Home»International»تحية إلى أبطال أكتوبر في يوم السادس من أكتوبر

تحية إلى أبطال أكتوبر في يوم السادس من أكتوبر

0
Shares
PinterestGoogle+

(هذا المقال تم نشره في صحيفة عرب تايمز بتاريخ8 أكتوبر 2010)
تحية إلى الأبطال الخالدين دائما، إلى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء لأوطانهم، فرسموا البسمة على أفواه شعوبهم، ورفعوا الرءوس عالية وإن كان الثمن أنهم ضحوا بأرواحهم ودمائهم، تحية إلى شعب سوريا البطل الذي خاض معركة حياة مع الشعب المصري، ولم تكن مشاركته في المعركة بأقل من مشاركة الشعب المصري، فكانت الجبهة السورية صنوا للجبهة المصرية فمثلت خطرا شديدا على إسرائيل تماما كما كانت الجبهة المصرية، وكان الجندي السوري والضابط السوري والقيادة كلها تترقب اللحظة التي يتم فيها انتصار الكرامة، ورد العدوان عن أرضنا نحن العرب جميعا، فما كان اعتداء إسرائيل على مصر وسوريا وبقية الأجزاء الفلسطينية اعتداء خاصا على تلك الأماكن بقدر ما كان اعتداء على الأمة العربية وتقليما لأظافر القومية العربية التي كانت تخيف الجميع، فكان من أكبر أهداف حرب يونية 67 وتطوير الاعتداء على الأراضي المصرية والسورية تقويض فكرة القومية العربية التي كان العالم العربي في مجمله يتغنى بها.
ففكرة القومية والتكتلات الكبيرة تزعج الغرب وأمريكا وإسرائيل، ومن ثم تقوم الحركات التي تدعمها أمريكا والغرب لتفتيت الدول وتقسيمها، ومن باب أولى تمزيق الاتحادات والعمل على حلها وتفتيتها، ولما كانت القومية العربية تمثل خطرا على المصالح الأوربية والأمريكية وعلى ابنتهم المدللة في الشرق إسرائيل، فكان وأد هذه الفكرة مطلبا استراتيجيا لهذه البلاد، ومن ثم كان تحقيق الانتصار على الأمة العربية في دول المواجهة يعد أكبر تعبير عن تمزيق الكيان العربي وتقويض فكرة القومية العربية التي كان يريد عبد الناصر رحمه الله تعالى أن يحققها.
تجرعت مصر وسوريا مرارة الهزيمة في 67، وتجرعت معهما الأمة العربية كلها هذه المرارة، ووقف العرب إلى جوار الشقيقتين وقفة مشرفة فقدموا العون المناسب لإزالة آثار العدوان، وخطت مصر وسوريا معا خطوات حرب الاستنزاف، وتم التنسيق التام بين العسكرية المصرية والعسكرية السورية في عمليات أكتوبر على مستوى التخطيط والتنفيذ، وتم تحديد اللحظة الحاسمة بالاتفاق بين القيادتين المصرية والسورية، وانطلقت القوات السورية مع القوات المصرية في آن لتبدأ معركة الشرف والكرامة.
تحية إلى الشعب السوري البطل الذي تحمل بكل صبر وشجاعة نتائج حرب 67، وقاتل بكل صبر وشجاعة في 73، وأثبت للإسرائيليين أن صاحب الحق لا يسكت عن حقه أبدا، ومهما كانت أسلحة العدو أكثر حداثة وتقدما؛ فإن صاحب الحق حتما ينتصر فالحق لابد وأن يعود لأصحابه يوما ما.

ونأمل أن تعود الأجزاء السورية الباقية إلى حضن أمها العزيزة سوريا قريبا؛ فما ذلك على الله بعزيز.
تحية لكل الشعوب العربية التي أحست مع المصريين والسوريين بمرارة الهزيمة، وساندت المصريين والسوريين في معركة أكتوبر المجيدة بالمال والعتاد والرجال الذين سطروا بدمائهم ملحمة لا تفرقة فيها بين قطر وقطر بل امتزجت دماء الجميع لتخضب الأرض العربية وتعبر عن وحدة لا يمكن تفتيتها في الحقيقة وإن تم تفتيتها في الظاهر، بعد أن تحقق النصر العظيم.
تحية خاصة جدا للراحل العظيم الرئيس محمد أنور السادات، في يوم نصره العظيم ويوم فاته المهيب، ومثلها لشريك المعركة تخطيطا وتنفيذا رئيس سوريا الراحل حافظ الأسد، وتحية خاصة أخرى لروح جلالة الملك فيصل، وتحية لكل الرؤساء والملوك الذين ساندوا الجيشين المصري والسوري في المعركة وقبل المعركة.
تحية لكل من شارك في صنع النصر العظيم أيا كان موقعه فالنصر لا تصنعه القيادة قبل أن تصنعه الشعوب وتؤمن به.
ولحديث أكتوبر بقايا أعود إليها بين الحين والحين.

تحياتي للجميع
د. حسن محمد عبد المقصود
كلية التربية- جامعة عين شمس

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *