Home»International»علماء الأمة عبروا عن موقفهم من قضية انفصال جنوب السودان فماذا فعلت الأمة ؟

علماء الأمة عبروا عن موقفهم من قضية انفصال جنوب السودان فماذا فعلت الأمة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هذا سؤال موجه لفئة تستهدف علماء الأمة جملة وتفصيلا دون أن تميز بين عالم ومتعالم أو بين عالم صادق وآخر مأجور. لقد عبر علماء الأمة المخلصون لله ولدينهم ولأمتهم عن استنكارهم الشديد لانفصال جنوب السودان عن الوطن الأم بينما انشغل بعض العلماء المحسوبين على الأمة في السودان نفسه بانتقاد القيادة السودانية التي كانت في نظرهم سبب الكارثة الحالة بالسودان ، وقد شغلهم الخلاف السياسي مع الرئاسة عن القيام بواجب صيانة وحدة تراب الأمة ظنا منهم أن ذلك نكاية في الرئاسة وليس في الأمة وفي الدين . لقد عبر المخلصون الصادقون من علماء الأمة عن غضبهم واستنكارهم لاقتطاع وتمسيح جزء من السودان المسلم بأيدي اليمين المسيحي الأمريكي المتطرف من أجل التمكين للاحتلال الصهيوني لفلسطين ومن أجل تهويد القدس وهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . عبر العلماء المخلصون عن موقفهم الشجاع وبرئت ذمتهم عند الله عز وجل وأمام الأمة الغارقة في سباتها .

لقد كان من المفروض أن تهدر الأمواج البشرية المسلمة الغاضبة من المحيط إلى الخليج ومن جاكرتا إلى طنجة احتجاجا على انفصال جزء من الوطن الإسلامي عن الوطن الأم ولكن لا شيء حدث. فالأمة نائمة ولعن الله من جعله تغط في سباتها العميق ولم يوقظها لتعبر عن غضبها وسخطها لمصيبة حلت بها كما يوقظها من أجل اللهو واللعب وكرة القدم وكأس العالم .لقد أصدر العلماء بيانهم المندد والشاجب لقرار تقسيم السودان ليكون حجة على الأمة التي لا تأتم بعلمائها بل تتبع أهواءها ، وليكون أيضا حجة على علماء تخلفوا عن القيام بواجبهم الذي ائتمنوا عليه ، وليكون حجة كذلك على الذين سكتوا منهم على تفتيت السودان أو تواطئوا مع الأعداء على ذلك. ليس انفصال السودان مجرد شأن سوداني داخلي بل الأمة الإسلامية جسد واحد بموجب النصوص الدينية لا يمكن أن ينفصل عضو منها عن الجسد الواحد بذريعة الشؤون الداخلية ، فالشؤون الداخلية معلومة ولا يمكن اعتبار الاقتطاع من أجزاء الوطن الإسلامي الأم شأنا داخليا إنها الفرقة التي نهى عنها الله عز وجل ورسوله بنصوص قطعية الدلالة لا تقبل التأويل . ولهذا فلا يجوز شرعا التفريط في جزء من الوطن الأم الذي هو في نفس الوقت وطن من يسكنه ووطن الأمة الإسلامية قاطبة . فكيف يعقل أن يصير الانفصال وهو أمر طارىء قاعدة وتصير الوحدة وهي الأصل استثناء ؟ وكيف يعقل ألا يخجل المنفصلون الذين استقووا بالأجانب وبالأعداء من أجل الانفصال ويخجل أصحاب الوحدة وتخذلهم الأمة الغائبة والنائمة ؟ ولئن كانت ذريعة الانفصاليين هي سوء تدبير الحكام فالأجدر أن يعالج مشكل تدبير الحكام بما يلزم ولا ينبغي أن تكون المعالجة على حساب وحدة السودان . والأعداء الذين صرحوا بشرق أوسط جديد وعالم إسلامي جديد لن يتوقفوا عند حد تمزيق السودان بل سيمتد التمزيق إلى كل شبر من الوطن العربي والإسلامي وهؤلاء الأعداء لن تعوزهم الذرائع لتمزيق الأمة طرائق قددا من أجل توفير الوجود الآمن والدائم للكيان الصهيوني الغاشم ، ومن أجل استئصال الدين الإسلامي بطريقة خبيثة.

إن أعداء الأمة الذين يتذرعون بالدفاع عن المسيحيين في جنوب السودان وغير جنوب السودان لفصلهم عن أوطانهم التي يعشون في كنفها يعاملون الجاليات المسلمة التي تعيش في بلدانهم المعاملة المهينة السيئة حيث تراقبهم كاميرات الرصد في كل مكان حتى في بيوتهم ، ويحرمون من حقوقهم وحرياتهم فلا حق لنسائهم حتى في ارتداء ما يشاءون من ثياب ، ولا حق لهم في رفع الآذان في وقت تضج فيه أجراس الكنائس في بلاد الإسلام بكل حرية ، وتهان مقدساتهم بالرسوم الكاريكاتورية وهلم جرا مما لا يقبله الأعداء لمن هم على دينهم وملتهم . فكيف تقوم قيامة أعداء الأمة لمسيحيي جنوب السودان وغيرهم ويذهبون بعيدا للاقتطاع من الوطن الإسلامي لفائدتهم وهم لا يمكنون الجاليات المسلمة التي تعيش بينهم من أبسط حقوقها الإنسانية ؟ أسفي على أمة ضحت من جهلها الأمم ، ومع ذلك يوجد فيه أصحاب الألسنة الحداد الذين يجرحون العلماء خدمة للأعداء .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *