Home»International»اسم بمسمى/2 ألفن توفلر من عاطفة التغيير إلى فعل التغيير نحو مقاربة نسقية لمرض العصر

اسم بمسمى/2 ألفن توفلر من عاطفة التغيير إلى فعل التغيير نحو مقاربة نسقية لمرض العصر

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لامشاحة في أن الدراسات المستقبلية أصبحت تشكل عصب التخطيط للإشكاليات العامة للنمو وأساس بناء الخرائط الذهنية والتنموية للفكر الاستباقي التوقعي المدبر لمختلف مناشط الحياة…ولعل ألفن توفلر فيلسوف الغدية ومبدع الثلاثية وصاحب المشروع الفكري الحضاري واللحام الذي اتخذ المصنع جامعته… هو من أكبر المحللين المختصين في دراسة المستقبل في الولايات الأمريكية المتحدة فالرجل باحث وناقد اجتماعي كبير له أعلى الدرجات العلمية في الآداب والقانون والعلوم…خلف دراسات قيمة حاولت مواكبة مفهوم التغيير القادم / وتأطيره بأبعاد الزمان والمكان والمعرفة من خلال عناوين ذات حمولة سيميولوجية تستدرج وعي القارئ إلى صدمة المستقبل وضبط كدماتها على العقل المدرك لحقيقة معضلة الاضطراب في التأقلم غير المتوازن مع إيقاعات التحول بين المنجز التكنولوجي المتنامي والسريع والتغييرات البطيئة التي تطال العالم اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا في مسعى يروم حيازة وامتلاك أسباب التمكن من فهم آليات تحول السلطة بين العنف والثروة والمعرفة فإذا أمكن تحويل العنف إلى قانون وجيش وشرطة وأمكن تحويل رأس المال إلى معرفة والعمل إلى مضاربة رمزية فإن المعرفة هي أساس الاقتصاد الجديد فهي تقلل من الحاجة إلى المواد الأولية والعمالة والوقت وتكسب رهان المعركة التقنية في إطار حرب المعلومات بين الأسواق…

فما تحول السلطة داخل حياتنا العملية والخاصة بمصادرها الثلاث/ المعرفة والعنف والثروة في نهاية تحليل توفلر سوى انتقالها وتغيير طبيعتها انتقالها من سلطة النفوذ وتأثير الناس في المعلومة وتأثرهم بها مما يساهم في تغيير شكل الحياة الأسرية والسياسية والاقتصادية وإحداث تبدلات في وقائع التاريخ وتركيبة السلطة نفسها و انتقالها إلى سلطة السيطرة على المستقبل وفق النموذج الأمريكي المجسد في فيلم رعاة البقر حيث يتساجل العنف والثروة والمعرفة ثم انتقالها إلى سلطة صناعة نظام جديد لإنتاج الثروة يقوم على محوري التوصيل والنشر من العمل العضلي إلى العمل الذهني ومن البروليتاريا إلى الكوجنتاريا ومن النقود الورقية إلى النقود الالكترونية…
يقول توفلر » بدلا من وجهة نظر الموجة الثانية /حضارة الثورة الصناعية/ بأننا مسجونون في كون مغلق يعمل وظيفيا كالساعة الآلية، إننا نجد أنفسنا في نظام أكثر مرونة، فيه احتمالية دائمة لعدم الاستقرار، إننا نعيش في كون مفتوح يفرض علينا ثقافة جديدة موجهة نحو التغيير والتنوع المتنامي، ستحاول دمج الأفكار الجديدة حول الطبيعة، والتطور، والتقدم، والمفاهيم الجديدة الأكثر غنى حول الزمان والمكان » حضارة الموجة الثالثةص5
إن التغيير هو سمة العصر ومرضه في نفس الآن
فهو يمس الأفراد والمجتمعات والمؤسسات ويكون صدمة مستقبلية عندما لايكون موزون السرعة أو عندما يمس عنصرا دون بقية عناصر البنية أو في حالة كونه تغيرا لاتغييرا حيث تغيب الإرادة والتخطيط المسبق عن ممارسة فعل التحول المرتكز على عنصر الزمن العامل الحاسم في عملية التغيير إلى جانب تأثير العلاقات المكانية…ي

قول توفلر »إن الزمن يلتف، أوينحرف في الطبيعة حيث تبدو المحصلة النهائية مختلفة، ويعتمد في ذلك على المكان الذي يقاس منه »حضارة الموجة الثالثةص324-325
وحتى نتمكن من سبر فكر توفلر والوقوف عند آليات اشتغال منهجه البنائي نحاول مقاربة مفهوم الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية من منظور نظرية التغيير موظفين وحدات التحليل الصغرى والكبرى في نموذجه التحليلي.
بداية أن من أسباب الأزمة الاقتصادية احتدام الصراع بين تيار التدويل والتيار الوطني في الكثير من الدول والقارات الشيء الذي ساهم في سوء تنظيم نمو صندوق المخاطرة المالية في أسواق الأسهم والبورصات والرفع من درجة تقاعس وكالات الائتمان والمحاسبين في التقدير الدقيق لمستندات الأوراق المالية وأدى إلى حدوث طفرة في نمو المنتجات الجانبية من أدوات مالية وغيرها…وصعوبة في التحكم والاستيعاب على المستوى المالي والاستثماري مما ضاعف من درجة الاختلال في تزايد النشاط الاقتصادي وهيمنة المالي نظرا لتطور التكنولوجيا المستعملة وقوة المنافسة …
إن الأزمة الاقتصادية العالمية سببها في منظور توفلر تهافت بلاحدود على الثروة وغرور الرأسمالية العالمية الذي أعماها عن حسن التقدير النقدي وتدبير الزمن لتواكب سرعة إنجاز أنشطة الأسواق سرعة الاجراءات التكييفية للمؤسسات الوصية على التنظيم والمراقبة حتى لاتختزل العلاقات المكانية في مقاربة الأزمة العالمية في الولايات الأمريكية وتستبعد باقي المراكز الاقتصادية الحيوية في أوربا واليابان والخليج..

.ولفسح المجال واسعا أمام المعرفة الاقتصادية البنكية التي تحكم العلاقات المالية المحلية لتساير سرعة التحولات العالمية وتؤمن عملية الانتقال من معرفة محلية بسيطة إلى معرفة عالمية معقدة ومتشابكة مجارية لسرعة تحولات شبكات الذكاء الخارجي من كومبيوتر ووسائل اتصال كالهاتف والتلغراف التي لاتكتفي بنقل البيانات بل تعمد إلى تحليلها وتحزيمها وتداولها بين المصارف والدول والقارات…
إن فسيفساء السلطة بتجلياتها آخذ في التشكل على قاعدة صراع هيمنة بين الشركات الكبرى والاقتصاديات الفتية حيث تحولت » 100 نقطة ضوء إلى ألف حريق غضب « مما جعل محور السلطة السياسة لا الحقيقة وأساس القرارات المصالح لا النتائج الموضوعية والخاسر في هذا الاتجاه حسب توفلر الديمقراطية ضحية التحالف بين العمل الاستخباري ومصالح الأعمال التجارية …

إن التنمية الاقتصادية مشروطة بسد الفجوة الالكترونية لا ما بين الشمال والجنوب كما يعتقد الكثيرون ولكن بين المبطئين والمسرعين مما يجعل التغيرات الداخلية أول بؤرة لتحول السلطة ضمن نسق العلاقات الذي يحكم شبكة الروابط بين أضلاع مثلث التغيير المعرفة والعنف والثروة في إطار تصادمها مع المستقبل.
إن الأزمات الاقتصادية السابقة والراهنة هي أساس إعادة بناء اقتصاد عالمي متين وإنتاج نظام مالي جديد تتنامى فيه المكونات غير المحسوسة فيرتكز الاقتصاد على الرأسمال الرمزي والمعرفة المورد النهائي للأنشطة التجارية والضامن لتحول العالم إلى مرحلة مابعد الصناعة.

المراجع

1-حضارة الموجة الثالثة ترجمة عصام الشيخ قاسم.

2-صدمة المستقبل المتغيرات في عالم الغد ترجمة محمد علي ناصف.

3- تحول السلطة بين المعرفة والعنف و

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.