Home»International»لقد آن الأوان ليقرر الشعب الجزائري مصيره الذي عبث به جنرالات فرنسا

لقد آن الأوان ليقرر الشعب الجزائري مصيره الذي عبث به جنرالات فرنسا

0
Shares
PinterestGoogle+
 

من العار أن يؤول مصير الشعب الجزائري إلى هذه الوضعية المزرية بعد أكبر تضحية في التاريخ الحديث بما يزيد عن مليون ونصف المليون شهيد . لقد كان من المفروض أن يكون مستوى العيش في الجزائر باعتبار ثروات البترول والغاز في مستوى الدول الأوروبية الصناعية إلا أنه وبعد ما يقرب من نصف قرن على استقلال البلاد تردى إلى مستوى أفقر دول إفريقيا . ولا يخفى على أحد أن التناقض الصارخ بين ثروات الجزائر ومستوى عيش الشعب مرده السلطة العسكرية التي تحظى بتأييد الغرب وتحديدا فرنسا أكبر مستفيد من ثروات الجزائر. لقد لعبت فرنسا دورا كبيرا في إجهاض التجربة الديمقراطية في الجزائر عندما جاءت بالجبهة الإسلامية للإنقاذ ، لأن مصالحها كانت في نظرها مهددة من الجنوب مما يعني أن خروج فرنسا من الجزائر كان مجرد خروج عسكري في حين ظلت فرنسا موجودة في الجزائر من خلال الجنرالات الذين وقفوا سدا منيعا ضد كل تجربة ديمقراطية بدعوى أن هذه التجربة الديمقراطية من شأنها أن توصل إلى سدة الحكم من لا يرغب فيه الغرب وتحديدا فرنسا من الإسلاميين .

لقد كان بوسع التجربة الديمقراطية التي أجهضها الجنرالات أن تغير من وضع الجزائر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ذلك أن النزاهة في الانتخابات من شأنها أن توصل إلى سدة الحكم من صوت عليه الشعب واختاره لا من فرض عليه بمنطق القوة العسكرية الموجهة من الخارج ، أو من وصل عن طريق مسرحيات انتخابية هزلية تعيد من لا يرغب فيه الشعب و لا يعدو مجرد دمية يختفي وراءها الجنرالات الذين تختفي وراءهم فرنسا بدورها وهي محتل الأمس ومهيمن اليوم على الجزائر . إن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة لا يمكن تجاوزها بالتراجع عن الزيادة في أسعار المواد الأساسية بل لا بد من حل جذري يكمن في تغيير نظام الحكم عن طريق تحييد الجيش وإبعاده من اللعبة السياسية ليقوم بدوره ككل جيوش العالم من خلال صيانة وحدة وحرية البلاد وحماية إرادة الشعب . فبتغيير نظام حكم الجنرالات الذي يقوم أساسا على رئاسة الجمهوية الصورية الممدة لأكثر من فترة من خلال العبث بالدستور ،ثم المتحولة بعد ذلك إلى رئاسة مدى الحياة يستطيع الشعب الجزائري أن يخرج من كل أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . لقد تبنى الجنرالات عصابة البوليساريو دون إرادة الشعب الجزائري لأن هذه العصابة هي ذريعة هؤلاء الجنرالات للعبث بأموال وخيرات الشعب. لقد كان الجنرالات على ثقة بأن سطوهم على أموال الشعب لا بد أن يفتضح لهذا فكروا في تضليله وشغله عن مصالحه الداخلية بما هو خارجي من خلال تبني عصابة البوليساريو وصرف أموال الشعب عليها . وفرنسا الداعمة لهؤلاء الجنرالات من مصلحتها وجود التوتر جنوبها في بلاد المغرب العربي وذلك لأكثر من سبب فهي تخشى من نجاح فكرة المغرب العربي لأن هذه الفكرة هي التي أخرجت جيوشها من المغرب العربي ذلك أن حركات التحرر المغاربية عندما توحدت استطاعت طرد فرنسا من وطنها الكبير، وعليه فإن توحد دول المغرب العربي يعني القضاء المبرم على مصالح فرنسا وإنهاء بقاء احتلالها الاقتصادي والثقافي ، لهذا فهي تلعب دورا كبيرا في إذكاء الصراع بين دول المغرب العربي لتنفرد بكل بلد على حدة وتستغله أبشع استغلال. وفرنسا متواطئة مع دول غربية أخرى كإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحيلولة دون نجاح فكرة وحدة المغرب العربي الاقتصادية والاجتماعية لأنها وحدة تهدد مصالح هذه البلاد الغربية . ولقد تسبب الجنرالات في الجزائر في كل مآسي الشعب الجزائري من خلال تعمد تعطيل إنجاز الوحدة المغاربية حيث شدد الخناق على هذا الشعب من خلال إغلاق الحدود غربا وشرقا مع صعوبة الانتقال شمالا ولا جدوى الانتقال جنوبا فصار الشعب الجزائري سجينا مع حرمانه من ثرواته وكان لا بد أن يقع الانفجار وأن يكون هائلا بالرغم من محاولة تهوين النظام الجزائري من شأنه ومحاولة نسبته للعصابات الإجرامية .ومن الغباء والسخف نسبة الثورات الشعبية بسبب تردي أحوال المعيشة للإجرام .

لقد بات من المؤكد أن أول ثورة شعبية عربية ستكون جزائرية لما يمتاز به الشعب الجزائري من جرأة وشجاعة ، فهو الشعب الذي استرخص الأرواح من أجل استقلال البلاد ، ولن يتردد في بذل المزيد من التضحيات من أجل صيانة استقلال البلاد ومن أجل رفاهيتها عن طريق انتفاضة لا قبل للجنرالات بها . فالآلة العسكرية والقمع لن يغير من الواقع شيئا ، والتعتيم الإعلامي لم يعد ممكنا في زمن الويكيليكس . إن الشعب الجزائري هو المؤهل وحده لإجراء التغيير السياسي الذي من شأنه أن يصلح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فلا بد من التصدي لجنرالات أو سماسرة فرنسا ، ولا بد من تيئيس فرنسا من الجزائر كما يئست من قبل من بقاء قواتها في الجزائر . ولا بد أن يتوقف ضخ البترول والغاز الجزائريين إلى فرنسا ويتوقف صبيب عائداتهما إلى جيوب الجنرالات ليعود إلى الشعب ومن أجل رفاهية الشعب .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. abd
    09/01/2011 at 18:48

    wach makatchoufouch balli jnawa wa almoulattamine li chafnahoum fi laayoune chafnahoum fi moudoun aljazaer ? galou zmane li hfar chi hofra yteh fiha wa allah youmhilou wala youhmilou ,wa hadi ghir albidaya oumazal mazal. Allah yaatehom fin yattalhaw

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.