Home»International»التجني على بعض علماء الأمة بغرض التشكيك في مصداقيتهم بمناسبة أحداث تونس

التجني على بعض علماء الأمة بغرض التشكيك في مصداقيتهم بمناسبة أحداث تونس

0
Shares
PinterestGoogle+
 

نشر أحد المواقع الالكترونية  المغربية مقالا تحت عنوان :  » العلماء والدعاة بين إرضاء الحكام وإرضاء الجماهير  » ولم يتردد صاحبه في الاتهام الصريح لبعض علماء الأمة وعلى رأسهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حيث اتهمه بأنه كان يزور بلدان المغرب العربي ويكيل المدائح لحكامها وبعد سقوط نظام الدكتاتور بن علي ركب موجة إرضاء الجماهير. وأعتقد أن هذا محض اتهام باطل و يدخل ضمن ما يسمى إلقاء الكلام على عواهنه لأن التاريخ يشهد أن العلامة القرضاوي ليس بالمداح وإنما عرف بجسارته أمام الحكام ومواقفه معروفة في مناسبة مشهورة وفي لقاءات علمية حضرها حكام ولم يمنعه ذلك من إبداء رأيه خلاف ما كان يريد بعض هؤلاء الحكام ، وقد صرف ذات يوم شبه مطرود في بلد عربي لأنه أغضب أحد الحكام ولم يعزف له على وتره المفضل والقصة مشهورة معلومة لا يمكن إنكارها. وأعتقد أن موقف القرضاوي كان واضحا قبل سقوط الطاغية التونسي حيث سبقت انتقاداته سقوط بن علي ولم يكن أحد يتوقع سقوطه حين كان الشيخ القرضاوي يدين ظلمه. وأعتقد أن الشيخ القرضاوي أكثر علماء الأمة تعرضا لمختلف المضايقات. لقد كان ضحية الأنظمة المستبدة في وطنه الأصلي مما جعله يعيش متنقلا وغريبا عن وطنه بسبب المضايقات ، ولم يجد القسط اليسير من حرية التعبير إلا في بلدان عربية غير بلده. ومن الغريب أن ينتظر بعض الناس انتحار العلماء أمام الطغاة لتسليمهم شهادة العالمية والاعتراف بمصداقيتهم. فما أسهل وما أهون أن يصرح العالم بانتقاد طاغية فيزج به في غياهب السجون ويقضي أشواطا طويلة من عمره فيها ولا يتحرك أحد من الذين يطالبونه بانتقاد الطاغية لتخليصه من سجنه ومحنته .

وما أكثر العلماء الذين سجنوا في مختلف البلاد العربية ولا زالوا والناس عنهم غافلون لا يذكرونهم مجرد الذكر. فليس من المعقول أن نطالب العلماء بمواجهة الطواغيت لنتفرج عليهم وإلا شككنا في مصداقيتهم. إن حكمة العلماء فوق ما يتصوره عوام الناس فقد تدعو ظروف الدعوة إلى مداهنة الأنظمة المستبدة من أجل البقاء بجانب الأمة وتوجيهها التوجيه الصحيح لمواجهة التوجهات الفاسدة للأنظمة الطاغية .

فقد يمر عالم أو داعية ببلد طاغية ولا يتعرض لطغيانه لأن الحكمة تقتضي ألا يعرض الدعوة للحصار أو الاستئصال المجاني . والطغاة أكثر الناس وعيا بخطورة العلماء والدعاة لهذا يعمدون بدورهم لمداهنة العلماء والدعاة ليس حبا فيهم ولكن تحاشيا لتأثيرهم في الجماهير التي لا تثق في الطغاة كما تثق في العلماء. وإن حشر العلماء مع الطغاة هو بخس لدور العلماء ومحاولة مشبوهة لتشويه سمعتهم والتشكيك في مصداقيتهم لدى الرأي العام من خلال استغفاله والعزف على أوتار العاطفة المندفعة الطائشة في ظروف معينة كظروف تونس.والعالم القرضاوي له وجود وازن في البلاد العربية والإسلامية من خلال مؤلفاته ومحاضراته وبرامجه المتلفزة وأنشطته في المؤتمرات العالمية وفي دعمه للقضية الفلسطينية وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية لها ، فلا يمكن أن ينسف أحد إنجازاته الكبرى بدعوى أنه مر بأقطار المغرب العربي ولم ينتقد حكامها أوبتلفيق تهم كيل المديح للطغاة كذبا وزورا لهم . إن محاولة التشكيك في مصداقية العلامة القرضاوي تشتم من ورائها رائحة الحقد على علماء الأمة من طرف أصحاب المشاريع الحضارية اليائسة في بلاد عقيدتها الإسلام رغم أنوفهم ومشروعها الحضاري الوحيد هو المشروع الحضاري الإسلامي الرائد الذي تحاربه المشاريع الحضارية الصليبية الصهيونية والعلمانية.

وكان على صاحب هذا المقال أن ينتبه إلى ما صرح به بعض الحكام الذين أيدوا الدكتاتور الفار أو الذين هربوه أو وفروا له الحماية نكاية في الشعب التونسي الثائر وفي باقي الشعوب العربية التي تئن من شدة وطأة الظلم عوض انتقاد العلماء الذين عملوا بقاعدة تغيير المنكر باللسان وهو اختصاصهم. وكان عليه أيضا أن ينتقد العديد من الشعوب العربية التي لم تقف ولو دقيقة صمت واحدة على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا رصاص الطاغية الفار. إن العلماء الأجلاء من وزن العلامة القرضاوي عبارة عن قنابل تنسف الطغيان والظلم ، وكل تشكيك في دورهم يعتبر محاولة مكشوفة ويائسة لعزل الأمة عن علمائها كما يعزل الذئب من الغنم القاصية . وعلى كاتب المقال أن يلفظ ما في فيه من لحم العلماء المر في العاجل والآجل ويستغفر ربه ويتبرأ من بهتان عظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.