Home»International»برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة فرصة لتحقير العرب شعوبا وأنظمة

برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة فرصة لتحقير العرب شعوبا وأنظمة

0
Shares
PinterestGoogle+

للمرة الثانية يكتب الكاتب والصحفي الأستاذ عزيز بكوش عن قناة الجزيرة التي تنتهج خط تحقير العالم العربي شعوبا وأنظمة من خلال بعض موادها الإعلامية وبعض برامجها الخاصة علما بأن هذه القناة تكيل بمكيالين حيث تغض الطرف عن دول الخليج ولا تتناول موادها الإعلامية من شؤون دول الخليج إلا ما كان دعاية وإشهارا في حين تنقب عن عيوب دول المغرب العربي ومصر تنقيبا وتحاول صنع مجدها الإعلامي على حساب هذه الدول العربية . لقد تابعت مؤخرا ما يسمى برنامج الاتجاه المعاكس وهو محض تقليد لبرنامج الحوار الساخن الذي يذيعه القسم الإنجليزي من قناة البي بي سي مع وجود فارق بين الحوار الساخن الهادف والمتحضر، والاتجاه المعاكس المنفلت الذي يتحول في غالب الأحيان إن ما يسمى في عاميتنا المغربية حوار الحمام أو صراع الديكة حتى أن بعض الضيوف ينحدرون بالحوار إلى مستوى الحضيض بتحريض من فيصل القاسم وتمر لحظات على الحوار لا يستطيع المشاهد متابعة ما يقال بل تعلو أصوات المذيع ومن يستضيف ويختلط رجاء المذيع بتعاير وتلاسن المتحاورين .

لقد انطلق فيصل القاسم من قضية الرئيس الشيلي مع عمال المنجم الذين أنقذوا ليجري مقارنة بينه وبين الحكام العرب الذين لا يبالون في نظره بشعوبهم التي صورها في حال شبيه بحال عمال منجم محصورين . وقد اغتنم الفرصة لطرح أسئلة تعرض بالحكام العرب جملة وتفصيلا وبالشعوب العربية أيضا جملة وتفصيلا . والغريب أن الطرف الذي اختار النيل من الحكام العرب ركز على دول المغرب العربي ومصر وسوريا ولم يشر إشارة واحدة إلى أنظمة دول الخليج وكأنه اتفق سلفا مع فيصل القاسم على تنكب الخطوط الحمراء الخليجية. ولقد أحرج الضيف الموريتاني الطرف الثاني في الحوار فيصل القاسم حينما قال له : أنت تعرض دائما بالأنظمة العربية من فضائية الجزيرة القطرية ومع ذلك تسافر إلى بلدانها فهل ضايقتك شرطتها في يوم الأيام؟

وتملص فيصل القاسم من الجواب عن هذا السؤال. ومن المعلوم أن كل رؤساء وزعماء العالم يشاطرون شعوبهم مصائبهم ومحنهم خلال الكوارث ويشاهدون على الشاشات وهم يتفقدون الضحايا والمنكوبين وهو تقليد يوجد في كل مكان في العالم ولا فضل للرئيس الشيلي على غيره من الرؤساء العرب والأجانب ، فقضية تحرك الرؤساء والزعماء إلى أماكن الكوارث عبارة عن برتوكول رمزي ليس غير ولا يجب أن يوظف للمدح بالنسبة لبعض الزعماء وللقدح أو التجريح بالنسبة للبعض الآخر. ولا فضل لزعيم أجنبي على زعيم عربي فيما يخص بروتكولات معاينة الكوارث. أما التعريض بالشعوب العربية فقد جاء في معرض الحوار إذ اعتبر فيصل القاسم الشعب الشيلي أوعى من الشعوب العربية ذلك أن الشعب الشيلي في نظره تحرك وحرك الرئيس في حين أن الشعوب العربية لا تتحرك ولا تحرك ، وهذا حكم مجانب للصواب إذ لا تفوق شعوب العالم الشعوب العربية وعيا ذلك أن الشعوب العربية علمت غيرها من الشعوب الوعي فحروب الشعوب العربية ضد الاستعمار الغربي هي التي علمت شعوب جنوب شرق آسيا الثورات ضد هذا الاستعمار إذ تعلم الفيتناميون من العرب الثورة والأمثلة كثيرة كما أن الزعماء العرب سبقوا غيرهم في قضية الوقوف مع شعوبهم في محنتهم ولا زال نموذج الملك الراحل محمد الخامس فريدا في العالم في هذا المجال ولا زالت صوره وهو يواسي شعبه شاهدة بما فيها صور المنفى وصور زلزال أكدير وغيرها ، لهذا كان برنامج الاتجاه المعاكس أو كما أسميه برنامج حوار الحمام أو حوار الديكة عبارة عن مزايدة على الأنظمة العربية وشعوبها مع التركيز على دول المغرب العربي ومصر وغض الطرف عن دول الخليج .

لقد تحدث الإعلام الغربي كثيرا عن الأمير السعودي الشاذ جنسيا والذي قتل خادمه في بريطانيا وحكم عليه بالسجن المؤبد ولا زالت أسرته تسعى لتخليصه بمال البترول العربي ولم تتناول قناة الجزيرة الخبر إلا مرة واحدة ولو كان الأمر يتعلق بجريمة في بلدان المغرب العربي لأمسى وأصبح المشاهدون على ذكرها كما كان شأن جريمة تعذيب الخادمة في مدينة وجدة المغربية مع أن حوادث تعذيب واغتصاب الخادمات في دول الخليج ظاهرة يومية ومع ذلك لا نشاهد من أحداث الخليج عبر قناة الجزيرة سوى الدعاية الإشهارية وصورة مضيفة الخطوط القطرية ذات العين الغامزة مع أنه خلف إشهار العين الغامزة وما شابهه من إشهارات الفضائح التي لا تستطيع قناة الجزيرة تناولها كما تتناول قضايا دول المغرب العربي ومصر. لقد وضع الأستاذ عزيز بكوش أصبعه على قضية تخلف الإعلام العربي الذي قد يمتلك التقنيات الحديثة ولكنه لا يرواح مكانه المتخلف من خلال وجود الخطوط الحمراء في دول الخليج ووجود الخطوط المباحة في غيرها من بلدان العالم العربي فما أشقى الإنسان العربي بإعلام متخلف يكيل بمكيالين ، وما أتفه مهنية قناة الجزيرة التي تحاول الاستخفاف بوعي الشعوب العربية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ب.اعربات
    30/10/2010 at 14:31

    أصبحت برامج قناة الجزيرة مكشوفا فهي لم تعد تختلف عن قناة الحرة التي أنشأتها اجهزة المخابرات الا مريكية.ان توجهات بعض صحفي قناة الجزيرة تخدم مصلحة خطاب الدول الغربية واصبح ينطبق عليهم قوله تعالى « يحسبون انهم يحسنون صنعا. »

  2. hamzaoui
    01/11/2010 at 00:21

    لقد نصرف المغرب بحكمة في منعه قناة الجزيرة من البث بالتراب الوطني حيث اصبحت هاته القناة منحازة للاساءة لانظمة بالمغرب العربي محاولة زرع ثقافة العنف والتحريض بين شعوب المنطقة وانحيازها في تدبير الملف المتعلق بالقضية الوطنية لاعداء الوحدة الوطنية من قبيل الاساءة وجرح قلوب المغاربة الشيئ الدي من خلاله نوكد ان الشعب المغربي له موقف واحد في هاته القضية المصيرية وراء قائد الامة صاحب الجلالة محمد السادس وبالتالي يجب ان يتطفن جميع المغاربة للمؤامرات التي تحاك ضد الوطن الشيئ الدي يستدعي ويطلب مقاطعة هاته القناة مالم تتراجع عن هاته المواقف المنحازة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *