Home»International»الوجه الآخر……للولايات المتحدة الأمريكية !!!!!!!!!

الوجه الآخر……للولايات المتحدة الأمريكية !!!!!!!!!

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ما إن يذكر اسم الولايات المتحدة الأمريكية  في أية وسيلة من وسائل الإعلام ،مرئية كانت أو مسموعة أو مقروءة، إلا و يرتبط هذا الإسم بمسلسل التقتيل الممنهج في العراق و أفغانستان و السودان و الصومال و التدخل في عدة مناطق في العالم ،و دعم إسرائيل في اغتصابها لفلسطين، وحرمان إيران من حقها في اكتساب تكنولوجيا نووية……كل هذا صحيح عن دولة كثيرا ما أطلق عليها « عدوة الشعوب ».لكن ألم نتساءل يوما ما هو الوجه الآخر لبلاد العم سام؟كيف تسير الأمور على المستوى الداخلي ؟هل هناك ديمقراطية؟هل هناك تكافؤ الفرص؟ هل المجتمع الأمريكي مجتمع مسالم؟كيف تتخذ القرارات في أمريكا ومن المسؤول عن وجهها البشع في الخارج؟.

كثير منا  لا يعلم أن غالبية  المجتمع الأميريكي محافظة، و متدينة، و تعلن جهرا  أنها ضد الإجهاض، و ما الصورة الهوليودية  السيئة  عن الأمريكيين إلا  تعبير عن صناعة سينمائية تذر على أصحابها أكثر من 150 مليار دولار سنويا،و فرص النجاح متاحة للجميع، فالمنظومة الأمريكية تتيح لك تسلق أعلى المناصب و الوصول إلى المراتب العليا في هرم السلطة، و ما وصول أوباما ذي الأصول الأفريقية إلى أعلى منصب إلا دليل على أن للولايات المتحدة نظام سلس و مفتوح للجميع بعيدا عن الخصوصيات العرقية أو الجنسية، أو غير ذلك.و هنا تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأحياء  الهامشية الفقيرة مثل حي هارليم بنيويورك و الذي تقطنه غالبية من السود، و هذا طبيعي، لأن كل نظام له ضحايا.

زيادة على هذا،  فالمواطن الأمريكي العادي  إنسان بشوش،و يحترم تفكير الآخر،وغالبا ما يعبر على مطالبه بشكل غير عنيف.

كما أن النظام التعليمي بأمريكا  جد متطور،و هذا يبرز من خلال استحواذ الأمريكيين على جوائز نوبل ذات الطابع العلمي ، كالفيزياء و الكيماء،و البيوتكنولوجيا و الطب….إلخ.

و الديمقراطية في أمريكا تعتمد (القوة/Poids) و (القوة المضادة/Contrepoids)،فكل مجموعة ذات نفع اقتصادي و مصالح مشتركة تنخرط في إطار لوبيات(Lobbying) و تدافع عن مصالحها بشكل واضح، و هذا ما تستغله اللوبيات التابعة لإسرائيل و المتحكمة في جزء غير يسير من الإقتصاد الأمريكي، كالإعلام لتوجيه الرأي العام ،و تألبيه ضد القضية الفلسطينية.أما  العرب فرغم استثماراتهم الضخمة بأمريكا و خاصة الخليجية منها التي تصل إلى 2000 مليار دولار  من أصل اقتصاد أمريكي يوازي 11.000 مليار دولار أي ما يوازي 18.18./. ، لكن مازالوا لم يفهموا قواعد التشكل و الإنخراط في إطار شبكات و لوبيات مضبوطة يمكن أن تشكل قوة مضادة لصالح قضايا العرب.

و بالنسبة للوبي السلاح ، فهو يساهم في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية من خلال تأجيج الصراعات الإقليمية ، و خلق بؤر التوتر على مستوى الكرة الأرضية، من أجل أن يعوض الاقتصاد المدني ،اقتصاد الحرب كما تؤكد على ذلك النظرية الكينزية.

لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة مكونة من شعوب أوروبية هاجرت من أجل تحسين وضعيتها الإجتماعية،و تم سن النظام الإقتصادي و السياسي بالعنف، و مستوى التراكم في الإنتاج جعل البلد- في ظل موازين قوة اقتصادية و سياسية عالميا لصالحه – للتفكير في نقل نموذجه إلى باقي دول العالم،و هذا ما يصطلح عليه بمفهوم « العولمة » ، و التي تجسد الأمركة الحقيقية للعالم.و للإشارة فإن فوبيا الولايات المتحدة من الخصوصيات الثقافية و الدينية، ناتج على أن الهوية الأمريكية تستمد روحها من الديانة المسيحية، و أن المجموعات التي كانت تأتي  إلى أمريكا في السابق  تندمج في النسيج الثقافي الأمريكي بكل حمولاته، أما مؤخرا بعد تسعينات القرن العشرين  فقد أصبحت هذه المجموعات تنعزل لوحدها ، و تفرض خصوصياتها ، مما جعل أمريكا تدق ناقوس الخطر من ذوبان الهوية المسيحية للمجتمع الأمريكي، و هذا ما أكده  » صامويل هنتغتون  » في  » صدام الحضارات » الذي أكد على الخوف من الحضارة الكنفوشسية و الإسلامية.

و باعتبار أن الولايات المتحدة  إمبراطورية ، فطبيعي جدا أن يكون لها طموحات عالمية،فسبقتها امبراطوريات كبرى، كالإمبراطورية البيزنطية و الرومانية ،و الفارسية ،و أغلبيتها كانت تريد نشر قيم جديدة، ألم تحتل الإمبراطورية العثمانية جزءا كبيرا من أوروبا تحت يافطة نشر القيم السمحة للدين الإسلامي؟ كما تفعل اليوم الولايات المتحدة الآن  تحت ذريعة نشر الديمقراطية و حقوق الإنسان.أجل كلاهما سيان، و أمريكا لم تكن  يوما نظاما لاهوتيا، و صراعاتها لم تكن يوما صراعات دينية،و إن كنا نسمع بين الفينة و الأخرى استعمال الخطاب الديني كالحرب الصليبية كما استعملها الرئيس السابق جورج والكر بوش، و هي خطابات تؤثث حالة هستيرية من رد الفعل الأمريكي حيال الأحداث الدامية و الإرهابية التي عرفتها البلاد.

لذا مطلوب منا على  الأقل كمواطنين عاديين ، أن نفهم عمق أمريكا ، و كيف تفكر أمريكا،و أن المنظومة الأمريكية من أحسن النماذج و أكثرها نجاحا،حيث أن الجد و المثابرة ممكنان أن يوصلا الإنسان إلى أسمى المراتب.و أن أغلبية البحوث و المراجع حاليا في شتى العلوم الدقيقة و الإنسانية،يسطير عليها الأمريكيون.وهكذا يكتشف المتأثرون بالنظام الفرنكفوني كم هم بعيدون عن الركب !!!!!!!!

فالمشكلة إذن  فينا كشعوب متخلفة، فاكتشاف عورات مشاكلنا الحضارية و التاريخية هو السبيل لتجاوز تخلفنا.

أما التباكي و تحميل المسؤولية للآخرين  ، فمن شيم المهزومين،و رمضان كريم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رابح الحمدونى
    16/08/2010 at 19:11

    من قال لك أن النموذج الأمريكى من احسن النماذج؟يظهر ان الأخ ليس له أطلاع واسع للمجلات والنشرات والكتب التى تعرى النموذج الأمريكى. »الأفلونزا »:وباء الاستهلاك المفرط.كتاب،يحذر شعوب العالم من خطر تبنى النمط الأمريكى فى المعيشة،داعيا الشعوب الى المحافظة على التوازن المعيشى الذى أعتادوه.وهذا الكتاب ألفه مجموعة من المؤلفين الأمريكيين،ترجمة سحر سهيل المهاينى العظم.ثم كتابات جوزبف استيغلز،أمريكى وحاصل على جائزة نوبل، ونائب البنك الدولى ورئيس المستشارين الاقتصاديين للرئيس كلينتون

  2. رشيد حمزاوي
    18/08/2010 at 18:41

    شكرا للأخ على تعليقه، أكيد ليس المجتمع الأمريكي نموذجا صافيا،لكنه يعتبر من النماذج الناجحة،و لللإشارة لست ملزما لقراءة كل ما يكتب عن أمريكا خاصة في المجلات المغمورة .و المرجو في المرات القادمة أن لا تكون خاسرا في تعليقاتك يا سيد رابح.و رمضان كريم.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.