Home»International»ماذا لو كان الإسلاميون في السلطة وتعاملوا مع غيرهم في الانتخابات كما تم التعامل معهم ؟؟

ماذا لو كان الإسلاميون في السلطة وتعاملوا مع غيرهم في الانتخابات كما تم التعامل معهم ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

الانتخابات عبارة عن لعبة استحقاقات ، وكونها كذلك يعني التزام أطراف اللعبة بقواعدها . فإذا ما كانت أحزاب حاكمة في البلاد العربية قد قررت خوض اللعبة الانتخابية فهذا يعني أنها ملتزمة بقواعدها . ومن قواعد اللعبة تجنب كل ما من شأنه أن يمس استحقاقات أطرافها . فلا مبرر لمنع المترشحين من الترشح من خلال اختلاق مختلف التبريرات لمنع المنافس من دخول حلبة المنافسة. ولا مبرر لمنع حكام اللعبة وهم المراقبون المحليون وحتى الجانب لأن ذلك يعبر عن سوء النية لدى طرف من أطراف اللعبة الانتخابية للتزوير . ولا مبرر للتدخل في الحملات الانتخابية واختلاق منع الشعارات المعتبرة طابوا محرما إذ لكل طرف من أطراف اللعبة الحق في اختيار الشعار الذي يروقه . والشعارات ستبقى مجرد شعارات لأن هذه الشعارات عبارة عن ادعاءات والواقع هو الذي يكذبها أو يصدقها . فقد يرفع أطراف اللعبة الانتخابية شعارات أكبر مما يطيقون وهذا لا يعني أن الناس يصدقونهم أو يكذبونهم ، وإنما الناس يصدقون الواقع والانجازات لا غير . ولا مبرر للغش والتدليس عبر الرشوة وشراء الذمم أو في الفرز والإحصاء .

فإذا لم تراع في الاستحقاقات الانتخابية هذه الشروط فإنها لا تصير استحقاقات بل تتحول إلى إكراهات وإلى ديكتاتورية تتقنع بقناع الديمقراطية . والملاحظ في البلاد العربية قاطبة أن أطراف اللعبة الانتخابية الإسلاميين تمارس عليهم كل أشكال الإقصاء من اللعبة بشتى الطرق والوسائل ، فقد يعزى الإقصاء لانعدام المشروعية علما بأن طلب المشروعية من المستحيلات ذلك أن جل الأنظمة العربية لا تسمح بالمشروعية للتنظيمات الحزبية للإسلاميين ، وقد تسمح لبعضها دون البعض الآخر بشروط تعجيزية ، وقد يعزى الإقصاء في حق بعض المترشحين الإسلاميين إلى تقارير بوليسية محضة مخالفة لكشوف حسن السيرة التي تسلمها الجهات المخول لها ذلك قانونيا ، فتلغي التقارير البوليسية حسن السيرة العذراء، وقد يعزى الإقصاء لشعار فيه رائحة الدين علما بأن المترشحين الإسلاميين لا يوجد بحوزتهم غير الشعارات الدينية ، وربما اختارهم الناخبون بسببها وهو ما يقلق الأطراف الأخرى التي تحاول إقصاء ما هو ديني لتوفير أفضل الحظوظ لما ليس له علاقة بالدين ، وقد يكون الإقصاء عن طريق شراء الذمم بالرشوة ، وقد يكون الإقصاء عن طريق الغش والتدليس في فرز الأصوات وإحصائها .

وخلاصة القول أن اللعبة الانتخابية في البلاد العربية لا يحترم من بيده السلطة قواعدها من أجل التحكم في مسارها ونتائجها بشكل مفضوح لصالحه يجر على العرب سخرية أمم العالم قاطبة . والمتابع لأشكال الإقصاء التي تمارسها الأحزاب الحاكمة في البلاد العربية على الإسلاميين فيما يخص الاستحقاقات الانتخابية يواجهه السؤال التالي : ماذا لو أن الإسلاميين كانوا في السلطة ومارسوا على غيرهم ما يمارسه هذا الغير عليهم ؟ أليست التهمة المفترضة قبل وقوعها وهي إلغاء الديمقراطية قد ألصقت بالإسلاميين وحرمتهم من استحقاقاتهم الانتخابية في بعض البلاد العربية ؟ والغريب أن من يمارس إلغاء الديمقراطية حقيقة لا يحاسب ولا يتهم ويعتبر ديمقراطيا في حين أن غيره من الإسلاميين يتهم قبل أن يصل إلى السلطة بأنه عدو الديمقراطية يدخل اللعبة مرة واحدة من أجل إلغائها إلى الأبد . أليست الأحزاب العربية الحاكمة قد ألغت اللعبة إلى الأبد ولكن دون أن تصرح بذلك ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *