Home»International»تاوريرت : الحادثة المروعة واستفحال ظاهرة الاعتداء على المؤسسات التربوية

تاوريرت : الحادثة المروعة واستفحال ظاهرة الاعتداء على المؤسسات التربوية

0
Shares
PinterestGoogle+

على اثر الحادثة المروعة التي هزت ساكنة مدينة تاوريرت خصوصا وساكنة الجهة الشرقية عموما حيث أقدم مهاجر متهور يسوق سيارته بسرعة مفرطة على صدم ما يزيد عن أربع تلميذات عند بوابة الثانوية التأهيلية صلاح الدين الأيوبي فأودى بحياة اثنتين منهن ولا زالت الجريحتان تصارعان الموت في غرف الإنعاش؛ أجدني مضطرا لطرح موضوع الاعتداءات المتكررة على المؤسسات التربوية والتي تطالعنا بين الحين والآخر وتكون سببا في مآسي الناشئة التي من أجلها تقوم المنظومة التربوية.
لقد سمعنا من قبل بالفتاة المتهورة التي كانت تسوق سيارتها بسرعة جنونية وهي تتسابق أو يطاردها بعض أقرانها بسيارة أخرى فصدمت مجموعة من طلاب جامعة محمد الأول فتسببت في قتل طالبة برئية
؛ وظننا أن المصيبة لن تتكرر فإذا بها تتكرر من جديد وبشكل أكثر مأساوية في مدينة تاوريرت عند بوابة مؤسسة تربوية .
إن ظاهرة سياقة السيارات والدرجات النارية أمام المؤسسات التربوية ظاهرة لافتة للأنظار إذ يعمد بعض الشباب الطائش المتهور إلى التباهي بركوب هذه السيارات والدرجات وسياقتها بأسلوب بهلواني ؛ وقد يكون القصد هو التحرش بالمتعلمات واستفزازهن أو محاولة لفت أنظارهن أو محاولة إغرائهن بركوبها لغرض الاعتداء عليهن في أماكن قاصية أو أوكار الفساد … وكم من مرة شوهت بعض المتعلمات وهن يمتطين الدرجات النارية الكبيرة وهي تسير بسرعة جنونية وشعورهن تعبث بها الرياح وحياتهن بين أصبعي ملك الموت ؛ وحياة المارة في خطر بسبب نزوات الدراجين المتهورين والمستدرجات المتهورات( بالدلالتين معا إذا ما صحت إحداهما).
فقد علمت من مصدر جد مطلع أن المهاجر الجاني منحدر من أسرة فقيرة يشتغل والده حمالا يسوق عربة يجرها حمار؛ وبعد هجرته إلى الديار الاسبانية عاد ليعيث في المدينة فسادا فأقام عرسا لمدة أسبوع أنفق عليه الكثير من أجل الخمر والفجور. وهو معروف بنزقه وسياقته المتهورة ؛ وقد تعمد الانحراف إلى جهة بوابة المؤسسة بسيارته ليرتكب حماقة غير محسوبة العواقب.
تلميذتان في مستوى البكالوريا تخصص إحداهما علمي وتخصص الأخرى أدبي أنفق عليهما أهلهما الكثير ولسنوات طويلة وأنفقت عليهما الوزارة الكثير ؛ وكان من المنتظر أن تكونا مستقبلا ضمن أطر البلاد النافعة والمنتجة إلا أن التسيب الأمني شجع أحد السوقة الرعاع الذي قد يكون بدون مستوى تعليمي على وضع حد لحياة بريئتين والتسبب في مأساة لأهلهما ولكل تلاميذ وتلميذات مؤسسة تربوية لا تتوفر الشوارع المحادية لها على إشارات مرور منبهة تمنع السرعة والتوقف من أجل التحرش ؛ ولا تحميها دورية دائمة للأمن على غرار مؤسسات وإدارات عمومية حساسة.
إننا نتألم لهذا الوضع كأشد ما يكون الألم ؛ كل مرة نسمع باعتداء من نوع خاص على ناشئتنا داخل وخارج المؤسسات التربوية ؛ فمن عملية الاعتداء بالسلاح الأبيض والسطو إلى عملية دس المخدرات في المأكولات إلى عملية ترويجها وترويج الخمور إلى عملية توزيع العازل الطبي إلى الاختطاف والاغتصاب إلى الدهس بالسيارات والدرجات النارية …. الخ وتمر النوازل كأنها قدر لا مفر منه . لقد بلغت شكايات الآباء والأولياء رقما قياسيا خلال هذا الموسم الذي لم يتجاوز منتصف دورة دراسية ؛ وصار الآباء والأولياء يقومون بعمل دوريات الشرطة عند بعض بوابات المؤسسات التربوية وكأن البلاد لا وجود للأمن فيها ؛ وكأن الشرطة والشرطة شبه العسكرية خلقت لتسكن الثكنات.
ومما شجع الانحراف المتسبب في الجريمة غياب القصاص إذ يعاقب الجناة بما هو دون الجرم نظرا لتعطيل الحكم بالحدود واعتماد أحكام القوانين المستوردة ؛ فقد يغتصب الراشد الصغيرة ويقتلها شر قتلة ليعيش بعدها في إصلاحية توفر له التلفاز والحاسوب والتكوين المهني وربما تجد الخمور والمخدرات إليه سبيلا تحت شعار حقوق الإنسان وكأن الطفلة البريئة التي اغتصبت وقتلت حيوانا بينما الجاني إنسان له الحق وحده في كامل الحقوق . ومما زاد في الطين بللا غياب عقيدة الثأر في غياب عقيدة القصاص الشرعي ؛ فقد كان الجناة يخشون عشيرة الضحايا ؛ الذين كانوا ينزلون بهم عقوبة شرع أنجاد كما يقول سكان المنطقة الشرقية قبل عقوبة شرع الله أو عقوبة شرع القانون. فلو أن الجناة نالوا من العقاب ما يناسب جرائرهم لما وصلنا إلى هذا الحد من الفلتان الأمني خصوصا في المؤسسات التربوية وحواليها
إن المتسكعين يطفون في كل وقت وحين في الحرم الجامعي وفي الحرم المدرسي كأنهم صقور تتربص بصغار الطير يتحرشون بالفتيات نهارا جهارا وقد يجدون التشجيع من بعض المنحدرات من الأوساط الساقطة ؛ وإذ ما هم صاحب ضمير حي بتصحيح الوضع لقي ما لا تحمد عقباه.
ويزداد الوضع سوءا بتجمهر المتعلمين والمتعلمات على رأس كل ساعة أمام بوابات المؤسسات التربوية وحواليها حتى أنه يخيل للمار أمامها أن المؤسسة في بطالة أوعطلة متواصلة أو في إضراب ؛ وهذا التجمهر هو البيئة التي توفر للتسكع والتحرش وكل أنواع الانحرافات الجو المناسب للانتشار ؛ كما أن عدم ضبط العناصر المفصولة عن الدراسة يجعلها تخترق صفوف المتعلمين لتعيث في المؤسسات فسادا في غياب رقابة صارمة سببها إهمال رجال الإدارة الإهمال التام وعدم حمايتهم في حال قيامهم بالواجب فضلا عن انقراض شريحة الأعوان والمعيدين وتوفرهم بالإعداد الكافية لضبط ما لا يضبط الآن.
إن النقد وحده لا يجدي نفعا ؛ وان الأذن الصماء التي يعتمدها أصحاب القرار لا يمكن أن ظل قدرا محتوما والمجتمع المدني السلبي المتفرج الذي لا يجيد إلا الأسف والتشفي لا بد أن يتغير إذا ما أريد لمؤسساتنا التربوية أن تكون أماكن تربوية تعليمية وليس تربة خصبة للجريمة والانحلال فليس المؤسسات التربوية كما يقول المثل العامي ( دار خالي موح كول وروح ).
إن ما يقع من جرائم متعلقة بالمؤسسات التربوية لا بد أن تحدد فيها المسئوليات بدقة وتنزل العقوبات بالجهات المتسببة فيها من قريب أو من بعيد سوء كانت تفريطا أو إفراطا أو سكوتا أو تشجيعا أو حتى تفرجا .
رحم الله الضحيتين وأنقذ ما بقي وعجل لهن بالشفاء وألهم سبحانه أهل الفقيدتين الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. ح_معاشو
    21/12/2006 at 20:32

    أتأسف كثيرا لما حدث وما يحدث بمحيط مؤسساتنا التربوية، وبالمناسبة أدعو المسؤولين تطبيق
    المنشور المشترك بين وزارة الداخلية و وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، الصادر بتاريخ 20 شتنبر 2006 ، في موضوع : التعبئة لإنجاح الإصلاح التربوي. وم بين ما جاء فيه :( وفضلا عن العناية التي يجب أن تحظى بها فضاءات المؤسسات التعليمية، كمرفق متميز في المشهد العمراني، يتعين إيلاء مزيد من الاهتمام بالمحيط الخارجي للمؤسسة، وذلك بتوفير الإنارة العمومية والتشوير والسلامة الطرقية والمساحات الخضراء، والعمل على إزالة النفايات والأزبال، وتنظيف وصباغة الجدران المحيطة ببنايات المؤسسات التعليمية.
    وفي نفس السياق، يتعين بذل المزيد من المجهودات قصد تعزيز الأمن لحماية المحيط المباشر للمؤسسة التعليمية، وذلك من خلال التصدي لكل الممارسات المنافية للعملية التربوية، وكذا العمل على تعزيز الدوريات الأمنية في التظاهرات الموسمية المنظمة على مستوى المؤسسات ؛) وللمزيد من التفاصيل حول هذا المنشور يمكن الرجوع إلى الموقع التالي: link to 194.204.205.38

  2. وجدي يقيم بشمال المغرب
    21/12/2006 at 22:53

    المشكل لا يكمن في وجود رجال الأمن بأبواب المؤسسات التعليمية ’ لكن المشكل الحقيقي والذي يمكن لساكنة المنطقة الشرقية أو زوارها رصده هو عدم احترام قوانين السير والإستهتار بأرواح المواطنين من طرف فئة من سائقي العربات خاصة في فصل الصيف أثناء تواجد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والتي تفرغ مكبوتاتها عند زيارة الوطن الأم ’وهي سلوكات لا تستطيع القيام بها في بلاد المهجر’ كما أن المهربين وفي واضحة النهار وأمام أعين من أوكل لهم القانون زجرهم يقطعون مسافات طويلة بسيارات ذات لوحات مزورة ومحملة بالوقود المهرب ومساقة بطريقة جنونية سواء بالطريق الرابط بين وجدة وتازة أو وجدة والناظور دون حسيب ولآ رقيب معرضة أرواح المواطنين للخطر والسلام .

  3. تلميذ من ثانوية صلاح الدين الايوبي
    28/02/2007 at 23:55

    مع كل هذه الحادثة المروعة فما تزال هناك حوادث اخرى اكثر من السابقة و الامن لم يتحرك بعد بسبب الرشوة التي ما تزال منتشرة في كل الادارات

  4. naziha
    13/09/2012 at 15:06

    sarahtan ana b9at fiya sahabti walakin ajalha kan wasal tama
    wrabi yakhade lha9 flikan sabab wychof yam kohol
    nchalah

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *