لمشاكلهم ولا يسعى لحلها ولا يزرع الخير ولا يتسع قلبه للصلاح والفلاح والبذور الجيدة ، ولا يجعل نصب عينيه استفادة الأمة منه فإن قلبه قاس ويقبع مع أمثاله خلف ظلام يحجب عنه نور العمل الصالح الذي يكون في وضح النهار ، وقليل من يعلم أن حجمه ووزنه بما يقدم من الأعمال الصالحات (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ))  (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) والله ما سر تقدم الأمم وتأخرنا إلا في حال أنفسنا التي استحوذت عليها شهوة المال وكسبه بأية طريقة بالغش وبالسرقة … وبناء ( المجد ) على أنقاض الآخرين ، حتى أصبح صاحب المبادئ البناءة والمروءة الفاضلة يحس بالغربة ، ويحس أنه في زمن أصبح فيه اللئيم كريما والكريم لئيما ، وهيهات هيهات لن ينصلح حال الأمة إلا بعد استيعاب قول الله عز وجل (( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *