Home»International»وقفة مع نتائج امتحانات الباكالوريا

وقفة مع نتائج امتحانات الباكالوريا

0
Shares
PinterestGoogle+

كثر القيل و القال عن نتائج الباكالوريا وعن تقدم نيابة معينة عن باقي النيابات في الجهة و عن ظاهرة الغش في الحراسة ودورها في هذه النتائج وحصر هذه الظاهرة على هذه النيابة دون باقي النيابات فساد التلاسن و إصدار الأحكام الجاهزة التي تحكمها العاطفة و الانفعال فضاع الخيط الموجه الذي من المفروض إتباعه لوضع اليد على الأسباب الكامنة وراء تضخيم هذه النتائج أو تقزيمها

وأرى أنه من الأ فيد لملامسة هذه الأسباب البدء بتحديد كيفية حساب المعدل في السنة النهائية أي الثانية باكالوريا للتمكن من رصد المستويات التي يمكن أن نلحظ فيها هذا الاختلاف ، فهذا المعدل يتكون من 25% من معدل نقط المراقبة المستمرة و 25% لمعدل الامتحان الجهوي الذي يتم إجراؤه في السنة الأولى باكالوريا في "المواد الثانوية " و 50% للامتحان الوطني .

* فالاختلاف الأول مرده إلى معدل الامتحان الجهوي ، فمن التلاميذ من يهتم بهذا الموضوع منذ بداية السنة و يعمل على التحضير له بتفاني و إخلاص معتمدا لأجل ذلك على مؤهلاته الشخصية و على الظروف الإيجابية التي وفرت له كجدية الأستاذ الذي يدرسه و الدعم الخارجي الذي يحض به ، ومنهم من لا يستشعر قيمة هذا الامتحان إلا بعد فوات الأوان نظرا لاعتبارات متعددة مرتبطة ارتباطا عضويا بالظروف المادية السلبية و الفتور في التحضير نظرا لغياب الاستعداد الشخصي و عدم توفر المدرس الكفء و المحفز …، و يأتي مشكل ظروف الحراسة في الامتحان و طريقة التصحيح للأسف ليخلط الأوراق في حالات كثيرة و ليلعب دورا إضافيا لصالح فريق على حساب الآخر أو لصا لحهما معا فيظهر الاختلاف مرة أخرى في النتائج و يتسع الفارق بين التلاميذ ، فمنهم من ينتقل وهو محمل بفائض كبير عن المعدل يجعله يواجه السنة النهائية بكل اطمئنان ….، ومنهم من ينتقل وهو مثقل بالديون في كل المواد التي اجتازها إذ أن معدله لا يتجاوز سقف 06 أو 05من عشرين ، و أود أن أنوه بهذه المناسبة إلا أنه بإمكان و لي الأمر أن يطلب رسوب ابنه في حالة عدم حصوله على أقل من المعدل في الامتحان الجهوي كما صرح بذلك السيد مدير الأكاديمية للجهة الشرقية في اللقاء التحضيري للمداولات في نتائج الباكالوريا

* الاختلاف الثاني منشؤه المعدل المحصل عليه في المراقبة المستمرة الذي يرتبط ارتباطا تاما بمشكل تقويم إنجازات التلاميذ من طرف المدرسين فمنهم من يلتزم بالنزاهة و يعمل على تطبيق ماورد في المذكرات الوزارية من توجيهات و لا يعطي التلميذ إلا مايستحقه حسب تقديره بالطيع ، ومنهم من يقفز على كل ماورد من توجيهات رسمية و يبالغ إما في تضخيم هذه النقط عملا بمبدإ "الرحمة و الرأفة" حسب فهمه ولاعتبارات شخصية أخرى لا علاقة لها بالمجال التربوي ، و إما قي تقزيمها و كأنه يخرجها من جيبه عبر عين إبرة فينتج عن ذلك تباين كبير في المعدلات يلمسه كل من حضر في لجان المداولات

* مستوى الاختلاف الأخير هو المعدل المحصل عليه في الامتحان الوطني و الذي ينطبق عليه ما قد قيل في الامتحان الجهوي و المراقبة المستمرة

وتأسيسا على ماسبق يتبين بأن إشكالية تباين النتائج في السنة النهائية تعود إلى عدة عوامل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
– التلميذ في حد ذاته و مدى استعداده و مؤهلاته
– توفر أو غياب الأستاذ الكفء الذي له ضمير مهني، الأستاذ النزيه الواعي بمسؤولياته المحب لمهنته المدرك للمشاكل التي يعاني منها التلميذ و المستعد للوقوف بجانبه و مساعدته على تجاوزها متوسلا لأجل ذلك بكل مايملك من خبرة و تجربة
– غياب عملية الدعم المؤسساتي بالرغم من أن العديد من المذكرات الوزارية تنص على ذلك مما يجعل شريحة كبيرة من التلاميذ الذين ينحدرون من أسر ذات دخل محدود والفقيرة يحرمون من هذه العملية
– استفادة تلاميذ الأسر المحضوضة ماديا من عملية الدعم المؤدى عليها خارج المؤسسات و التي للأسف تسيل لها لعاب بعض المدرسين سيلا و أنا هنا لا أقصد المدرسين الجادين الذين يحرصون على التوفيق بين مختلف المهام الموكولة إليهم ولكن أقصد هؤلاء الذين يدفعون التلاميذ دفعا ، بطرق مختلفة لإجراء ساعات إضافية
– ظروف الحراسة التي تختلف من مؤسسة إلى أخرى لاعتبارات مختلفة و التي تلعب للأسف في بعض الحالات دورا أساسيا في تضخيم هذه النتائج
– درجة صعوبة الأسئلة المقترحة في الا متحان سواء الجهوي أو الوطني
– اختلاف في طريقة التصحيح من أستاذ إلى آخر و تأثرها بعدة ظروف
– غياب التصحيح الجماعي الذي يساهم في الرفع من نسبة تكافئ الفرص
– غياب عملية مراقبة التصحيح
– اختلاف نقط المراقبة المستمرة الممنوحة من طرف المدرسين لاعتبارات مرتبطة بطبيعة المواضيع المقترحة وعددها و أشكالها و بطريقة تصحيحها …الخ

بعد هذا العرض لبعض العوامل التي تساهم في تضخيم الفارق في النقط بين التلاميذ و التي في الحقيقة لا تمثل إلا جزءا يسيرا من لا ئحة طويلة يصعب حصرها في مقال كهذا أقدم فيما يلي بعض الاقتراحات العملية التي يمكن أن تساهم في معالجة هذا المشكل :
– بالنسبة للمفتش : . من المفروض أن لا يكتفي بمراقبة سير الدراسة داخل الفصل و يعمل على تخصيص زيارات خاصة للمراقبة المستمرة يتفقد فيها مدى التزام المدرس بالتوجيهات الواردة في هذا المجال من خلال الاطلاع على أشكال التقويم و فروض المراقبة المستمرة التي تم إنجازها لتعرف طبيعة موضوعاتها و أنواعها و طريقة تصحيحها و عددها و ظروف إنجازها و تواريخها و نقطها …و مدى استثمارها من طرف الأستاذ في إجراء عملية الدعم، و التعامل بحزم مع المتهاونين في هذا المجال و إنجاز تقارير في الموضوع .
. تمكين المفتشين من المعدلات النهائبة التي يتم إرسالها إلى الأكاديمية و تكليفهم بتنظيم حملات لمقارنتها مع تلك المثبتة في لوائح النقط الأصلية و في أوراق تحرير التلاميذ و إنجاز تقارير في الموضوع و إرسالها للنيابة و الأكاديمية لكي يقوموا بالضرب بيد من حديد على كل متلاعب بها
– حث المنسقين على صعيد الأكاديميات على استثمار معطيات التقارير الواردة إليهم في شان المراقبة المستمرة وتدارس أساليب تطويرها مع باقي المفتشين ووضع خطط لأجل ذلك ، و أشير في هذا الإطار إلى ضرورة إسناد مقاطعة تفتيش للمنسق كما تنص على ذلك المذكرات الوزارية ليبقى على اتصال بالميدان وبالمشاكل التي يعيشها .

– بالنسبة لإدارة المؤسسة : يجب عليها السهر على تطبيق مقتضيات المذكرات الواردة في شأن المراقبة المستمرة و الحرص على تتبع و احترام و مراقبة جميع العمليات المرتبطة بها دون تهاون و استثمار نتائجها بتنسيق مع الأساتذة و بالاستعانة بمجلس التدبير و بتعاون مع جمعية أباء و أولياءالتلاميذ و اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل تقديم الدعم المناسب للتلاميذ المتعثرين و حثهم على المواظبة و الاجتهاد و إنجاز تقارير دورية في هذا الموضوع ، يتم فيها تحديد عدد التلاميذ الذين سيستفيدون من عملية الدعم و من سيقوم بها و متى و أين و كبف و تحديد وقعها على نتائج التلاميذ الذين خضعوا لها و موافات المفتشين بها حسب التخصصات . و بالمناسبة يمكن أن تحتسب المجهودات الإضافية التي يقوم بها المدرس في هذا المجال في تنقيطه من طرف رئيس المؤسسة و المفتش
– الأكاديمية : عليها أن تحدد بدقة بتنسيق مع المفتششين و رؤساء المؤسسات تواريخ إجراء الفروض الكتابية للمراقبة المستمرة بالنسبة لكل مادة في بداية السنة الدراسية لتفادي الخلل و الارتباك الذي يمكن أن يطال هذه العملية على أكثر من واجهة
– اقتراحات إضافية : * السماح للتلاميذ الذين انتقلوا من السنة الأولى إلى السنة الثانية باكالوريا و لم يحصلوا على المعدل بأن يعيدوا اجتياز الامتحان الوطني في المواد التي لم يحصلوا فيها على المعدل على غرار ماهو معمول به في التعليم الجامعي
* إعادة النظر في مسألة الحراسة بنقل المترشحين خارج مؤسساتهم إلى مراكز امتحان أخرى
– إعادة النظر في طريقة التصحيح بالاقتصار على بعض المراكز و إعطاء الأولوية للتصحيح الجماعي للأ سئلة مع تعيين مفتش من نيابة أخرى على رأس كل مركز توكل له مهمة مراقبة هذه العملية لضمان أكبر لتكافؤ الفرص . وبالله التوفيق

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. متتبع
    27/06/2007 at 17:51

    لقد تم تكوين لجان إقليمية لتتبع عمليات التقويم بجميع الاسلاك لكن بقيت حبرا على ورق.ويجب تفعيلها و وضع جميع الوسائل الضرورية رهن إشارتها وأذا تبث أن نيابة ما قد توفقت في نتائجا يجب تشجيعها لا الطعن فيها. وإذا تبث أن هناك تلاعب او تقصير من اي نوع فيجب محاسبة المعنيين كيفما كانت مسؤوليتهم. وأعتقد أن تفعيل هذه اللجان سيكشف على غرائب المراقبة و التقويم بصفة عامة.فمثلا هل يعقل أن ينتقل تلميذ بالتعليم الابتدائي من مستوى الى آخر بمعدل يقل عن واحد على عشرة(10/1) ويحصل على « شهادة التعليم الابتدائي  » بمعدل 10/4 و بدون مداولات ضدا على القرار الوزاري و.كتابة الاجوبة للتلاميذ في الامتحان المحلي او الاقليمي او الجهوي و….و…. وما خفي أعظم.و لمعرفة حقيقة تقويمنا يكفي أن نجيب على السؤال التالي: ما هي نسبة الناجحين من كل مستوى إلى أخر بالمعدل؟ مع افتراض أن مراحل التقويم كلها سليمة اما إذا حققنا في طرائق التقويم فذلك موضوع آخر. وأعطي مثال لدراسة متواضعة: في نيابة ما كل تلميذ إنتقل من الثالثة إعدادي الى الجدوع المشتركة بمعدل 20/10 فما فوق إنتقل معه تلميذ آخر بمعدل يقل عن 20/10 . بمعنى مبسط كل تلميذ موجود بالجدوع المشتركة بهذه النيابة ب »إستحقاق » بجانبه تلميذ آخر بدون إستحقاق فمذا يمكن إنتظاره من منظومة تربوية تقبل هذه التناقضات و الإختلالات؟

  2. ع/ق
    27/06/2007 at 17:51

    اغلب هدة الملاحظات معمول بها من طرف مجموعة من المراقبين والمدرسين والمؤسسات .
    مسالة طلب تكرار السنة الاولى في حالة عدم حصول المترشح على المعدل معمول بها والان ادا نصفحت موقع الوزارة ستجد ان المدكرة صدرت ولم تصل بعد الى المؤسسات التعليمية .كل من حصل على معدل اقل من 8من حق اولياء امره ان يتقدموا بطلب الى المؤسسة من اجل اعادة السنة وهدا حسب الامكانات المتاحة بكل مؤسسة. الا تلاحظ معي بانك حملت المدرسين حصة الاسد مما يقع ؟

  3. رئيس جمعية أباء
    27/06/2007 at 17:51

    حفظك الله .

  4. تلميد حصل مؤخرا على البكالوريا
    27/06/2007 at 18:58

    السلام عليكم ,أرى أننا أعطينا الأمور أكثر مما تستحق , فجعلنا للراسبين دريعة الغش رغم أن الغريب في الأمر أنهم هم كدلك استعملوا هده العملية ولم ينجحوا . ما نسيناه ولم نتحدث عنه هو أن للآباء دور كبير في هدا فمن التلاميد من لا يفتح كتبه في المنزل ولا أحد يسأله عن ظروف دراسته أو عن نقطه ويوم الامتحان نجد التوثر باديا على آبائهم .اد داك يكون الآوان قد فات
    ما أريد أن أنصح به كل تلميد قرأ هدا التعليق وهو على أبواب البكالوريا :العمل المنتظم والمستمر ولا يغرنك أصحاب الليالي البيضاء بل اجتهد كل يوم واجعل سنتك تمر في فراغ بعيدا عن كل قيل وقال أو أهواء صبيانية واعلم أن البكالوريا ليست سهلة وليست صعبة ادا تحلى الانسان بالصبر والكمال على الله وهو الموفق

  5. متتبع غيور
    29/06/2007 at 00:29

    كثر الحديث عن الباكالوريا و عن الغش الذي لا يختلف فيه اثنان و لا يتناطحه عنزان .فالمشكل ليس في سن القوانين و لكن في من يسهر على تطبيقها و تنفيذها .فترسانة القوانين لا حصر لها في بلدنا و لكن تبقى حبرا على ورق في كل الميادين .فسواء كان الملاحظ من نفس النيابة أو من غيرها علينا أن نتساءل أهو من نفس الطينة أم لا. فلو أننا نضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه الاسهام في افساد المنظومة التربوية لارتدع البعض و لعملنا على الاصلاح.فما حدث في مكناس لا يمكن نسيانه ببساطة و ذهب الشاوش كبش فداء ،انه الضحك على الاذقان ،فنسمع في بلاد العم سام عن هفوة معلم و سقوط وزير و الفاهم يفهم..

  6. عبد العليم
    07/11/2007 at 23:29

    أين نتائج الراسبين ولمادا ترفض مديريات التربية إرسالها وتوزيعها على اصحابها

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *