Home»International»الخطة الصهيونية المحبوكة لمنع أي شكل من أشكال المصالحة الوطنية الفلسطينية

الخطة الصهيونية المحبوكة لمنع أي شكل من أشكال المصالحة الوطنية الفلسطينية

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعروف تاريخيا أن الكيان الصهيوني يعتمد اعتمادا كليا على الخلاف العربي الداخلي من أجل تكريس وجوده في فلسطين ، وتنفيذ مخططاته التوسعية. فمنذ أن كان الكيان الصهيوني مجرد عصابات استيطانية وافدة من كل بقاع العالم ، وهو يلعب ورقة فرق تسد بين العرب. وقد نجح في تفتيت العالم العربي والإسلامي إلى دول صديقة ،وأخرى عدوة . ولما حقق هدف تشتيت الصف العربي انتقل إلى مرحلة تشتيت الصف الفلسطيني من خلال مقولة الطرف المقبول في التفاوض ، والطرف المرفوض. وكما يحرص العدو الصهيوني على منع أي تقارب بين الدول العربية والإسلامية ، فكذلك يحرص كل الحرص على منع أي تقارب بين الفصائل الفلسطينية لينفرد بكل فصيل بطريقة خاصة . لقد نجح العدو الصهيوني في حفر هوة بين فتح وحماس من خلال القضية الانتخابية التي جعلها شرطا من شروط خريطة الطريق. وقد أعطته هذه القضية الانتخابية الفرصة السانحة لزرع بذور الشقاق بين الأشقاء الذين جمعتهم بندقية المقاومة . والعدو الصهيوني يخطط بمكر ودهاء كبيرين لهذا أوعز قرار إقالة حكومة غزة إلى فصيل فتح من خلال سياسة الضغط والتهديد بوقف مسار التفاوض بواسطة السمسار الأمريكي. وانفرد العدو الصهيوني بحركة حماس ودمر غزة مما عمق الخلاف بين الفصيلين .

ولما أوشك الفصيلان على عملية المصالحة خطط العدو بمكر لتفجير كل محاولة تقارب بين الأشقاء فطلب من السمسار الأمريكي الضغط على السلطة الفلسطينية في الضفة لتأجيل مناقشة قرار كولدستون في مجلس الأمن ، وهو يعلم أن هذا القرار سيقدح زناد فتنة وخيمة العواقب بين أبناء الشعب الفلسطيني من أجل شغلهم عن سياسة التهويد وبناء المستوطنات تطبيقا لسياسة الأمر الواقع. وقد نجحت خطة الصهاينة الماكرين في إجهاض مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية حيث اشتدت لهجة الخطاب بين فتح وحماس مع اقتراب موعد التوقيع على المصالحة.
إن المطلوب والمنتظر من أبناء الشعب الفلسطيني هو تفويت الفرصة على الخطة الصهيونية الحائلة دون حدوث مصالحة وطنية من خلال إبطال كل ما يمت بصلة إلى التخطيط الصهيوني قبل أن يحقق أهدافه. فالشعب الفلسطيني هو صاحب القرار في إبطال المخططات الصهيونية .

فإذا اقتضى الأمر والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني تغيير الأشخاص داخل منظمة التحرير الفلسطينية فلا عيب في ذلك لأن المنظمة عبارة عن منظمة تحرير للسهر على مشروع التحرير واسترجاع الحقوق مهما كانت الطرق المحققة لهذا الهدف. فإذا وجد داخل المنظمة من يحوم خارج السرب وخارج المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ففلسطين قدمت التضحيات الجسام ولن تتردد في التخلي عمن يكون سببا في ضياع المصلحة العليا لمجرد أنه رمز من الرموز. فالرمز قد يفقد رمزيته إذا ما أخل بشروطها من خلال قرار أو إجراء يعارض المصلحة العليا للشعب الفلسطيني. لقد كان من المفروض أن يتم تداول موضوع طلب تأجيل تقديم قرار كولدستون أمام مجلس الأمن بين كل الفصائل بما في ذلك موضوع الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية من أجل تبني قرار التأجيل ليكون القرار وطنيا وشاملا ولو تعلق الأمر بالتأجيل إذا كانت المصلحة العليا للوطن هذا في التأجيل . أما أن يكون القرار فرديا و انفراديا فإنه يخدم هدف إسرائيل ليس بمجرد التنصل من مسؤولية جرائم الحرب في غزة وإنما بالحيلولة دون وحدة الصف الفلسطيني لتكريس الاحتلال والتهويد. والمعول عليه هو حكمة الشعب الفلسطيني وإرادته التي لا تقهر من أجل تفويت هذه الفرصة على العدو الصهيوني الماكر. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *